لم يمض يوم أو يومين على النصر الكبير الذي حققته المقاومة الوطنية اللبنانية على الكيان الصهيوني حتى خرجت علينا أصوات لبنانية تنتقد المقاومة وتحملها مسؤولية الدمار الذي ألحقه جيش الاحتلال بالبنية التحتية، والبعض يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، وآخرين يعتبروها حرباً من أجل إيران؟ ونحن نسأل هل هذا وقت الانتقاد، والعتاب، أم وقت الفرحة والبهجة بالانتصار الذي حققه لبنان كل لبنان بوحدته وتضامنه والتفافه حول المقاومة وان كان لابد منه، لماذا لا يكون داخل الغرف المغلقة وفي إطاره الصحيح؟بعيداً عن أي وجهة نظر لهؤلاء، كل سياسي وطني شريف يعرف طبيعة المؤامرة على لبنان، والذي كان يراد له فتنة داخلية وقتال داخلي يؤدي إلى سحب سلاح حزب الله وفك الارتباط مع سوريا، وإقصاء رئيس الجمهورية لحود، وترتيب الوضع وفق الإرادة والاستراتيجية الأميركية الصهيونية، وبعد أن فشلت كل المحاولات جاء جيش الاحتلال ليقوم بالمهمة، وأعطيت له فرصة العشرة أيام، ولكنه اصطدم بصلابة وقدرة المقاومة على الصمود، والتي منعته من تحقيق أهدافه، وثم لحقت به هزيمة لم يعرفها منذ اغتصابه لأرض فلسطين، وكان النصر للمقاومة بعد 33 يوماً من القتال الذي وصفه الصهاينة بأنه قوي وحاد وبأنهم يواجهون قتال لم يعرفوه من قبل، وهانحن نشهد اليوم ما يدور في داخل الحكومة الصهيونية وتحميل المسؤوليات بالهزيمة من مسؤول إلى آخر، هناك من يدعوا إلى انتقالات وآخر إلى لجان تحقيق، والصحف الإسرائيلية تتحدث عن هزيمة الجيش الإسرائيلي، الا يكفينا هذا ألم يكن هذا الانتصار لكل الأمة العربية، ألم يهز هذا الإنتصار الأسس التي قام عليها الكيان الصهيوني ألم تعم الفرحة كل بيت عربي من المحيط إلى الخليج لماذا نقلل من الانتصار، لماذا نقتل روح الفرحة فينا؟ لماذا لا نفتخر بهذا النصر؟ ولماذا يعمل البعض على تحويل هذا النصر إلى هزيمة؟ هل كل ماحصل يترك مجال للمراهنة على أمريكا وإسرائيل؟لن تسمح الجماهير العربية للنيل من المقاومة وجميعها تتطلع إلى كل القوى والأحزاب اللبنانية أن تكون على قدر عالٍ من المسؤولية والحكمة والحفاظ على وحدة الصف.فالعدو دائماً يخترقنا بضرب وحدتنا الوطنية، والتاريخ سيحاسبنا جميعاً .[c1]محمد رجب أبو رجب[/c]
لا تحولوا النصر إلى هزيمة
أخبار متعلقة