الأيتام و مفهوم أخر للرعاية في مركز الطفل الاجتماعي بالحديدة
الخيواني: نشأت فكرة المركز نظراً للتهميش الذي يعانيه اليتيم في الحياة الظاهري: نسعى لتعليم اليتيم الإصرار على العمل والنجاح الدبعي: كفالة اليتيم ليست في إطعامه فقط وإنما في إكرامه والحفاظ عليه ثم تأهيله الإهتمام بالأيتام ورعايتهم الرعاية الحسنة حتى يبلغوا الحلم هو شرط رسول الله صلى الله عليه وسلم لمرافقته في الجنة وزرع الإبتسامات على شفاه الأيتام ليس لها ثمن إلا الجنة، ذلك أن معاناة اليتيم لا تنتهي عند حد فقدان أحد الوالدين أو كلاهما بل تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك فعلاوة على بؤس اليتيم بما يعانيه من حرمان عاطفة الأبوة والأمومة وقسوة الحياة بعدهما وعدم القدرة على التمتع بكامل الحقوق الإنسانية نظراً للضعف والعجز الذي يعتري حياته فإن إهمال المجتمع لإحتياجاته وتوجيه العنف نحوه في بعض الأحيان هو الأكثر بؤساً وقسوة في حياة اليتيم.كفالة الأيتام ورعايتهم لا تزال مفهوماً قاصراً لدى المشتغلين من نشطاء العمل الخيري في هذا الميدان، إذ لا تزال جوانب الكفالة محصورة في أحسن أحوالها على صرف بعض الإعانات النقدية أو العينية التي لا تسد إحتياجات اليتيم في أغلب الأحوال مع أن أهم الإحتياجات الأساسية له تظل في مجملها غائبة عن الواقع.زيارتنا لمركز الطفل الاجتماعي التي قمنا بها مؤخراً لإستطلاع الدور الذي يلعبه المركز في رعاية الأيتام كشفت لنا معنى جديداً لرعاية الأيتام وصورة مغايرة لأنماط الرعاية والكفالة الاجتماعية التي تقدمها المؤسسات الاجتماعية والخيرية للأطفال الأيتام.فالمركز هو أحد مشاريع مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية وتسعى من خلاله إلى الإسهام في تنمية الطفل اجتماعياً وتعليمياً وصحياً وترفيهياً ومن برامجه الإسهام في رفع المستوى التعليمي والثقافي لدى الأيتام وأسرهم والمتابعة الدورية للطفل لقياس التحصيل المدرسي ومواكبة التطور العلمي في البرامج التعليمية التي يتبناها المركز.كما قال عنه الأخ/ محمد الخيواني - مدير مركز الطفل الاجتماعي بالحديدة ومدير فرع المؤسسة أيضاً بالمحافظة ويسعى المركز إلى بنائهم البناء المتكامل المتوازن تربوياً وتعليمياً وثقافياً وصحياً واجتماعياً وحرفياً ومهنياً.وعن سر التسمية للمركز (بمركز الطفل الاجتماعي) قال الأخ/ ياسر الظاهري - رئيس قسم الإعلام بالمؤسسة، والمدرب بالمركز إن إكرام اليتيم وكفالته لا تعني الكفالة المادية فقط وإنما أيضاً كيف نؤهله ونرعاه أيضاً ثقافياً واجتماعياً ونفسياً وعلمياً وفي كل المجالات فكانت تسمية المشروع بمركز الطفل الاجتماعي وليس الطفل اليتيم لكي نسحب منه صفة اليتم وحتى لا يشعر بالعجز والنقص في الحياة ونتمنى أن نتمكن من تحويل اليتم بداية للإصرار على العمل والنجاح في الحياة وفي المجتمع وأسوتنا في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يتيماً ومع ذلك صنع البطولات والمنجزات وكان متميزاً في كل الجوانب رغم يتمه، وهناك في التاريخ من الأمثلة والشواهد على ذلك.ويهدف المركز إلى الخروج باليتيم من طور الإعالة والمواساة إلى طور التنمية والإنتاج في المجتمع وصولاً لتمليكه مهنة شريفة تحقق إكتفاءه الذاتي، لذا فإن برامج المركز وجوانبه الرعائية والتأهيلية والتنموية المختلفة تستمر مع اليتيم حتى سن (18) عاماً حين يكون وقتها قد أكمل برامج التأهيل النفسي والاجتماعي والتربوي والتعليمي والثقافي بالمركز وفي كلمته التي دونها في سجل الزيارات قال الشيخ وهيب الدبعي لأول مرة أرى عملاً جاداً هادفاً وموافقاً لروح الآيات القرآنية في كفالة اليتيم حيث أن كفالته ليست هي إطعامه فقط كما يفهم الكثير وإنما هي إكرامه (تكرمون اليتيم)، ثم الحفاظ عليه (يدع اليتيم)، وتأهيله إلى الرشد ليحمل مسئولية نفسه وأمته (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح، فإن انستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم).ويضيف قائلاً/ يكفي أنني عندما رأيت الأيتام ما رأيت البؤس فيهم بل أحسست أن ابناءنا هم الأيتام، ولعمري أن هذه هي الكفالة البالغة درجة الرفقة للرسول الكريم، فقد ملأتم القلب بالإيمان وطوبى للذي مسحت يداه دموع البؤس عن مقل الأيتام.ويقوم مركز الطفل الاجتماعي بالحديدة برعاية وكفالة نحو (282) طفلاً وطفلة من الأيتام يتوزعون إلى مجموعات بحسب الفئات العمرية وتتلقى كل مجموعة البرامج والأنشطة التي تتناسب مع أعمارهم، ومنذ لحظة الدخول إلى المركز يشعر الطفل اليتيم بأن صور البؤس واليتم والحرمان تتساقط عن كاهله وتنمحي من بين ثنايا أحلامه عندما تطأ قدماه بوابة المركز إذ يكون محفوفاً بالرعاية والعناية والإكرام من فريق رائع من المدربين والإخصائيين الاجتماعيين الذين يغمرونه بعطفهم وإهتماهم بشكل إنساني ربما لم يلمسوه من ذي قبل.والبداية تكون من لحظة الوصول حيث يتجه الطفل يومياً عند وصوله إلى المركز إلى دورة المياه لتنفيذ برنامج النظافة اليومي إذ خصص للواحد منهم دولاب خاص يحتوي على حقيبة أدوات النظافة الشخصية ومناشف الإستحمام والأزياء الخاصة بالمركز، وبعد تغيير الملابس العادية للطفل اليتيم والتهيئة لممارسة أنشطته الثقافية أوالترفيهية أو الرياضية أو لحضور البرامج التعليمية والتربوية يتوزع الأطفال على غرف وقاعات المركز المخصصة لذلك.ويضم المركز معملاً للكمبيوتر والإنترنت وآخراً للغة الإنجليزية وقاعات دراسية بالإضافة لصالة ألعاب بلاستيشن وأخرى لعرض الأفلام العلمية والترفيهية ولمشاهدة القنوات التلفزيونية الموجهة للأطفال، كما يحتوي المركز أيضاً على مكتبة ثقافية ومعرضاً للمشغولات اليدوية والإبداعات المتميزة التي يعملها الأطفال ومسرحاً صغيراً لعرض العرائس تقدم فيه بعض الفكاهات والإستشكات المرحة إلى جانب بوفيه تقدم للأطفال بعض الوجبات الغذائية الخفيفة، وساحة رياضية لممارسة الألعاب والتمارين الرياضية.ومن وقت لأخر ينظم المركز بعض النشاطات الثقافية أو الترفيهية أو الاجتماعية كالإشتراك في تنفيذ إذاعات مدرسية في بعض المدارس الكبيرة والعريقة بالحديدة أو تنفيذ بعض الرحلات الترفيهية أو إقامة بعض الأمسيات الثقافية والدورات التدريبية والتي كشفت جميعها عن مخزون وفير من الإبداعات والمواهب التي يتمتع بها الأطفال الأيتام.لذا فإن شخصيات اجتماعية ورجال أعمال بارزين وجدوا أنفسهم أمام تلك الإبداعات والمواهب المكبوتة بين حنايا القلوب اليتيمة عاجزين عن التعبير، ولم يملكوا حيالها سوى التشجيع والدعم والرعاية الكريمة، حيث جرى تنفيذ نادي الطفل المبدع برعاية رجال الأعمال وبمبادرة ذاتية منهم خلال الإجازة الصيفية وأختتم النادي فعالياته بحفل مميز لسيدات المجتمع، وكان من ضمن نشاطات النادي زيارة أبناء الميسورين والتجار للأطفال الأيتام في منازلهم والتعرف على أوضاعهم ومبادلتهم المشاعر الإنسانية.ويعمل بالمركز عدد من المدربات المتمرسات في تعليم اللغة الإنجليزية والحاسوب وفي التربية والسلوك والأخلاق وهن من حملة المؤهلات الجامعية بالإضافة إلى خمس إخصائيات اجتماعيات يقمن بمتابعة اليتيم وتقييمه في المركز والمدرسة والمنزل، ولمساعدة أسر الأيتام والعمل على تنميتها والنهضة بأوضاعها وتقديم بعض أوجه العون لها مثل كسوة العيدين ولحوم الأضاحي الحقائب المدرسية والرعاية الصحية وتوفير الأدوات المنزلية لها.وعادة يتم إختيار الأطفال الأيتام عن طريق باحث ميداني ووفق معايير اجتماعية ونفسية معينة، ويحصل الطفل اليتيم إلى جانب خدمة التأهيل والتدريب والرعاية بالمركز على كفالة مالية شهرياً حتى تتكامل حلقات الرعاية والكفالة لليتيم من كل الجوانب.ويطمح القائمون على المركز التوسع مستقبلاً وإنشاء نادي الفتاة في إطار المشروع الرائد الذي تنوي المؤسسة إنشاءه في الحديدة قريباً وهو مجمع التواصل للتنمية الإنسانية.