- الذين نظموا ذلك الاستقبال الرسمي والشعبي للأستاذ/ عبدالقادر باجمال، لا أظنهم تعمدوا أن يجبروا بخاطر الرجل، ولم تحركهم العواطف والشوق للقاء العزيز الغالي، بل لأنهم يدركون أن باجمال جدير بذلك بحكم مكانته وأدواره الوطنية والمسؤوليات التي اضطلع بها في الماضي ونجح فيها أتم نجاح، وليس هذا فحسب بل إن عودته مسألة تتعلق باحتياج الوطن إليه في هذا الوقت، فهو وإن كان لا يزال يعاني قليلاً من آثار الجلطتين اللتين عصفتا به قل نحو عشرين شهراً إلا أنه عاد إلى وطنه قوي الإرادة زكي العقل قادراً على الاستمرار في لعب أدوار سياسية والعطاء في المجالين الرسمي والحزبي كما كان يفعل هذا قبل سفره إلى سنغافورة، فالشيء الوحيد الذي ربما فقده هو القدرة على لعب كرة القدم ولم يفقد أي مقوم من مقومات السياسيين والمثقفين الضروريين لأمتهم.- عبدالقادر باجمال كان «وأرجو أنه لا يزال» شخصية مثيرة للجدل.. وذلك دليل حيويته وتفكيره الراقي وحنكته السياسية وخروجه عن المألوف وشجاعة مواقفه، وفي كل موقع شغله كان يتصرف كرجل دولة صاحب قرار، ولولا ذلك لما نجح في صنع مآثر حقيقية، وهي كذلك لو أعدنا تقييم ما قام به في تلك المواقع مثل وزارة التخطيط والتنمية ووزارة الخارجية وعندما تولى رئاسة مجلس الوزراء والأمانة العامة للمؤتمر الشعبي.. ولعل معارضيه ونقاده قد أدركوا اليوم أنه كان الأفضل، وأن هذه الشخصية لم تتكرر، وأولئك الذين قاوموا الإصلاحات الاقتصادية التي تبناها مبكراً يتمنون اليوم لو أنهم لم يفعلوا ذلك، وأنها لو تمت كما أراد لكان حالنا أفضل مما هو عليه، وأولئك الذين كانوا يحاورونه ويشكون مراسته في الحوار و «تحرير الخلاف» أزعم أنهم اليوم يشكون من فقد محاور مثله.- ذهب الأستاذ باجمال إلى سنغافورة في أبريل 2008م ليتسلم جائزة «بطل الأرض» الدولية من برنامج الأمم المتحدة للحفاظ على البيئة، وبعد يوم من تسلمه لها عصفت به جلطة دماغية وتلتها أخرى قلبية فأركبته سفينة المخاطر، وكان ذلك فوق قدرة البشر على الاحتمال، ولكن البطل كعادته في كل المراحل والمواقف العسيرة كان ولا يزال صامداً، وها هو بعد عشرين شهراً يعود إلينا، وبعودته المجيدة هذه قتل كل الشائعات العدوانية والكريهة التي أثيرت حوله، وخيب آمال أصحابها الذين لجؤوا إلى الأساليب الخسيسة وتخلوا عن الأخلاق الإنسانية حتى تجاه أشد الحالات إيلاماً. ها هو باجمال يعود منتصب القامة مقبلاً على الحياة.. فأهلاً بك أيها البطل العائد منتصراً في واحدة من أقسى المعارك التي خضتها في حياتك.
با جمال.. المنتصر في كل المعارك
أخبار متعلقة