"14 أكتوبر"تحاور مبتكراً جديداً في مجال الصناعة:
تشهد اليمن اليوم ميلاد مبتكر جديد في عالم الصناعة ، يعتبر هذا الابتكار خاص نموذج في عالم المضخات في العالم ... وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على تميز البعض في التعامل مع الطبيعة التي تعتبر أم الاختراعات.واليوم ونحن على اعتاب عالم التكنولوجيا الحديثة والتقدم العلمي في عالم الصناعة نقف أمام عبقرية شاب يمني كانت عصارة جهده طيلة السنوات الماضية هذا الاختراع العظيم الذي سيشكل انقلاباً في عالم صناعة المضخات وسيضع حداً للمخاطر التي ترافق عملها .وللتعرف علي كيفية ولادة هذا الاختراع العظيم التقينا بالاخ المهندس سمير سيف حنوني الحاصل على شهادة الماجستير من جمهورية اوكرانيا عام 92م تخصص هندسة ميكانيكا تصميم وصيانة ويسعى حالياً الى مواصلة دراسته للحصول على شهادة الدكتوراة في مشروع ابتكاره .حوار : وداد شبيليالمعاناة تخلق الابداعتوقف وهلة عندما ... قبل البدء بالحديث .. اعادته الى الوراء.. والى حجم المآسي التي كانت شاهده أمام عينيه خلال مشواره الطويل في العمل كمهندس في محطات الصرف الصحي منذ عام 93م وفي مختلف محطات الصرف الصحي في محافظة عدن وهي بالفعل كانت لها الفضل في ولادة اختراعه وهي تلك المعاناة التي تخلق الابداع .. فأجاب : ذلك الابتكار جاء بعد خسارتنا العديد من العمال في الطاقم التشغيلي في العديد من هذه المحطات التي اصبح العمل فيها محفوفاً بالمخاطر ،المآسي وصلت ذروتها عندما فقدنا اكثر من عامل في محطات الصرف الصحي في البريقة .. والكوارث البيئية التي تنتج عن وقوف محطات الصرف الصحي وإنتشار طفح المجاري في عموم المدينة ... وحينها وقفت متأملاً لايجاد حل جذري يحد من هذه المخاطر التي تتفاقم يوماً بعد يوم ويذهب ضحيتها ابرياء يتعرضون لسموم المجاري ومخاطر المرض والموت المتربص بهم عندما يضطرون الى النزول الى اسفل هذه المحطات ومعاينتها واصلاح الاعطاب فيها.. وحينها بدأت اتفحص كافة هذه المحطات بكل سلبياتها وايجابياتها لمعرفة مكامن الخطر فيها واستغرق ذلك وقتاً طويلاً من عام 93م حتى عام 2000م وهنا بدأت تتضح الصورة أمامي وتتبلور الفكرة ، فكرة ايجاد الجديد والبديل الذي تحد من تلك المخاطر المتربصة بعمالنا الابرياء في هذه المحطات.فكرة الاختراع ومميزاته:ومن هناجاءت فكرة صنع نموذج مضخات عائمة آمنة وبدأت هذه الفكرة تتبلور لتصل الى عمل مشروع كانت بدايته مسودة بدأت العمل بها من عام 2000م حتى عام 2001م .وتحولت هذه المسودة الى تصميم لهذا المشروع المتواضع الذي يتميز بانشاء مضخات عائمة تتميز بخفض الاثر البيئي والعمل بكفاءة عالية وسهولة التشغيل والصيانة والتكلفة المنخفضة والمجال الواسع الذي يتيح خطوط مشتركة لجهات مصنعة مختلفة وتعدد مجالات الاستخدام وتوفير مزايا قياسية في امكانية استخدامه في مجال المياه سواء مصادرها الاساسية او في مواقع تجميعها وخفض الالياف المستخدمة حالياً من مصادر المياه المفتوحة وتختلف هذه المضخة من حيث التشغيل وهذا الاختلاف هو ما توصلت إليه من خلال نتائج الدراسة في المواقع والتقرير التشغيلي وهذه المضخات العائمة ترتفع الى أعلى ولا يضطر العمال النزول الى الاسفل وتعريض حياتهم للخطر وهذا كان أهم انجاز يحافظ علي سلامة العمال بالاضافة الى أن عمرها الافتراضي اطول من العمر الافتراضي للمخضات المستخدمة حالياً وبعد أن انتهيت من دراسة المشروع اقدمت على ترجمته الى اللغة الانجليزية في مركز المنارة وبفضل الاستاذ المرحوم محمد حامد جعفر مدير المركز عرض مشروعي على- منظمة دول افريقيا السبعين- وكانت هذه أول شهادة احصل عليها بنجاح مشروعي وشكل هذا النجاح اول خطوة لمواصلة المشوار الطويل .الحصول على براءة الاختراع بعد النجاح الذي تحقق في مشروعي كان لابد أن أجد له الصفة العلمية للاعتراف به جامعة عدن وجامعة صنعاء وبالفعل خضع مشروعي للتقييم من قبل العديد من الدكاتره في جامعة عدن وصنعاء وكانت النتائج ايجابية ورشح مشروعي كرسالة علمية تم مناقشتها في المؤتمر الهندسي الاول لجامعة عدن الذي انعقد في عام 2002م وبناء على توجيهات الجامعة تم توثيقه في الصناعة في قسم الادارة العامة للملكية الفكرية ومن هنا حصلت علي براءة الاختراع وكذلك في عام 2004م حصل اختراعي على توثيق دولي اثناء تسجيله في المنظمة الوطنية للتربية والعلوم لايجاد براءة الاختراع لدى الجهات الدولية المسؤولة والثقافة عن تسجيل براءة الاختراع وتقديم الدعم الممكن لتصنيع نموذج المضخة.تصنيع نموذج المضخةماتبديه المؤسسة العامة للمياه من دعم جعلني أقف عاجزاً أمامه ولولا وقوف المدير العام للمؤسسة ومدير المشاريع بجانبي لما توصلت الى هذا الانجاز العظيم وخلال هذا العام ايضاً رشحت من قبل المؤسسة لدورة في اليابان استمرت ثلاثة اشهر وهذه الدورة اتاحت لي الفرصة لعرض مشروعي علي اصحاب الخبرة في بلاد صناعة مثل اليابان لها باع في العديد من المجالات الصناعية وفي عالم صنع المضخات وهذه كانت الفرصة الذهبية التي قدمت مشروعي صناعياً وتم ترشيح مشروعي ليكون رسالة الدكتوراة التي يجب أن استمر فيه حتى تصنيع النموذج وحالياً تجري مشاورات بين اليمن واليابان لتصنيع النموذج العلمي المعبر عن فكرة المشروع باعتباره جزءاً من متطلبات رسالة الدكتوراة ومازالت المشاورات جارية .الصعوبات التي رافقت انجاز مشروعكطريق الالف ميل محفوف بالمخاطر ودائماً يبدأ بخطوة واحدة ثابتة وهذه الخطوة هي التشجيع والدعم الذي حصلت عليه من قبل مدير عام المؤسسة الاستاذ عبدالله عبدالفتاح والاستاذ نجيب محمد احمد مدير عام ادارة مشاريع المياه وجميع الزملاء الذين سهلوا لي المشوار الطويل والتفرغ لمشروعي وبحثي وخاصة بعد أن كانت اول مكافأة احصل عليها من قبل مديرتي في القسم هي نقلي الى مجال آخر ليس له أي صلة بموقفي كمهندس للصرف الصحي وخاصة بعد حصول مشروعي على براءة الاختراع .. وبالرغم من ذلك واجهت الموضوع بشجاعة لأنني مؤمن بالرسالة التي اقوم بها تجاه هؤلاء العمال الذين يتعرضون للموت في كل لحظة .. وقريباً بإذن الله وبفضل كل الجهات التي قدمت لي كل الدعم سيرى هذا المشروع النور وستتم الموافقة على تصنيع هذه المضخة تجارياً لبلدي التي مازالت تسعى الى نجاح هذا المشروع .الخطوات المستقبلية هي موافقة اليابان على تصنيع النموذج ليأخذ الصفة التجارية العالمية وفيما بعد ستبدأ المصانع التجارية العالمية العمل فيه وهذا بحد ذاته يعتبر فخراً واعتزازاً لليمن والنجاح الذي سيتحقق في هذا المجال الصناعي الهام .