قصة قصيرة
صنعاء سالم المسعودي قدماها ترتجفان وقلبها مضطرب وحيران ودمها يسري بقوة في الشريان ، إنها الليلة الأولى التي ستبيت فيها بعيداً عن الأهل والخلان... في الطريق وهي تسير شريدة الذهن ، تسأل نفسها في تهكم:إلى أين المسير، و ما هو المصير ؟!-أخبروها أن في هذا الطريق فيه تحقق الأحلام وتستطيع بعدها العيش بأمان من قهر وظلم الناس والزمان .سارت وظلت تسير وتسير حتى وصلت إلى نقطة البداية التي -للأسف- كانت نقطة النهاية !.صعدت بخطى بطيئة ، عيناها ترتشق المكان بنظراتٍ تائهةٍ وشريدةٍ ، لا تعلم ما الذي ينتظرها خلف تلك الجدران الحقيرة.وقفت لوهلةٍ أمام باب إحدى الشقق ، كان المكان المنتظر ، الذي لم تتوقع أن فيه سيكون القدر وأنها ستحتضر.قرعت الباب ورنت الجرس ، فإذا برجل ضخم أسمر اللون، شرس الملامح ، يفتح الباب ، ويدعوها للدخول.. أين المفر؟مازالت صغيرة ، عيناها بريئة ، جسمها ناعم وقلبها حالم .فتاة جارت عليها الظروف ورمتها في ظلام الكهوف...دخلت الشقة بخوفٍ كأنها حمامة جريحة ، فاشتم الثعلب رائحة الدماء المتصببة من جرحها وانقض عليها من دون رحمة أو شفقة مستغلاً ضعفها وكسر أجنحتها ، لم تتحمل . وأمام ضخامة وقوة المفترس سقطت ولم تستطع النجاة بنفسها فقد فات الآوان وأزف الزمان ...وهكذا كانت نهاية الأحلام ، مرمية بقسوةٍ على الرخام .