محمد الغامدي الشهير بــ “كلاش” برفقة زميله عبدالله
جدة / متابعات:أعلنت شركة متخصصة في الفن أن فرقة شبابية سعودية ستصدر في الصيف القادم أول ألبوم «راب» عربي في منطقة الخليج، ما أثار جدلا حول الفرق الشبابية.وقال عبدالله ابوطالب مدير الإنتاج بشركة «ميديا أرت»،ضمن احاديث نشرتها «العربية.نت» حول الموضوع إن الفرقة أسسها «الرابر» السعودي محمد الغامدى الشهير بـ «كلاش» الذي بدأ التغني بالراب في الثانية عشرة من عمره.وأضاف أنه يتوقع نجاحا كبيرا للألبوم «نظراً للشعبية والموهبة التي يمتلكها الفنان «كلاش».وتثير ظاهرة نشوء الفرق الشبابية التي تتغنى بالنمط الغربي مثل «الهيب هوب والروك والجاز» وأخيرا الراب، حالة من الجدل في الأوساط السعودية، فبينما اعتبر البعض أن إقبال الشباب على تنظيم أنفسهم في مجموعات غنائية، أمر طبيعي يعكس تفاعلهم مع التيارات الفنية التي تفرض نفسها عبر وسائط الإعلام المختلفة، يرى آخرون أنه تهديد للهوية العربية، ويدقون ناقوس الخطر حول ما يعتبرونه خطرا يحاق بالموروث الثقافي للشعب السعودي. من جهته قال الرابر السعودي «كلاش» « إنه بدأ التغني بالراب في سن مبكرة، ولكن بأسلوب بدائي، ومع مرور الوقت بدأ يتقن هذا الفن.وأضاف كلاش انه قرر أن يبدأ مشواره بصورة أكثر جدية قبل 7 سنوات، حيث بدأ بتأليف أغان لاقت استحسان الجميع، ثم قرر في العام 2004 إنشاء أول فرقة سعودية خاصة بالراب، حازت على إرضاء جميع المستمعين وجميع الشرائح خصوصا فئة الشباب.وفيما يتعلق «بالملاسنات الغنائية» التي حدثت سابقا بين فرقته وفرقه أخرى قال كلاش إن «هناك فرقا مغمورة كانت تبحث عن الشهرة من خلال تأليف أغاني موجهة لنا تحتوي على بعض الألفاظ السيئة مما اضطرني إلى أن أقوم بالرد، وهو الأمر الذي أدى إلى دخولي في متاهة كبيرة أبعدتني عن هدفي الرئيسي. وشدد كلاش على أن تلك الصفحة قد طويت للأبد، وتم فتح صفحة جديدة ستكون أكثر احترافية من حيث التسجيل والأداء، وهادفة من حيث المغزى والمضمون، وختم كلاش بتوجيه التحية لجمهوره، وبدعوتهم لترقب «البوم كلاش» في صيف العام الحالي. واعتبر الباحث الاجتماعي محمود الشهري حضور الألوان الموسيقية الغربية في الشارع السعودي ليس حدثا اعتباطيا، قائلا :على مر الزمن حملت الوسائط التواصلية المتاحة كافه أنواع الموسيقى الغربية إلى الأراضي السعودية، وتأثرت بعض مناطقها، وخاصة مدينة جدة، بسبب موقعها الجغرافي الذي يسر لها الاحتكاك المتواصل مع الكثير من الجاليات غير العربية».وأضاف أنه بالرغم من غرابة أفكار تلك الفرق عن غالبية الشعب السعودي، إلا أنها استطاعت تدريجياً أن تتبوأ موقعا في أوساط الشباب، سيما بعد أن زادت مساحة اتصال السعوديين بالثقافات الأخرى، من خلال تطور وسائل الاتصال والانترنت، والابتعاث للخارج، والسفر والسياحة.وأوضح الشهري أن تلك العوامل لعبت دورا في تشكيل ثقافة جديدة، وساهمت في انتشار الفن الغربي، الذي ولد فرقا شبابية غنائية مثل فرقة كلاش، استطاعت خلق مساحتها الخاصة وجمهورها الخاص.وتابع بأن موضوعات تلك الفرق وإن كان بعضها سطحيا، إلا أن الشباب مأخوذ بالتجربة، ويتداول أغانيهم باهتمام بالغ عبر البلوتوث والجوالات والإنترنت، و يملأون المنتديات ومواقع المشاركة الاجتماعية كاليتويوب و ماي اسبيس، بمقاطع فيديو لحفلاتهم الخاصة، التي لا تمنع رداءة الصوت أو بدائية التجهيزات انتشارها الهائل.وبدا علي العمرى المشرف على قناة «فورشباب» وأحد المهتمين بالفن الإسلامي، متفاجئاً ومأخوذاً بوجود تلك الفرق وبتنظيمها وانتشار أغانيها.وأكد إن ظاهرة تلك الفرق، إشارة إلى أن هناك خللا في تلبية الحاجيات الروحية والرمزية للشباب الذي وجد نفسه كائنا أعزل أمام محمولات العولمة.واعتبر الظاهرة مجرد حالة استلابية لشرائح من الشباب لم تتسلح بما يكفي من العدة الثقافية والدينية، بسبب ضعف فعالية المؤسسات الاجتماعية المختلفة، فوجد الشباب في الفن الغربي مجالا خصبا لركوب موجة العبث واللامعنى.أما الكاتب وليد محمود فقد قلل من شأن هذه الظاهرة، واشر إلى أن الظاهرة مرحلة طبيعية ومحتومة من مسار التطور الثقافي للمجتمعات في زمن العولمة وتلاشي الحدود بين الجماعات، ونتيجة عادية لسعي الشباب إلى تشكيل ذات مشبعة بخياراتهم الخاصة.واعتبر محمود أن الروك او الراب أو الهيب هوب، فن موسيقي يحبه الشباب، ولكل مرحلة عمرية مذاقها الفني الذي يناسبها، وهو نوع من أنواع الفنون التي ظهرت بفلسفة تريد لفت الانتباه إلى هؤلاء الشباب» .