أضواء
علي سعد الموسى وبزعمي فإن للسعودي، وحده أيضاً، بضعة أصناف مما لذ وطاب من تسميات الزواج تبدأ من عقد نكاحه المعلن من زوجته الرسمية الأولى وتنتهي بآخر الصيحات والصرعات في المسيار والمصياف.بل حتى عندما يذهب السعودي لميادين الجهاد الميمون فإنه لا ينسى نصيبه من الدنيا وخصوصاً إذا ما كان الميدان في البوسنة والشيشان ولبنان وأفغانستان ولعله ذات السبب الذي لا تجد فيه بني جلدتنا يجاهدون في الصومال أو دارفور إذ في مثل هذه الميادين يكتفي السعودي بجهاد اللسان والقلب.وللسعودي أيضاً مع أصناف الزواج سلوك متناقض وطقوس مختلفة. ففي حين يبدأ زواجه الرسمي المعلن من أول زوجة له في مشوار الحياة وهو فقير محتاج في أول سلم الوظيفة إلا أنه ينحو للصخب والتكاليف عبر أحزمة الذهب وخواتم الزمرد والألماس وحشد الأقارب والمعارف في أبهى الصالات، ثم بعد أن يفيء الله عليه ويمده بالمال مع انتصاف العمر، يلجأ للكتمان والسرية. ولهذا اخترع السعودي زواج ـ المسكات ـ حين ـ يسير ـ إلى الزوجة السرية في مخدعها خائفاً مذعوراً بلا مهر أو طقوس أو ليلة للدخلة لأنه يضرب ألف حساب لفضيحة الخرجة. ولأجل هذا يسخر السعودي كل عقله ليكون وكراً للحيلة والمكر كي يبقى مسياره ومصيافه سراً مغلقاً، ولهذا أيضاً تكثر انتداباته العملية إلى المدن الداخلية في منتصف الأسبوع فهو اليوم في الرياض في ورشة عمل وفي الأسبوع القادم إلى جدة في ندوة عن استراتيجيات دعم القرار وفي الذي يليه إلى المدينة المنورة في طاولة نقاش مع نظرائه من الموظفين الذين يشغلون في مناطقهم ذات منصبه ووظيفته.كل هذا و ـ أم العيال ـ لا تعرف أن الندوة والطاولة وحتى ورشة العمل إنما هي كلها أسماء من ابتكار الزوج لورشة عمل خاصة على سرير مربع في غرفة مغلقة.أختم بالسخرية من نفسي حين رأى أحد أصحابي حماسي ضد أصناف الزواج، وهو الذي، ربما بكل تأكيد، قد جرب شيئاً من حلال ما لذ وطاب وهو يقول: إن أبا مازن ضدها لأنه لا يستطيع أن يفعلها عقلاً و(ركبة) أو حتى ما بين العقل والركبة ولهذا فهو يحتاج إلى مسيار لعجوز لا شيء لديها إلا (زواج سواليف). يذهب إليها سراً كي تركد رأسه بالهدرة على دلة قهوة وبراد من القشر. [c1]* صحيفة “الوطن” السعودية[/c]