فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/عاطف سعد: قال وزير الداخلية الفلسطيني عبد الرزاق اليحيي أمس السبت إن حكومته تعمل على تفكيك جماعات مسلحة بما في ذلك الجماعة المرتبطة بحركة فتح. جاء هذا التعهد من اليحيى بعد يوم واحد من مقتل جنديين إسرائيليين قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية على أيدي مقاومين فلسطينيين في اشتباك استشهد خلاله المسلحان الفلسطينيان. وكان عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اتفقا في مؤتمر للسلام رعته الولايات المتحدة في أنابوليس بولاية ماريلاند الشهر الماضي على بدء مفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2008.، لكن إسرائيل قالت إنها لن تنفذ أي اتفاق قبل أن يفي الفلسطينيون بالتزاماتهم المنصوص عليها في خطة «خارطة الطريق» المجمدة لتحقيق السلام بكبح النشطاء في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه الآن حركة المقاومة الإسلامية (حماس).، وتسيطر حماس على غزة منذ يونيو الماضي بعد أن ألحقت هزيمة بقوات فتح الموالية لعباس لكن فتح لا تزال تسيطر على الضفة الغربية. ويقول الفلسطينيون إنهم ينفذون التزاماتهم الأمنية في الضفة الغربية من خلال شن حملة أمنية في بعض المدن الكبيرة. وقال اليحيى لراديو صوت فلسطين «لم يعد هناك ما يسمى بكتائب شهداء الأقصى» في إشارة إلى الجماعة الفلسطينية المسلحة المرتبطة بحركة فتح.، وأضاف قائلا «تعمل الحكومة الفلسطينية على حل باقي الجماعات المسلحة» رغم انه لم يكشف عن كيفية تنفيذ ذلك.، لكنه استطرد قائلا «في الواقع نتمنى عليهم (باقي الجماعات المسلحة) أن يحذوا حذو كتائب شهداء الأقصى.» وسئل اليحيي هل ستتحرك الحكومة الفلسطينية لحل ميليشيات حماس فقال «نحن نقوم بجمع السلاح غير الشرعي من جميع العناصر (المسلحة) أيا كان انتماؤها ونقوم بحل أي جماعة فلسطينية مسلحة تسعى للنيل من الشرعية الفلسطينية.»، لكنه لم يصل إلى حد التهديد بنشر قواته ضد أولئك الذين يقاومون الحملة الأمنية لكنه قال «سنستعيد النظام ونفرض حكم القانون.» ويقول دبلوماسيون غربيون إن قوات الأمن الموالية لعباس اتخذت خطوات جادة في مناطق بالضفة الغربية لفرض القانون والنظام واتخاذ إجراءات صارمة ضد نشطاء حماس. وأصدرت وحدة من كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة بيانا اتهمت فيه اليحيى بأنه «عميل» وقالت إنه «يرضي الأسياد الأمريكيين والصهاينة.»، وتعهدت الجماعة في البيان بمواصلة «الجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين من الصهاينة.» وكانت جماعة منشقة على كتائب شهداء الأقصى وحركة الجهاد الإسلامي أعلنتا الجمعة المسؤولية عن الهجوم الذي وقع قرب الخليل. وقال رياض المالكي وزير الخارجية والإعلام الفلسطيني أمس الأول ردا على الهجوم إنه في الوقت الذي تدين فيه الحكومة الفلسطينية جميع عمليات الاغتيال الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية فلا يمكنها أن تقبل مثل هذه العمليات التي تنفذها جماعات مسلحة.، وأضاف أن هدف الجماعة التي شنت الهجوم هو تعطيل محادثات السلام وخطة الأمن الفلسطينية وتعهد باتخاذ إجراءات قاسية ضدها. ولم تف إسرائيل حتى الآن بالتزاماتها بموجب خارطة الطريق بتجميد الأنشطة الاستيطانية. في غضون ذلك قال مسؤولون في حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة أمس السبت ان الحركة منعت أنصار حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من تنظيم مسيرة إحياء لذكرى تأسيس الحركة هذا الأسبوع. وانتهت مسيرة ضخمة لحركة فتح في نوفمبر لإحياء الذكرى الثالثة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بإطلاق للنيران قتل فيه سبعة أشخاص. وقال مسؤلو الشرطة التابعة لحماس ان الحركة قررت حظر مسيرة يوم الثلاثاء القادم لإحياء ذكرى تأسيس حركة فتح في الأول من يناير عام 1965. وقال مسئول في الشرطة التابعة لحماس ان القرار يهدف إلى حماية المواطنين الفلسطينيين من أي أعمال تخريب قد يكون جرى التخطيط لها استغلالا للمناسبة. واتهم مسئول في فتح طلب عدم ذكر اسمه حماس بأنها تتصرف «كقوة احتلال» وهو تعبير يستخدمه الفلسطينيون عادة لوصف إسرائيل. وقال مسئول فتح ان الحظر لن يضعف حركة فتح مشيرا إلى انه كلما زادت قمعية إجراءات حماس كلما زادت شعبية حركة فتح. وزادت حدة التوتر بين حماس وفتح قبل مسيرة يوم الثلاثاء. ويوم الجمعة أصيب نشطان من حماس بالرصاص في هجوم على موقع امني. وقال مسؤولو فتح ان قوات الأمن التابعة لحماس اعتقلت أيضا أكثر من 40 عضوا في الحركة كان بعضهم يرسم جداريات لإحياء ذكرى تأسيس فتح. وكان مسئولو حماس يحثون زعماءهم على حظر مسيرة فتح ردا على قرار عباس منع تجمعات مماثلة لأنصار حماس في الضفة الغربية المحتلة حيث السيطرة لحركة فتح.، وتطالب حماس كل الجماعات بالحصول على تصاريح قبل تنظيم تجمعات ومسيرات في قطاع غزة باستثناء تلك التي تنظم ضد إسرائيل.