رقصوا وقالوا في برلين :
كتب / إقبال علي عبدالله : أعرف جيداً حب الشعب الألماني لليمن أرضاً وشعباً .. حب يلمسه كل من تجمعه جلسة مع مجموعة من الألمان سواء هنا في اليمن أو في المانيا الساحرة .. ولا أبالغ لو قلت إن هذه الحقيقة تتجسد في الكثير من المشاهد والمواقف التي شاهدت وعايشت جزءاً بسيطاً منها .. خلال زيارتين قمت بهما إلى الساحرة ألمانيا الأتحادية صيف 1980م وصيف 2002م في الصيف الأول مكثت نصف عام والصيف الآخر ثلاثة اشهر .. شاهدت وعايشت في الأولى ثقة وأحترام وإعجاب الألمان الغربيين باليمنيين سواءً كانوا من الشمال أو من الجنوب .. وأقصد أن الفترة كانت قبل الوحدة اليمنية وقبل الوحدة الألمانية .. كان اليمنيون القادمون من الشمال أكثر حضوراً في ألمانيا من القادمين من الجنوب .. ولكن تحت سماء ألمانيا الاتحادية كنت أشعر وأنا مع أخواني القادمين من صنعاء إننا موحدون، جسداً وأحداً، دماً واحداً يسري في هذا الجسد.كنتُ ربيعاًُ ـ كما كانوا يقولون لي ـ أي كان عمري خمسة وعشرين عاماً، قدمت من عدن متشبعاً بالثورية وقارئاً أجزاء من أفكار ومبادئ عمنا الراحل /لينين/ .. شيء مفروض علينا في الجنوب من قبل "الرفاق" سامحهم الله اضاعوا سنوات طويلة من عمرنا في وهمَّ لم نصحى منه إلا بالوحدة المباركة في مايو 1990م.المهم ليس هذا حديثي وإن أطلت قليلاً فيه .. أقول من المشاهد التي عايشتها في ألمانيا وأوصلت إلى نفسي القناعة بأن الألمان يحبون اليمن وشعب اليمن هي معاملاتهم الرسمية والعادية لنا اليمنيين واحدة سواءً كنتُ من الجنوب أو الشمال .. كانوا يشعرون بالمرارة التي نحس بها، أخوة لايستطيعون الألتقاء إلاَّ خارج الوطن الكبير المجزء .. لأنهم كانوا مثلنا يعيشون الانفصال شرقي وغربي.وبعد عقدين من الزمن وإضافة عامين فوقهما عدت مجدداً إلى ألمانيا، نفس مشاعر الحب والتقدير والأحترام وجدتها ساكنة لنا نحن اليمنيين في قلوب الشعب الألماني الذي صار موحداً بعد وحدة الأرض اليمنية .. سمعت من بعض الألمان الذين زاروا اليمن للسياحة قالوا: (أرضكم متحف تراثي جميل حافظوا عليه) اليمن تحفة جميلة وناسها طيبون" "حكومتنا الألمانية يملكها الحماس في تقديم المزيد لكم ولتجربتكم الديمقراطية الرائدة في منطقتكم العربية ودعم التنمية" "بعض الاختلالات الأمنية في بلدكم لن تمنعنا من معاودة زيارة صنعاء وميناء عدن والشواهد التاريخية في مأرب، والتحفة المعمارية في حضرموت".< اليوم وأنا هنا في عدن يتكرر المشهد نفسه والمشاهد الصادقة من الشعب الألماني، حيث توافدوا زرافات على جناح اليمن في معرض "بورصة برلين للسياحة الدولية"، فأنا لم أحضر المعرض ولم أشاهد إلا لقطات عبر الفضائية الألمانية وقرأت عن جناح اليمن في المعرض في الكثير من الصحف وبعض المواقع الألكترونية .. فماذا شاهدت؟! وماذا قرأت؟! أجمع كل من شاهد جناح اليمن الذي طرز بالصور الرائعة للمدن والمواقع السياحية والأثرية اليمنية والديكور المنقوش على العمارة اليمنية الأصيلة في صنعاء القديمة وحضرموت التاريخ.وغطى المعرض بخور ولبان اليمن .. وزاد جنون المشاهدين من مختلف أرجاء العالم العربي والأوروبي الفنون الشعبية التي قدمتها فرقة قدمت من اليمن إلى برلين .. غنىورقص الجميع مع اليمن وتاريخه وفنونه وعاداته .. ورددوا ما تغنى بها فناننا الكبير/ أبوبكر سالم بلفقيه "أنتِ تحفة صاغها الرحمن من احلى التحف".< هذه هي اليمن في عيون العالم، أرض وشعب يسكنان القلب دون استئذان .. لهذا ،العالم يتطلع إلى اليمن بقلب مفتوح وعقل واعاًبالمشاركة في التنمية الاستثمارية والسياحية!! فهل عرفنا نحن اليمنيين كيف هي صورتنا وصورة وطننا في عيون العالم ؟!