فضل علي مباركانهم يرحلون بصمت.. تباعاً ودون وداع.. يفاجئنا القدر بخطفهم منا.. ينتزعهم انتزاعاً يفطر القلب بما يتركون من فراغ في النفس والوجدان والحياة.. ويظل مكانهم شاغراً لا يملأ ولا يملؤه أحد.. يبخل علينا القدر في منحنا لحظة واحدة نهمس فيها بكلمة وداع لهم.. قبل هذا الرحيل القاسي والمفاجىء.. بعد ان كانوا يملؤون الدنيا فعلاً وعطاءً بما يجسدون من مواقف ارتضوا بها وآمنوا بها وسعوا في طريقها.. وليس بالضرورة ان تكون على نفس الهدف والموقف مع الآخرين.. يكفي ان الواحد يموت قانعاً على موقف اتخذه.ما بال هذا القدر يقسو علينا ويحيل حياتنا الى حزن (أكتوبري) لا تنقطع لحظاته ولا يترك فكاكاً.. محمد البرحي،عبدالرحيم القرشي، عبدالله عبدالمجيد، طه حيدر، محمد حمزة، ضياء محمد، عبدالله الشدادي، وهاهو شيخهم وشيخنا في محراب المتاعب/ عصام سعيد سالم/ يترجل عن صومعته هو الاخر ليتركنا.. ويلحق بهم.. تاركاً لنا هذه الحياة بضجيجها ومرارتها باحثاً عن استقرار نفسي وروحي وجسدي في دنيا القرار.. كانوا كوكبة لامعة اشعلت حرف العطاء في زمن صعب ومر.آه.. ما أصعب رحيلهم وما أقسى ان تسمع من يفاجئك برحيل صديق وزميل عزيز في مقام (أبو أياد) بدلاً من ان يزف اليك هذا المتصل التهاني بالعيد والامنيات بأفق آخر للحياة.ان ذلك يضاعف الحزن ويحشرج الدمع في مآقينا.. كم كان الاختلاف (حلواً) مع أبو أياد يصل حد التنازع في العمل.. لكنه لم يحدث قط ان احدث هذا الاختلاف (قشرة) في النفس.. بل كان يزيد النفوس تقارباً لانها تبحث عن ذات الهدف للوصول اليه بسبل مختلفة.نعم ان الموت حق وهذا قدر إلهي لا يقبل فصالاً.. لكن انفسنا التي خلقها الباري عز وجل جعل من صفاتها الرحمة.. والخشوع.. والألم.. والحنق.. والغضب الذي يعتري المرء احياناً على فعل ما.. او عند سماع خبر.. ولذلك فلا اعتراض على ما تأتي به الاقدار.. او السؤال للمولى بردها ولكن الطلب اليه اللطف فيها.. حتى تستطيع انفسنا تحمل هذه الويلات.رحمة الأبرار عليك أستاذ/ عصام/ والصبر لنا في رحيلك القاسي.
|
تقرير
يرحلون تباعاً دون وداع
أخبار متعلقة