صباح الخير
يظل العمل الخيري نافذة للتخفيف من أعباء الحياة ومديد العون لمستحقيه , وهو كذلك إن أحسناً التصرف وابتعدنا عن الأداء الموسمي .. إذ إن جمعيات كثيرة ومتعددة تظهر مع ظهور شهر رمضان الكريم وتختفي طوال العام وكأن الفقر والأسر المحتاجة مرتبطة بهذا الشهر فقط , كما أن هناك جمعيات تنشط سياسياً مع مواسم الانتخابات فتنهال (القُطم ) على الناخبين وتكثر الوعود بجعل البحر طحينة .. وما أن تنتهي الانتخابات بلحظة أداء التصويت يتبخر كل ذلك ويترك الفقراء والمساكين والأيتام وكل ذي حاجة يصارعون الفقر والجوع والمرض لضيق ذات اليد .. ومع ذلك فإن جمعيات خيرية بعدد أصابع اليد يظل أداؤها متواصلاً ولا تعرف موسمية النشاط أو سياسة الغرض فهي تبدع في اكتشاف أوجه متعددة للعمل الخيري ولا تقتصر في أدائها في التخفيف من الفقر وتبني الأيتام وتعليم أطفال الفقراء وغيرها .. وإنما ترى في أهمية تدريب وتأهيل العديد من الفقراء من الجنسين على مهن يستطيعون من خلال ما يتلقونه من معارف مواجهة أعباء الحياة .. وهذا الدور تقوم به فعلاً جمعيات قليلة ومحدودة جداً ولا يهم ذلك بقدر ما يهم أن هذه الجمعيات تخلق نموذجاً متميزاً في الأعمال الخيرية دائمة على مدار العام وتخالف العادة السائدة لأداء معظم الجمعيات الخيرية المرتبطة بالموسمية وفوق ذلك فإن البحث عن أعمال والإبداع للوصول إلى فعل الخير لا حدود له .. لذلك ترى لزاماً من الجهات المسؤولة والرسمية المشرفة على العمل الخيري أن تشير بأصبع اليد لتلك الجمعيات وأدائها الحقيقي في لعب دور اجتماعي فاعل للوصول إلى المستحقين بعيداً عن زيف ونفاق ومجاملة وموسمية كما أن على هذه الجهات كشف تلك الجمعيات التي حولت مقراتها إلى أماكن لمضغ القات والتكسب باسم الفقراء .إن العمل الخيري اليوم أصبح ضرورة فمع ازدياد مساحة الفقر والمحتاجين والعاطلين عن العمل والمرضى يكون من الأهمية بمكان تفعيل هذا العمل الإنساني الجليل الذي بمقدوره أن يصل سريعاً للمستهدفين بعيداً عن الروتين والمماطلة الرسمية وامتهان الكرامة كما أن العمل الخيري يراعي أو ينبغي أن يراعي أسراً عفيفة ترفض مديدها وتعيش حياتها مستورة , فليس صعباً على من سخر نفسه كفرد أو جماعة من أجل زرع البسمة في شفاه يتيم أو خلق الفرحة في وجه أسرة عائلها مريض قعيد أو مد اليد في سبيل تعليم وتأهيل فقير .. ليس صعباً لمن يبحث عن دور يؤديه ويبدع في اكتشاف الطريق للوصول إلى فعل الخير .. ليس ذلك بصعب ما دمنا لا نعطي مكاناً للمبررات والظروف والإمكانات ونتعامل مع الإنسان بآدمية وكرامة واحترام .. .فتحية لجمعيات استطاعت أن تصل بالعمل الخيري إلى مراحل متقدمة وتساهم بايجابية في حياة المجتمع الأفضل وإن كانت قليلة العدد ونتمنى من الجمعيات الخيرية الأخرى أن يتحول نشاطها إلى نشاط دائم دوام حاجة الناس الفقراء .