حذر خبراء واختصاصيون في الاتصالات من أن شبكة الانترنت معرضة لخطر السقوط والتهاوي بفعل الثقل الهائل للبيانات والمعلومات المتدفقة عبره والتطور التقني الذي يدفع بقوة في هذا الاتجاه. وقال فيل سميث رئيس التقنية والتسويق المؤسسي في أنظمة سيسكو «في يوم واحد يبعث يوتيوب بيانات تعادل 75 مليار رسالة بريد إلكتروني، وبالتالي أننا أمام شيء مختلف تماماً، فشبكة الانترنت تنمو وتتمتع بطاقة تفوق ما كان لديها في وقت من الأوقات وهذا تحد هائل». وأضاف: «إننا نشاهد أفلام الفيديو في الوقت الواقعي، بحيث لا مجال للخطأ، والبريد الالكتروني يمكن أن يكون بطيئاً بعض الشيء، وأنت لن تلاحظ ذلك إذا استغرق 11ثانية بدلاً من عشر ثوان، ولكنك ستلاحظ ذلك في حالة الفيديو». وجاء في تقرير لموقع البي.بي.سي إنه في أوائل التسعينات كان مستخدمو الانترنت يبعثون برسائل يتألف كل منها من بايتات معدودة، وكانت طرق الاتصال الرئيسية في أميركا تقدر تدفقاتها بتيرابايتات محدودة في الشهر وتتضاعف كل عام، لكن منتصف التسعينات شهد المواقع الغنية بالصور والعديد من الابتكارات، وفجأة أصبح لكل مستخدم للشبكة يريد ميجابايتات من الصور والموسيقى، وحدث انفجار في أرقام المعلومات المتداولة شهرياً، وبعد ذلك أصبحت الحركة على الشبكة تتضاعف سنوياً تقريباً. وأوضح التقرير أنه في عام 2003 حدث تغير كبير في استخدام الشبكة، حيث أصبح جيل اليوتيوب يريد مشاهدة الفيديو المتدفق وتحميل ميجابايتات بكاملها من الباياتات في الاستخدام الواحد. ويوضح الخبير بيل تومسون أنه تم تمديد ألياف بصرية تفوق بكثير الاحتياجات المتصورة، والعلماء واثقون من أن كل جديلة منها يمكن دفعها إلى نقل كميات لا نهائية من البيانات في صورة ضوء، ولكن قبل أن يتم الإفراط في تحميل العمود الفقري للألياف نفسه فإن الضغط قد تظهر تأثيراته على الأجهزة الموجودة عند الأطراف والمعروفة بالروترز. وعمد إلى تبسيط الأمر بالقول: إذا أخذنا العمود الفقري الممتد عبر الأطلسي فإن هناك المليارات من البيانات التي تصل في كل لحظة، وهي تمضي إلى جهات مختلفة، والروترز موجود في نهاية هذه الوصلة السريعة، وهو يقرر إلى أين تمضي كل جزئية بسيطة من البيانات، وهي ليست مهمة كمبيوتر صعبة، ولكنها تعني اتخاذ ملايين القرارات في كل ثانية. غير أن شركة سيسكو منتجة معظم روترات العالم أبدت بالمقابل ثقتها من أن الإفراط في التحميل لن يمثل مشكلة في المستقبل القريب. ويفيد التقرير أن الانصهار الرقمي ليس التهديد الوحيد للشبكة وإنما هناك العديد من التهديدات التي يجب حمايتها منها وهي تتباين عبر نطاق هائل ابتداء من الجهات الإرهابية وصولاً إلى قضمة سمكة قرش للتوصيلات في أعماق المحيط.