سينمائيات
[c1]عائلة: جرأة سينمائية ذاتية تربط اليمن بالدنمرك[/c] رام الله (الضفة الغربية) / متابعات : تتواصل عروض مهرجان شاشات الرابع لسينما المرأة، بعرض للفيلم الدنمركي «عائلة» للمخرجة في آمبو والمخرج سامي سيف.يمثل الفيلم محاولة للبحث في الدراما الشخصية للمخرج سامي سيف الحاصل على عدة جوائز عالمية، من بينها جائزة «جوريس ايفنز» في مهرجان أمستردام للفيلم الوثائقي.وقوة هذا الفيلم تكمن في ن المخرج هو نفسه موضوع الفيلم الذي هو بمنتهى الخصوصية، وما يتطلب ذلك من مهارة ومزاوجة ما بين الشخصي كانسان يعاني، وكمهني ومخرج يحاول أن يؤطر هذه التجربة بفعل درامي عبر فيلم وثائقي.سامي سيف شاب يسكن في كوبنهاغن، أصوله تعود لأبٍ يمني وأمٍ دنمركية وهو كان قد تعرض لتجربة غاية في الألم والتعقيد دفعت به لوحدة مرعبة، اذ عانى من فقدان الأم التي ماتت بعد أن أدمنت على الكحول جراء فقدانها للزوج-الأب، الذي قرر التخلي عن العائلة ومغادرة الدنمرك، والأخ الذي مات منتحراً نتيجة خلل في الحياة العائلية التي ظلت تؤثر بعمق حتى أودت به لهذا المصير.الفيلم عبارة عن بحث وتتبع يقوم به الشريكان سامي و»في أمبو»، وتؤدي محاولتهما للوصول إلى الأب، للسفر الى اليمن، فسامي لطالما اعتقد بضرورة لقاء الأب من اجل الإجابة عن أسئلة كثيرة تعتصر داخله وتجعله دوما يعاني.والفيلم، بهذا المستوى، هو دعوة للبحث الدائم عن الأب والعائلة، وفعلا هناك يتم التعرف على عائلة جديدة، كان دوما يجهل أي شيء عنها، وتبدأ الشخصيات تبرز تباعا، العم وابن العم والأخ وأولاده وزوجته وزوجة العم التي كانت بمثابة الأم لأخيه وليد الذي ترِك في اليمن من أبيه وأمه المصرية.وتتطور العلاقة بأخيه «وليد» ليجد معه قواسم مشتركة، فقد عاش وليد كذلك نفس الظروف من الوحدة والألم حين ُترك وحيدا دون أمٍ أو أبٍ ليعيش في كنف عمه الذي كان بمثابة والده.وتعلق سامي كذلك بوليد كنوع من التعويض عن فقدان أخيه «توماس» الذي فضل الموت انتحارا، ولكنه لا يجد الأب الذي يبحث عنه والذي هو عبارة عن رجل دائم الترحال، غير مبال، لا يحب إلا نفسه، فكما اخبروه هو دائم الترحال لا يستقر في مكان، يتنقل بين البلدان ويقيم علاقات، ويتزوج وينجب أبناء، ويظل سامي يحاول تلمس أخبار والده من خلال الحكايات وروايات أفراد العائلة والصور والفيديو.الفيلم تجربة سينمائية وفنية وفي ذات السياق تجربة نفسية، فعندما يقرر سامي القيام بهذا الفيلم، فهو قد أقر بموت أمه وأخيه، وهو كذلك يحاول الخروج من أزمته ووحدته من خلال إعادة اكتشاف عائلته اليمنية.والفيلم دراما شخصيّة مؤثرة مليئة بالعواطف والمشاعر الجياشة والتفكير والتساؤلات والأرق والتناقضات، وكذلك لا يخلو من الفكاهة والدعابة، وهو بحث حقيقي عن أب لا يعرفه ويتمنى أن يستمع إليه ويحدثه عن سبب كل ما حدث ولماذا، لكنه يظل منتظراً.ونجاح هذا الفيلم جعل منه فيلماً حاضراً في العديد من المهرجانات العالمية فقد تم عرضه في الدنمرك وهولندا والولايات المتحدة، وشارك في مهرجان غوتنبرغ بالسويد ومهرجان النرويج السينمائي الدولي ومهرجان تورنتو السينمائي- كندا، وعرض في فرنسا في مهرجان روان لأفلام بلدان الشمال الأوروبي وفي مهرجان «عالم واحد للأفلام» في التشيك، وحاز الفيلم على جائزة «جوريس إيڤنز» في مهرجان أمستردام للفيلم الوثائقي.وجاء الفيلم مميزا من حيث القدرة على العمل المشترك لمخرجين كانا بمنتهى التكامل والنجاح.و»في أمبو» هي مخرجة سينمائية دنمركية من مواليد العام 1973، أتمّت دراستها في مجال إخراج الأفلام الوثائقية من المعهد الوطني للأفلام في الدنمرك في 1999، ولها عدّة أفلام وثائقية منها «المقامر» (2006) الذي يروي حكاية المخرج والكاتب نيقولا ڤيندينج ريفن، الذي يناضل من أجل الاستمرار في إخراج الأفلام بعد إفلاسه في العام 2003، و»الحب الميكانيكي» (2007).أما المخرج سامي سيف فهو مخرج سينمائي دنمركي من أصول يمنية، تخرّج من المعهد الوطني للأفلام في الدنمرك العام 1997. له شريط «يوميات ريكاردو لوبيز» (1999) الذي عُرض في مهرجان أدفا، ومهرجان رؤى من الواقع. يعمل الآن على إنتاج فيلم «صبي اسمه جوشوا».