كبار علماء بلادنا يجمعون على حرمة اختطاف السياح
سيئون/ سبأ: أكد فضيلة الشيخ صالح عبد الله باجرش أحد كبار العلماء بمحافظة حضرموت أن اختطاف السياح والرعايا الأجانب محرم شرعا .. مبينا أن هذه الأعمال لا يقرها دين ولا عرف كريم سوي يرضاهها ولاعقل نير يتلقاها. وأوضح في حديث لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) أن هذه الأعمال لا يقدم على إرتكابها إلا جاهل اغلب الجهل على مدارك عقله فاظلم وجائر متعدي سدت منافذ الخير في نفسه فاضرم. وقال :" لكل نعمة شكر ولكل عطاء مسئولية وما وهب الله أمة من الأمم نعمة إلا وأصبحت في مقام المطالبة من الله بالشكر لتدوم ، فالله سبحانه وتعالى القائل (لئن شكرتم لأزيدنكم ولأن كفرتم إن عذابي لشديد) صدق الله العظيم .. وما رزق الله أمة نعمة سيسأل المرء عنها يوم القيامة فيما سخرت وكيف وضفت وفيما أستخدمت وأي خير حققت ,والله القائل سبحانه (ولتسئلن يومئذ عن النعيم ) عن كل نعمة ولو على شربة ماء ..فكيف إذا كانت النعمة عظيمة والمنزلة رفيعة والشهادة جليلة كيف إذا كانت النعمة شهادة رسول الله صلى الله علية وسلم بالإيمان والحكمة وتأكيد من رسول الله صلى الله علية وسلم على الرأفة والرحمة .. اليست هذه من اعظم النعم وأجلها؟ وهل نسي بعض أهل اليمن قول رسول الله صلى الله علية وسلم (أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة والين قلوبا ..الايمان يمان والحكمة يمانيه ) وفقا لما جاء في حديث رواه البخاري أم أن هؤلاء لايريدون ان يشملهم هذا الخطاب ولايدخلون تحت هذا التشريف .. وأضاف فضيلة الشيخ / صالح عبد الله باجرش قائلا :" نعبر عن أسفنا عن نتوءات ظهرت وتصرفات نجمت من عقول لبعض الأشخاص من أبناء الشعب اليمني العظيم وكأنها تريد بإقدامها على إختطاف بعض الأجانب وهو عمل ترفضه جميع الأديان السماوية على التأكيد بأنها ليست اهلا لهذه المنزله الرفيعة التي خص بها رسولنا الكريم أبناء اليمن . وتابع قائلا :" ليست هذه الافعال دليل حكمة ولادليل رأفة ولاتحمل في جنباتها شهادة ايمان وحكمة .. اليمنيون المؤمنون المستحضرون لشهادة رسول الله صلى الله علية وسلم براء من هذا الفعل فلا دين يقره ولاعرف كريم سوي يرضاه ولاعقل نير يتلقاه .. وأردف قائلا : إن ديننا الإسلامي الحنيف سمته الظاهرة ولبناته السامقة وبصماته الواضحة كما جاء في قوله عز وجل ( وماأرسلناك إلارحمة للعالمين ) وينهى عن أي فعل يؤذي الأمنين الأبرياء .. مستشهدا بقوله تعالى (ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ) .. موضحا أن الآيه الكريمة تحث على العدل والاقساط إلى غير المسلمين الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين ولم يخرجوهم من ديارهم وتحث على البر بهم والاحسان اليهم . وأستطرد فضيلته قائلا :"والبر كلمه جامعة لمعاني الخير والتوسع فيه فهو أمر فوق العدل ,وهي الكلمة التي يعبر بها المسلمون عن اوجب الحقوق البشرية عليهم وذلك هو برالوالدين فكيف بالذمي وهو صاحب العهد الذي اعطي الامان له من ولي الامرلدخول البلد . وقال :" ولذلك يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في بيان من جاء الى ديار المسلمين مسالما مستأمنا (من أذى ذميا فقد أذاني ومن أذاني فقد أذى الله ) رواه الطبراني في الاوسط باسناد جيد .. كما قال عليه الصلاة والسلام ( من أذى ذميا فانا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة) رواة الخطيب وباسناد حسن , ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام (من ظلم معاهدا أو أنتقصه حقا أوكلفه فوق طاقته أوأخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه,فأنا حجيجه يوم القيامه ) رواه ابوداؤد . ونوه فضيلة الشيخ / صالح عبدالله باجرش خطيب مسجد الخير بمدينة سيئون بمحافظة حضرموت إلى أن الفقيه المالكي شهاب الدين القرافي قال في هذا الشأن ( إن عقد الذمة يوجب حقوقا علينا لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمتنا وذمة الله تعالى وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودين الاسلام .. فمن اعتدى عليهم ولو بكلمه سوء اوغيبة في عرض احد أو أي نوع من أنواع الأذية أواعان على ذلك فقد ضيع ذمة الله وذمة رسوله صلى اله علية وسلم وذمة دين الاسلام) وأردف فضيلته قائلا :" إن الله سبحانة وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم ( وان أحد من المشركين أستجارك فإجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بإنهم قوم لايعلمون) في حين يقول الرسول صلى الله علية وسلم ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما) رواه البخاري كما قال صلى الله عليه وسلم ( من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة) رواه النسائي .. موضحا أن هذه بعض النصوص وهناك نصوص أخرى كثيرة جدا تناولت واجب المسلم نحو الأجنبي المعاهد عليه. وتساءل قائلا :" ألم يقف أو يسمع بهذه النصوص من أقدم على إرتكاب أعمال خطف الأجانب فيدركون عظيم جرمهم وشناعة فعلهم ؟.. الم يعلموا بان هذا الفعل تشويه لرسالة دين يعتنقونه ولامة عظيمة ينتسبون اليها ؟.. مؤكدا بأن الدين الإسلامي تكمن عظمته في عدله ورحمته . كما تساءل قائلا :" وهل هذا مانود ان نبعثه من خطاب نحن اليمنيين إلى غيرنا .. موضحا أن الأجانب من غير المسلمين لايعلمون كافة تعاليم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف واخلاقياته السمحة ولهذا يحكمون علينا من خلال تصرفاتنا .. مبينا انهم يقرؤون المواقف لا السطور ويحكمون وفق تصرف لاوفق خطاب . وقال :" ولهذا جاء في الاثر ( الدين المعاملة), وينبغي لنا الجميع ان نعلنها عبر كلمة مسموعة اوعبارة مقروءة ان ديننا يأبى هذه الأعمال واعرافنا وتقاليدنا نحن أهل اليمن لاترضاها .. وهذه الأعمال ليست دليل ايمان ولاحكمة ولادين لين ورأفة . وأختتم فضيلة الشيخ / صالح عبد الله باجرش حديثه بالقول :"وما هكذا تقابل النعمة ..فأهل اليمن لهم مع مواقف الكرم والاباء لهم في حفظ الدماء وصيانة الاعراض وكرم الضيافة شواهد عديدة وهم الانصار وابناء ابناء الانصار ان شاءالله والنسب باذن الله متصل والخير بينهم والى غيرهم متواصل والخير في هذه الامه الى قيام الساعه ان شاءالله .