قد لا نختلف مع أحد في ضرورة إصلاح أي معوقات رافقت الوحدة المباركة وما تلاها بعد الانتصار على مؤامرة الانفصال عام 94م وفي معالجة أي قضايا أو أخطاء هنا أو هناك ولكن علينا كجنوبيين أولاً وأخيراً أن نعترف بحقيقة واحدة، وهي الأهم، أننا بالوحدة وبانتصارها تصالحنا وتسامحنا حقيقة واقعة بعيداً عن الانكار أو التزييف وخلط الأوراق لأي أسباب كانت لأننا لم نعرف طعم التسامح إلا بعد أن انتصرت الوحدة على مؤامرة الانفصال في 94م.لأننا كنا منقسمين جناحين مختلفين : جناح دخل الوحدة بعد أن انتصر في 13 يناير 86م وما تلاه وما عمله وظل رافضاً للتصالح والتسامح أو حتى مجرد الحوار بل اشترط لتحقيق الوحدة خروج قيادة الجناح المهزوم الذي نزح مع الآلاف إلى ما كان يسمى بالشمال ودفع الثمن غالياً جداً، وجناح ظل ينادي بالحوار والتصالح لكن دون جدوى.مع هذا وذاك كان انتصار الوحدة في 94م بوابة التصالح والتسامح الحقيقي بين كل أبناء اليمن عامة والجنوبيين خاصة.وهكذا نقول إن الوحدة انتصرت بغض النظر عما رافقها بعد الانتصار من بعض الأخطاء التي لا تقارن بالأخطاء السابقة .. واليوم نسمع هنا وهناك دعاة للتغيير .. لكن أي تغيير يأتي أو يحصل بالفوضى والتخريب وإشعال نار الفتن وقتل الناس بالهوية وتشويههم والتقطع بالطرقات وإحراق المحلات الخاصة والعامة؟!ذلك يذكرنا بما صار في السابق وحتماً تلك الأساليب مرفوضة ولن تجدي وهي لا تخدم أي قضايا يطالب بها البعض أو حتى دعاة التغيير.ونقولها وسنقولها إننا ضد كل الأساليب التي تحصل وتجري هنا وهناك مهما كانت الأسباب والأخطاء لأنها دفعتنا الثمن غالياً.أما دون ذلك فإنه مقبول لما فيه المصلحة للوطن وأبنائه فلن يأتي أي تغيير بتلك الأساليب التي تجري اليوم عبر الفوضى والتخريب .. ومع ذلك يدعون أنهم وطنيون ووحدويون فأي وطنية ودماء الأبرياء بمن فيهم الأطفال تسفك ؟! .. كما نجد البعض يبرر تلك الأفعال .. فأي تغيير يتحدثون عنه في ظل ما يجري؟!.
أخبار متعلقة