نافذة أين تختفي بعد شهر رمضان الكريم؟
أهلَّ العيد علينا بسعادته وفرحته المعتادة بعد صيام شهر رمضان المبارك والذي كان مليئا بالصلوات والتعبد والغفران وإطعام المسكين وإعطاء الصدقة لليتيم ومد الأيادي البيضاء للأسر المحتاجة وإعداد مواد الإفطار للصائمين في شهر رمضان، حيث يبحث كل مسلم على دعوة طيبة تخرج من شفاه الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر الكريم. ومن خلال هذه التجربة والتي أصبحت تقليداً سنوياً عند الكثير من رجال الأعمال فاعلي الخير وهم يهتمون بهذه الفئة منها ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الإعاقة المختلفة فتظهر بيئة العديد من الناس الطيبة إلى ارض الواقع وهم يجلسون خلف الكواليس لايهمهم أن يعرف الناس من قدم الدعم والمعونة فالأجر الحقيقي عند الله يوم القيامة.ورأيت قلوب نظيفة عملت بكل جدارة من اجل توزيع المعونات بالعدل لكل محتاج للشعور بالاطمئنان والأمان عند وصول الحاجة الى المحتاج بالفعل وليس فقط للمجاملة ودعم البعض للمصالح الخاصة بينما آخر بحاجة قصوى لمثل هذه معونة لدعم الأسرة من الفقر في تلبية احتياجاتهم اليومية والتي جزء منها أطفال يريدون فقط أن يأكل إلى حد الشبع إذا أمكن ولا وجود مجال للترف منها اللحم والدجاج والسمك و الحلويات والايسكريم ودخول حدائق الألعاب أو الذهاب إلى شاطئ البحر ولو ساعة واحدة. فتعلم أن البذور ترمى في المكان الصحيح ويستفيد منها عدد كبير من الأسر المحتاجة.ولكن هل يكفي هذا لحل المشاكل اليومية والتي تقف أمام هذه الأسر في الشهور المقبلة والتي عددها 11 شهر وكيف يواجهون غلاء المعيشية اليومية والتي أصبح وحشاً فتاكاً يهاجم المواطنين من جميع الجهات فما بالك الفقراء والمحتاجين منهم فأين الحلول الجذرية؟ولماذا لا يفكرون في مد الايداي البيضاء في شهر رمضان إن عليهم إن يحتفظوا بهذا القلب الطيب للأشهر الأخرى فالإنسان الطيب يبقى طيباً ولا يمكن إن يتغير بخروج شهر رمضان المبارك ليخلع قلبه في آخر يوم رمضان ويستبدله بقطعة من جليد حيث لا يبالي كيف يعيش هولاء المحتاجون أم أن هناك فكرة أخرى متبلورة خلف كل هذا؟اعجز عن التعبير مدى فرحة كل مسلم في استقبال عيد الفطر ليلتقي بالأصحاب والأهل والتجمع حول مائدة العيد كتقليد سنوي يجمع الأهل والأصحاب في زيارة بعضهم البعض واحتساء الشاي العدني المعتادة مع قطعة كيك وحلويات العيد والتي لا يخلو منها أي بيت فمتى سيفكر كل مسلم في شارعه حيت يسكن كم عدد المحتاجين وكيف يمكن مساعدتهم فعليا وهنا يأتي الأجر الأعظم في مساعدة عائلة على التخلص من شبح الفقر والخروج من دائرة المحتاج ليستطيع في يوم من الأيام إن يمد يدي العون لمن يحتاج، لقضينا على الفقر وأصبحنا من أغنى الدول في العالم من خلال تطهير بيئة النفس البشرية من الطمع والجشع والأنانية والحسد والتحلي بالحكمة والصبر والرأفة والحب ومعرفة معنى التضحية لصالح الغير دون نسب أو انتساب لقبيلة معينة بل فقط كوننا بشراً بحاجة للتعاون .