واشنطن / متابعات :يواجه الرئيس الأميركي جورج بوش تحديا صعبا عندما يجد نفسه مضطراً لمد يده للديمقراطيين الذين هيمنوا على الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب بعد سيطرة الجمهوريين لنحو 12 عاما.فالرئيس الأميركي مازال أمامه عامان في السلطة سيسعى خلالهما للحد من الخلافات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وسط أفق يلوح فيه سباق انتخابات الرئاسة عام 2008م.وفي إعادة لرسم الخريطة السياسية وبعد أيام من إعلان تأييده القوي لدونالد رمسفيلد، أعلن بوش أنه اتفق مع وزير دفاعه على الاستقالة لأن الوقت حان لرؤية جديدة. وقال الرئيس الأميركي "إن السياسة الحالية في العراق لا تعمل بشكل جيد على نحو كاف ولا بالسرعة الكافية".وقد أثنى بوش على وزير دفاعه المستقيل ووصفه بأنه وطني قدم خدمات للولايات المتحدة.وكان الرئيس الأميركي أعلن خلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية أنه يريد بقاء رمسفيلد حتى انتهاء فترة الرئاسة في يناير عام 2009م.ورشح المدير السابق للاستخبارات المركزية روبرت غيتس لشغل المنصب.في المقابل قالت زعيمة الديمقراطيين الجديدة في مجلس النواب (نانسي بيلوسي) وزعيمهم بمجلس الشيوخ (هاري ريد) بعد تلقيهما تهنئة هاتفية من بوش، إن الشعب الأميركي صوت لصالح التغيير.ودعت بيلوسي في مؤتمر صحفي الرئيس الأميركي إلى عقد قمة للحزبين حول حرب العراق، وإيجاد أرضية مشتركة معهم في قضايا محلية مثل التعليم والرعاية الصحية.وقالت إنه حان وقت تنحية الانتماءات الحزبية جانبا وإيجاد سبيل جديد للمضي قدما.وكان بوش قد أدلى بتصريحات محرجة في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية حين قال مشيرا لبيلوسي "السيدة التي تريد أن تصبح رئيسة لمجلس النواب ولن تكون". وقد انتقد الرئيس النائبة الديمقراطية بشدة وقال إنها من معارضي الإجراءات الضرورية لجعل الولايات المتحدة أكثر أمانا.لكن استعداد الديمقراطيين للتعاون مع البيت الأبيض لم يمنعهم من إطلاق وعود بالتحقيق في سياسات وقرارات إدارة بوش.وحسمت الأغلبية النيابية للديمقراطيين بعد نجاح جيمس ويب في انتزاع مقعد ولاية فرجينيا بمجلس الشيوخ، بعد منافسة حادة مع الجمهوري جورج ألن الذي بات سادس سيناتور جمهوري يفقد مقعده في مجلس الشيوخ.وبذلك يشغل الديمقراطيون في مجلس النواب 229 مقعدا من 435 وفي الشيوخ 51 من 100، إضافة إلى 28 حاكما في الولايات التي انتخب في بعضها للمرة الأولى ديمقراطيون منذ عشرات السنين مثل نيويورك وأوهايو وكلورادو.