
إن تلك الملحمة البطولية ما كانت لتكون لولا استشعار المسؤولية، وإعداد وتدريب أبطال النخبة الحضرمية وصقل مهاراتهم لانطلاق معركة التحرير وساعة الصفر التي تكللت بالانتصار الكبير، بدعم وإسناد وإشراف مباشر من قوات تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما تجلى في تلك المعركة التي هزمت عناصر الظلام والإرهاب، وطردتهم شر طردة.
إن ملحمة تحرير مدينة المكلا في الـ24 من أبريل من العام 2016 ستظل علامة مشرقة وناصعة في الانتصار على جحافل الإرهاب، وعنوانا بارزا للتلاحم والتعاضد والتكاتف في إنجاز المشتركات، وتحقيق الانتصارات، وقطع دابر التنظيمات الإرهابية والجماعات المارقة، أعداء الأوطان والحياة والإنسانية جمعاء.
إننا وبعد مرور كل هذه السنوات، نتذكر بفخر تضحيات وإقدام وشجاعة قواتنا المسلحة الباسلة من أبناء المنطقة العسكرية الثانية، وكيف استطاعت بجدارة وبدعم أشقائنا طي صفحة الإرهاب الدامي، وكتبت وسطرت بدمائها فصلا جديدا من فصول المجد والتحرر والسكينة والسلام.
ولقد مثلت معركة تحرير المكلا وساحل حضرموت من فلول الإرهاب والظلام، فرصة للتعافي والنماء والعيش بأمان وسلام، وخلق نموذج مشرف وصورة مشجعة للأمان والحياة التي يسودها الاطمئنان والاستقرار في المناطق المحررة.
وفي هذا الصدد نشيد بيقظة وجاهزية قوات النخبة الحضرمية في المنطقة العسكرية الثانية، ودورها في حماية تلك المكاسب، وصون الإنجازات التي تحققت، وظلت وما تزال عامل استقرار ومصدراً للسكينة وتثبيت الأمن في نطاق مسؤولياتها وأماكن انتشارها، ومثلها كل قواتنا المسلحة، في مختلف المواقع والميادين.
وإزاء ما يعتمل من تطورات، يبقى الرهان على أبناء حضرموت الذين يعهد عنهم تغليب الحكمة ولغة الحوار والتفاهم، والبناء على المشتركات، وتجنيب محافظتهم مخاطر الدخول في إشكالات هم في غنى عنها، وتاريخهم حافل بالحوار والتفاهم والسلام ونبذ العنف وكل ما يكدر السكينة العامة.
وبذكرى التحرير والانتصار المشرف، يجب أن نستشعر بمسؤولية عظم ما تحقق، وما أنجز، وأن نراكم ذلك ونبني عليه مستقبلا، ونمد أيدينا للتفاهم والحوار والبناء والتوافق لما فيه مصلحة حضرموت والوطن، ونبذ ما دون ذلك من عوامل القطيعة والفرقة والشتات، وإن حضرموت التي التي انتصرت على جحافل الإرهاب، ما كان لها إلا أن تكون أكثر عزيمة في الانتصار والتغلب على ما سوى ذلك من إرهاصات وتحديات.
الرحمة للشهداء.
الشفاء للجرحى.
والنصر لقواتنا المسلحة الباسلة.
* وزير الدفاع