
لقد كان هذا النصر العظيم ثمرة لصمود رجال أوفياء ومخلصين، استجابوا لنداء حضرموت في أحلك الظروف، فصنعوا مجدها، وكتبوا بدمائهم وتضحياتهم صفحات مشرقة في ذاكرة الوطن.
كانت معركة 24 أبريل معركة نضال وإرادة، لم تنتهِ بإعلان التحرير، بل تواصلت عبر العمل الوطني المستمر، والقيادة المسؤولة التي نجحت وحرصت على تأمين حضرموت وتجنيبها ويلات الصراعات والانقسامات.
واليوم، ونحن نقف مجددًا في رحاب أبريل، نُدرك تمامًا أن المحافظة أمام تحديات جسيمة، تتطلب منّا جميعًا – أفرادًا ومؤسسات، مكونات وسلطة ومجتمعًا – أن نتحمّل المسؤولية بجدية، ونواصل حماية مكتسبات نصر أبريل العظيم.
إنني اليوم أشعر بفخر واعتزاز عميقين، فبعد تسع سنوات من النصر، وبفضل الله، ثم بجهود القادة الشرفاء، الذين عملوا معي، استطعنا أن نبني جيشًا قويًا، ومؤسسة أمنية راسخة، أصبحت فخرًا لحضرموت، وركيزة أساسية لأمن الوطن.
وفي هذا السياق، يسعدني أن أُزف بشرى سارة لأبطال قوات النخبة الحضرمية بالمنطقة العسكرية الثانية – أبنائي – بصدور القرار الجمهوري بإنشاء المستشفى العسكري بالمكلا ، الذي وُضع حجر أساسه منذ فجر التحرير. كما صدر القرار الجمهوري بإنشاء معهد تدريب وتأهيل القادة بالمكلا ، بعد أن وضعنا لبنته الأولى بإنشاء مدرسة التدريب القتالي “مدرسة الفقيد علي سعيد الحيقي”، وذلك في إطار سعينا المستمر لتعزيز الرعاية والتأهيل والتدريب العسكري المؤسسي.
ويحدوني أمل كبير بأن ما تحقق من إنجازات، وما تم بناؤه من مؤسسات واستقرار خلال السنوات الماضية، سيترسخ ويستمر بقوة إرادة أبناء حضرموت، وحرصهم على مواصلة مسيرة البناء والتقدم والاستقرار.
وسنقولها للتاريخ دومًا: لولا دعم الأشقاء في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، وجهود الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، لما تحقق هذا النصر الخالد. وستظل حضرموت تذكر وقوفهم إلى جانبها، ومشاركتهم رجالها معركة النصر في أبريل، كتفًا بكتف.
رحم الله شهداءنا الأبطال، وحفظ الله حضرموت وأهلها، ووفقنا جميعًا لما فيه خير لوطننا العزيز.
*عضو مجلس القيادة الرئاسي