تعزيزات (يونيفيل) تصل الأسبوع القادم
بيروت / وكالات:بدأت طلائع الجيش اللبناني أمس الانتشار في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني لتسيطر تدريجيا برفقة قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) على المناطق التي تنسحب منها إاسرائيل. وقال قائد اللواء العميد شارل شيخاني "علينا أن ننتشر خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة على طول الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة في سنة 2000 ليقوم مقام الحدود بين لبنان وإسرائيل. وعبر العميد شيخاني عن سروره بالانتشار "في منطقة من بلادنا" لم يكن للجيش وجود فعلي فيها منذ عقود. وأوضح العميد شيخاني أن طلائع القوة التي وصلت اليوم والمؤلفة من مئات العناصر، ستستكمل بانضمام بقية عناصر اللواء اليها "خلال الساعات الأربع والعشرين". فللمرة الأولى منذ عقود وصلت الدفعة الأولى من اللواء العاشر في سلاح المشاة المؤلف من 2500 جندي لبناني إلى بلدة مرجعيون.وعبرت عشرات من الشاحنات وناقلات الجند وعربات الجيب جسر "الخردلي" على طول النهر الواقع على بعد 20 كيلومترا من شمال إسرائيل.كما شوهدت عشرات من الشاحنات وناقلات الجند وعربات الجيب ترفع أعلامالجيش اللبناني وتحمل الشاحنات قاذفات صواريخ وقذائف هاون وكذلك معدات لوجستية مثل الأسرة الخاصة بالجنود والطاولات والخزانات وبرادات المياه.وتأمل قيادة الجيش اللبناني نشر 15 ألف جندي في جنوب لبنان بحلول صباح اليوم الجمعة.وقام الجيش بتسوية الطرق لتسهيل عملية المرور االتي من لمتوقع أن تزداد خلال الأيام القادمة، وواصل إبطال مفعول الألغام والعبوات التي لم تنفجر. واستقبل المدنيون الذين كانوا يتواجدون في الشوارع قوافل الجيش اللبناني بالترحاب وهم يلوحون بأعلام لبنان ويلقون على الجنود الورود والأرز احتفالا بوصولهم. وقال غسان (موظف) الذي كان يقف عند جسر القاسمية "انا متأثر جدا برؤية جيشي يمر ويتوجه أخيرا في اتجاه الجنوب". وقال مواطن آخر "ليباركهم الله ياتون لحمايتنا".من ناحيته أعلن حزب الله على لسان الشيخ نبيل قاووق موافقته على قرار الحكومة اللبنانية، في أول ظهور إعلامي لمسؤول كبير من الحزب في الجنوب.وذكر البيان أنه بموجب الاتفاق مع القوات الأممية واللبنانية، يلتزم الجيش اللبناني في المناطق الخاضعة لسيطرته أنشطة حزب الله. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية انسحبت بالفعل من أكثر من 50 من المواقع التي احتلتها.وأفادت الأنباء بأنه تم سحب عناصر الاحتياط وتبقت فقط قوات في بعض النقاط الإستراتيجية.وصرح مسؤول أميركي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته بأنه فور وصول مزيد من قوات الأمم المتحدة إلى لبنان سيكون الانسحاب الإسرائيلي سريعا.في هذه الأثناء بدأت قوات (يونيفيل) إعادة نشر قواتها في انتظار التعزيزات المتوقعة خلال الأسابيع القادمة ليصل إجمالي جنودها إلى 15 ألفا. وأعلن قائد القوة الجنرال (آلان بيليغريني) أن الدفعة الأولى من التعزيزات ستصل في بداية الأسبوع المقبل. وقال إن (يونيفيل) ستكون أقوى وبقواعد تحرك جديدة.تزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية تسليم المواقع التي احتلها في الجنوب اللبناني إلى قوات الأمم المتحدة (يونيفيل). وأوضح بيان للجيش أن عملية ستنفذ على مراحل ومشروطة بتعزيز قوات (يونيفيل) وقدرة الجيش اللبناني على بسط سيطرة فعالة على المنطقة.وكانت الحكومة اللبنانية قالت الأربعاء الماضي إنه "لن تكون سلطة لغير الدولة ولا سلاح لغير الدولة" اللبنانية في مناطق انتشارالجيش في الجنوب,بحسب ما قال وزير الإعلام غازي العريضي.وقال العريضي بعد أن تلا البيان الذي أعلن قرار الحكومة نشر الجيش اعتبارامن أمس الخميس في الجنوب لن تكون سلطة غير سلطة الدولة ولن يكون سلاح غير سلاح الدولة".وأضاف "إذا وجد سلاح" في المنطقة التي سينتشر فيهاالجيش، فأنه هناك"لن يكون صدام بين الجيش والإخوة في حزب الله"وأن "الجيش لا يذهب مكلفا بهذه المهمة".وأضاف "مهام الجيش وصلاحياته على كامل تلك المناطق الدفاع عن أرض الوطن والحفاظ على الأمن والنظام وكذلك الحفاظ على املاك المواطنين وأرزاقهم وحمايتها ومنع وجود أي سلطة من أي نوع كان تكون خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية". وأردف قائلا "وعليه في ذلك أن يعمل على التأكد من احترام الخط الأزرق وتطبيق القوانين المرعية .. بالنسبة لأي سلاح خارج سلاح الدولة اللبنانية وعلى الجيش وقيادته التعاون مع قوات الطوارئ الدولية اليونيفل حسب ما ينص عليه قرار مجلس الأمن 1701".يشار إلى أن نفوذ الجيش كان قد بدأ بالتراجع في الجنوب منذ ستيناتالقرن الماضي مع نشاط الفدائيين الفلسطينيين,ثم الاجتياح الإسرائيلي في 1978 ثم الاجتياح الذي وصل إلى بيروت في 1982، ثم نشاط حزب الله العسكري في الجنوب ضد إسرائيل بعد الانسحاب الإسرائيلي في سنة 2000.