مقتل 8 جنود أمريكيين في العراق وحصيلة مايو ترتفع إلى63 قتيلاً
بغداد / وكالات :قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال زيارة مفاجئة للعاصمة العراقية بغداد أمس انه “غير نادم” عن دوره في غزو العراق الذي أطاح بنظام صدام حسين.وقد اجري بلير محادثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال آخر زيارة رسمية له كرئيس للوزراء.وقال بلير: “انا لست نادما على الإطاحة بصدام، ومستقبل العراق يجب ان يحدده العراقيون، وعلى الدول المجاورة ان تفهم ذلك وان تحترمه.”وكانت الطائرة التي أقلت بلير في المنطقة الخضراء ببغداد قد حطت بعد ساعات فقط من تعرض تلك المنطقة لقصف بالصواريخ، ولكن على ما يبدو ان بلير لم يكن المستهدف في الهجوم.يذكر أن هذه هي زيارة بلير السابعة إلى العراق ومن المتوقع أن تكون الأخيرة قبل تقاعده الشهر المقبل.وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ان تعرض المنطقة الخضراء ببغداد للقصف أمر معتاد، وأضاف: “ليس لدينا معلومات تقول ان الهجوم كان أمرا مختلفا عن الهجمات المعتادة”.وفي الوقت ذاته قالت الأنباء ان ثلاثة قذائف كاتيوشا اطلقت صباح أمس على الموقع الذي من المقرر ان يلتقي فيه بلير بالمسئولين العراقيين مما أسفر عن مقتل رجل امن.وقد استقبل المالكي بلير بمقر الرئاسة بالمنطقة الخضراء لدى وصول الأخير الى بغداد قادما من الكويت التي توقف فيها وهو في طريق عودته من واشنطن.وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني “إن بلير موجود في بغداد على خلفية عملية أمنية رئيسية مستمرة، وتطورات سياسية مهمة”.وقال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن الأخير حمل رسالة “بها مزيد من الاستعجال” إلى نظيره العراقي نوري المالكي مفادها أن على الحكومة العراقية إشراكا أكبر للسنة في العملية السياسية.يذكر ان زعماء من السنة والشيعة يعقدون اجتماعات بشكل دوري مع مسؤولين عراقيين منتخبين.وأشار المتحدث الى ان “الأشهر القليلة المقبلة حاسمة فيما يتعلق بدعم الهدنة”.وأضاف ان “رئيس الوزراء سيحاول خلال هذه الزيارة التأكيد على العلاقة الوثيقة بين السياسة والأمن”.وقد لطخت رئاسة توني بلير للوزراء في بريطانيا باتهامات أنه قاد البلاد إلى حرب غير مشروعة في العراق. وأشار استطلاع رأي أجرته صحيفة الأوبزرفر البريطانية مؤخرا إلى أن 58 بالمائة ممن شاركوا يعتبرون حرب العراق خطأ.وكان بلير قد قال خلال زيارته لواشنطن “اتخذنا قرارا صعبا للغاية، واعتقدنا حينئذ ومازلت أعتقد أنه كان القرار الصواب”.وكانت أعمال عنف قد اندلعت مؤخرا في مدينة البصرة التي تخضع لسيطرة القوات البريطانية، وقد قتل 12 جنديا بريطانيا في العراق في شهر ابريل الماضي.في غضون ذلك أعلن الجيش الأمريكي أمس السبت مقتل خمسة من جنوده بالعراق، مما يرفع خسائره البشرية خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، إلى ثمانية قتلى.وبهذه الحصيلة الجديدة، يرتفع إجمالي قتلى القوات الأمريكية في عملية غزو العراق منذ مارس 2003، إلى 3414 قتيلاً، من بينهم 63 جندياً قتلوا خلال أيار الجاري.وليس من الواضح ما إذا كان أياً من الجنود الأمريكيين قد قتل أثناء العمليات المتواصلة للبحث عن ثلاثة جنود آخرين، فقدوا قبل أسبوع إثر هجوم على دوريتهم جنوبي بغداد، فجر السبت الماضي.وبحسب البيان العسكري الصادر عن قيادة القوات الأمريكية، فقد قتل أحد الجنود الأمريكيين وأصيب ثلاثة آخرين، في انفجار عبوة ناسفة قرب مركبة كانت تقلهم، جنوبي بغداد أمس السبت، أسفر أيضاً عن إصابة جنديين عراقيين.وقتل جنديان أمريكيان وأصيب آخران، في كمين استهدف دوريتهم بشمال غرب بغداد الجمعة، حيث أطلق مسلحون النار على الجنود الذين ترجلوا من مركبة عسكرية أصيبت من جراء انفجار عبوة ناسفة.كما قتل جندي أمريكي رابع بعد تعرضه لنيران “أسلحة صغيرة” أثناء مشاركته في إحدى المهام القتالية، بجنوبي بغداد الجمعة، وقتل الجندي الخامس أثناء مشاركته في مهمة قتالية بمحافظة الأنبار الجمعة، وفقاً لما ذكر البيان العسكري الأمريكي.وكان الجيش الأمريكي قد أعلن في وقت سابق مقتل ثلاثة من جنوده بالعراق الجمعة، إثر انفجار وقع بالقرب من مركبتهم العسكرية، في محافظة “ديالى” شمالي العاصمة العراقية.وفي سياق أخر قتل صباح أمس أكثر من 25 شخصا في هجمات متفرقة, 15 منهم من المزارعين الأكراد لقوا مصرعهم -حسب مسؤول رفيع في الشرطة- فجرا على أيدي مسلحين بزي رجال الشرطة, في قرية قرة لوس في محافظة ديالي, قرب الحدود الإيرانية.، وقتل أربعة أشخاص وجرح اثنان في إطلاق نار على سيارة في شارع عام جنوبي مدينة الخالص بشمال شرق العراق.كما أعلنت الشرطة مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة في انفجار مفخخة بالكرخ غرب بغداد. وأعلنت مصادر طبية مقتل ثلاثة أطفال وإصابة ستة أشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة في مدينة الناصرية.