فيما أعلن المالكي أنه سيطلب مراجعة "حصانة" قوات التحالف
بغداد / وكالات :أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية عراقية مقتل 10 أشخاص وإصابة 51 آخرين معظمهم من الزوار الإيرانيين في انفجار سيارة مفخخة قرب أحد مراقد الشيعة في مدينة الكوفة (150 كلم جنوب بغداد). وقال مدير الصحة في النجف الطبيب منذر الاعذاري إن آخر حصيلة تشير إلى مقتل 16 شخصا من بينهم ثمانية إيرانيين وإصابة 37 من بينهم 22 إيرانيا وقال شهود عيان إن حافلة صغيرة صفراء اللواء كانت متوقفة بالقرب من مرقد الصحابي ميثم التمار في الكوفة وانفجرت بعد وصول حافلتين وبدء نزول زوار إيرانيين منهما.وقال الشاهد رحيم سند (30 سنة) الذي شارك في نقل الجرحى إن الحافلة انفجرت بينما كان آخر الزوار يدخلون المرقد وذكرت الشرطة أن الانفجار وقع عند الساعة السابعة والنصف من صباح أمس.وتقع مدينة الكوفة على بعد 10 كلم جنوب النجف وهي من المناطق الهادئة أمنيا ولم تشهد أعمال عنف منذ تلك التي وقعت بين القوات الأمريكية وعناصر جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أغسطس وتعد مدينة الكوفة من مناطق نفوذ التيار الصدري واعتاد مقتدى الصدر أن يؤم صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي في هذه المدينة.فيما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي أنه سيطلب مراجعة "حصانة" قوات التحالف في العراق والتي تمنع مثول جنودها أمام القضاء العراقي بعد اغتصاب الفتاة العراقية في المحمودية. وقال المالكي أنه بصدد مخاطبة المسؤولين عن القوة المتعددة الجنسيات في العراق لمطالبتهم بمراجعة الأمر رقم 17 الصادر في 27 يونيو 2004 عن الحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر والذي يمنح الحصانة لأفراد القوة المتعددة الجنسية مما يعفيهم من المثول أمام القضاء العراقي.وأكد أنه بعد الإعلان هذا الأسبوع عن حادث اغتصاب فتاة عراقية من قبل جندي أمريكي وقتلها مع ثلاثة من أفراد أسرتها في المحمودية في مارس الماضي لم تعد أخطاء القوات متعددة الجنسيات قابلة للاستمرار. وأضاف أنه لا بد من وضع حد لهذه الأمور من خلال مراجعة الحصانة التي يتمتع بها أفراد هذه القوات (بموجب الأمر رقم 17) أو البحث في مشاركة عراقية في التحقيقات أو أن تجري للجنود في القوات المتعددة الجنسيات عملية تثقيف وأن لا ياتي إلى العراق من يحمل احقادا أو استهتارا بكرامة الإنسان. وأكد أن قوات التحالف ارتكبت أخطاء كثيرة قبل حادث المحمودية تثير احزان واستنكار الشعب العراقي الذي لا يمكن أن يقبل بمثل هذه الجريمة البشعة التي آلمته كثيرا كما أعلن أن حكومته قررت إعادة هيكلة جهاز حماية المنشآت الذي يضم 160 ألف شرطي يتقاضون روابتهم من الدولة معترفا بانه يرتكب تجاوزات وصلت إلى حد "الشراكة في القتل". وأضاف "لا نسمح لمثل هذه المؤسسة أن تتحول إلى ميليشيا مؤكدا أن مجلس الوزراء قرر في اجتماعه إعادة هيكلة هذا الجهاز واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضبط عمله من خلال ربطه بمديريات داخل وزارتي الدفاع والداخلية أو داخل إحدى هاتين الوزارتين. وقال المالكي إن مجلس الوزراء قرر بالإجماع منع كل النشاطات السياسية الحزبية داخل الجامعات ومنع كل النقابات والاتحادات من العمل داخل الجامعة للحد من عمليات الاغتيال والقتل التي يتعرض لها أساتذة الجامعات والطلبة والتي وصفها بانها "مؤامرة من الإرهابيين تستهدف إفراغ العراق من علمائه.وأوضح أن هذا القرار اتخذ لأن "بعض أسباب التوتر في الجامعات هو النشاطات التي تقوم بها بعض الأحزاب السياسية داخلها أو الأفكار التي تطرح وهي أفكار خلافية تخلق حالة من الاحتقان والعداء قد تنعكس أحيانا إلى قتل الطلبة أو الأساتذة. وأكد أنه ستمنع كذلك الصور والشعارات التي هي مثار للاختلاف بين الطلبة. وقالت وزارة التعليم العالي في بيان أصدرته، مؤخرا أن 120 من أساتذة الجامعات اغتيلوا منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 فيما تقول مصادر أمنية أن قرابة 200 من الأساتذة والباحثين وموظفي الجامعات قتلوا منذ غزو العراق. وأسفرت أحداث عنف أخرى في العراق أمس عن مقتل تسعة أشخاص ففي المدائن (30 كلم جنوب بغداد) قام مسلحون مجهولون بهجوم في الساعة الثانية فجرا على مديرية الشرطة في المدينة واستمرت الاشتباكات حتى السابعة صباحا وأسفرت عن إصابة ثمانية من رجال الشرطة وفق مصدر أمني وقتل مدنيان رجل وامرأة أثناء هذه الاشتباكات التي تخللها إطلاق قذائف هاون على المنطقة.وفي بغداد أعلن مصدر في وزارة الداخلية مقتل القاضي المتقاعد صلاح حسن ياس وإصابة ابنه محمد في هجوم شنه مسلحون مجهولون على سيارته في حي القادسية غرب المدينة بالقرب من مسجد ابن تيمية. وفي كركوك (255 كلم شمال بغداد) قتل ستة أشخاص في هجمات مختلفة كما عثر على 35 جثة مجهولة الهوية قتل أصحابها بالرصاص خلال الـ24 ساعة الأخيــرة في مناطق مختلفة في بــغداد.