أميرة احمدنتميز عن باقي خلق الله اوبعضهم، حين يرحل عنا الطيبون المتميزون والعاديون.ونفاجأ حينها بصدمة الرحيل المفاجئ، وتعترينا وقتها تلك الأحاسيس والمشاعر الإنسانية.. التي تعتري كل البشر في حالات الفقد والرحيل.. لكنها الميزة الاستثنائية التي تحضرنا وتتلبسنا.. كالذي يصحو فجأة من غفوة عميقة.. ولا ندري حينها صحوة الضمير.. أم صحوة فجائية تضرب الوعي والجسد.. أمام تلك الحالة الالتباسية والغامضة التي تكشف الوعي واللاوعي، وبعدها لاندري ايضاً أهي الصحوة الفجائية من غفوتنا الدائمة في الهم اليومي.. والعادي والبسيط.ودوراننا بحمل المعصرة عمياناً في ذلك المحيط الدوار الضيق ونحن نعتجن داخله لانخرج منه إلا عندما يحدث عارض.. أو للخروج النهائي من ذلك المحتبس اللعين.أقدم أسفي واعتذاري للكلام السالف لان تغيرات الزمن والأحوال ربما جعلتنا كذلك دائرين ومحتارين في الدرب اليومي.. نلهث ونحن معلقون على أسنان الزمن.. نحاول جاهدين أن لاتنفك أصابعنا من عقارب الساعة وهي تدور.. نظل منهمكين مهمومين متعبين.. كل همنا أن ندور فقط متوجسين وجلين.. أن ترتجي الأصابع الماسكة على عقارب الزمن ومن ثم نفلت في القرار.. خلال تلك الدائرة ونحن دائرون ودوارون تتبلد حواسنا.. فالا ندري ولانبصر طبيعة وأشكال تلك الأعداد التي نمر بها في محيط الساعة الزمنية بثوانيها ودقائقها.. جل تركيزنا حول أصابعنا الخاصة الممسكة بشدة والدخول والخروج من ذواتنا.. لانعرف شيئاً ولانكترث لمن يدور معنا ومن يعبر ومن يتوقف.. إلا في ذلك الحين..حين الرحيل والمغادرة وأنت رحلت وغادرت سيدي فمتى ستعود.. فمتى ستعود؟!!
|
ثقافة
ماذا بعد الرحيل ؟ ..
أخبار متعلقة