الحكومة الفلسطينية الجديدة تفتح الباب لوصول المعونات
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/ رويترز:أجمع غالبية المراقبين الروس المهتمين بشئون الشرق الأوسط على ان المواجهات الدموية بين حماس وفتح ألقت الظلال المعتمة على أفاق التسوية السلمية و إقامة دولة فلسطينية مستقلة,. وقالت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الصادرة بموسكو " يبدو ان مقاتلي حماس قرروا دفن فكرة إقامة الدولة الفلسطينية". وأشارت إلى ان غالبية المراقبين يرون ان انقسام السلطة الوطنية الفلسطينية يصب بصالح إسرائيل. ومن جانب اخر فان تل أبيب لاتقبل بقيام دولة إسلامية على حدودها.ورجحت بان إشهار حماس القوة زادت من احتمال ان تقرر إسرائيل القيام ضدها عملية حربية واسعة النطاق.ونقلت عن مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية إشارتها الى وجود معلومات عن ان حركة حماس كدست كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات التي نجحت بتهريبها، وتسعى الان لتشكيل جيش عصري على طراز تشكيلات حزب الله، وان تل أبيب لن تسمح بذلك.وربطت صحيفة كوميرسانت التطورات في قطاع غزة بعموم وضع التسوية في الشرق الاوسط، وقالت ان غياب افاق لاقامة الدولة الفسلطينية عزز من مواقع حماس في الأراضي الفسلطينية واضعف فتح لان السياسة المرنة التي انتهجتها لم غدت بنظر غالبية الفلسطينيين غير مجدية. ورأت الصحيفة ان مواصلة الموجهات والاقتتال سوف يبدد الامال نهائيا بقيام دولة فلسطين المستقلة ويؤدي الى اضمحلال شعب فلسطين نفسه.على صعيد اخر بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمصري احمد ابو الغيط في محادثة هاتفية الوضع الناشب في الأراضي الفلسطينية وسبل دعم المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية. واطلع الوزير المصري نظيره الروسي على نتائج اجتماع مجلس وزراء جامعة الدول العربية الذي انعقد في القاهرة وكُرس لدراسة الوضع في الاراضي الفلسطينية.وقال بلاغ للخارجية الروسية " ان الطرفين تبادلا وجهات النظر عن دور المجتمع الدولي وبالمقام الأول الرباعي الدولي بالعمل على التغلب على الوضع المأساوي في الأراضي الفلسطينية، والمساعدة على اقامة النظام والقانون وتطبيع العلاقات بين الفرقاء الفلسطينيين، ودعم المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية.من جهتها رحبت مصر أمس الأحد بتشكيل حكومة الطوارئ الفلسطينية وقالت إن الحكومة الجديدة ستلقى "دعم مصر الكامل."وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان ان الوزير أحمد أبو الغيط أعلن "دعم مصر الكامل لهذه الحكومة."، وأضافت أن أبو الغيط دعا "الدول العربية والمجتمع الدولي الى تقديم كافة أشكال الدعم وبصورة فورية للشعب الفلسطيني وحكومته الجديدة لمساعدتها على القيام بواجباتها."وسحبت مصر بعثتها من قطاع غزة احتجاجا على قيام حماس بإزاحة حركة فتح المنافسة لها من قطاع غزة بالقوة المسلحة.ويعتبر سحب البعثة المصرية ضربة لحماس التي طالما رحبت بها القاهرة رغم العزلة التي فرضتها عليها القوى الغربية.وكانت الوساطة المصرية تمكنت في الماضي من وقف موجات اقتتال بين حماس وفتح.ويخشى الفلسطينيون في غزة أن يكون الانسحاب المصري بداية لخطوات مماثلة من جانب قوى عربية وأجنبية أخرى في غزة مما يعمق عزلة القطاع الفقير. وكانت حكومة الطوارئ الفلسطينية قد أدت أمس الأحد اليمين أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطوة قد تعزز موقفه في صراعه على السلطة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإنهاء الحظر على المعونات الذي تقوده الولايات المتحدة.وتحل الحكومة المؤلفة من 13 وزيرا محل حكومة الوحدة التي أقالها عباس عقب سيطرة حماس على قطاع غزة إثر الاقتتال بين الفصائل الفلسطينية في الأسبوع الماضي.وقال سلام فياض الاقتصادي الذي أصبح رئيسا للوزراء في كلمة أذاعها التلفزيون "أمن المواطن هو أولوية بالنسبة للحكومة على قاعدة سيادة القانون."وقال مساعدو عباس انه أصدر مراسيم تتجاوز الحدود الدستورية لسلطاته من أجل تشكيل حكومة طوارئ وإبقائها في السلطة دون موافقة البرلمان الذي تتمتع حماس فيه بالأغلبية، كما أصدر حظرا على المؤسسات المسلحة التابعة لحماس بينما جمد فياض حسابات حكومية لمنع وزراء حماس المُقالين من الحصول على أموال. واتخذت واشنطن بالفعل إجراءات مماثلة بالنسبة للحسابات الدولية.وفي استعراض أقوى لصلاحياته التنفيذية أعاد عباس تعيين عبد الرزاق اليحيى وزير الداخلية الأسبق في نفس منصبه الذي يخوله الإشراف على جميع قوات الأمن الفلسطينية.وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس ان هذا اليوم يمثل عهدا جديدا ونقطة تحول لإنهاء الحصار وإعادة بناء السلطة الفلسطينية.وقال القنصل العام الأمريكي الذي يتولى العلاقات مع الفلسطينيين ان واشنطن سترفع الحظر على المعونات المالية المباشرة لحكومة الطوارئ الجديدة ليمهد الطريق للاتحاد الأوروبي وإسرائيل ليحذوا حذوها.وقال جاكوب واليس "لن تكون هناك أي عقبات اقتصادية أو سياسية من حيث التعامل مع هذه الحكومة.. ستحظى بدعم كامل."وفرضت القوى الغربية حظرا على المعونات للفلسطينيين عقب تولي حماس السلطة في مارس 2006 لرفضها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقيات السلام المرحلية.ولا يمكن توقع أن يتمتع اليحيى بنفوذ كبير في غزة التي أضحت تحت سيطرة حماس فعليا ولكن تعيينه قد يجنب الضفة الغربية الاقتتال الداخلي التي تسيطر عليها فتح والتي هددت حماس بشن عمليات انتقامية فيها ردا على اعتقال رجالها.غير أن حماس أبدت مبادرات تصالحية وقالت انها لا تسعي لإقامة دولة مستقلة في غزة حيث يقطن 1.5 مليون على شريط ساحلي طوله 40 كيلومترا وما زالت حماس تشير الى عباس بالرئيس رغم استبعاده الحركة من الحكومة.كما أصدر عباس عقب المراسم مرسوما رئاسيا اعتبر بموجبه القوة التنفيذية "مليشيات حماس" خارجة على القانون بسبب قيامها بالعصيان المسلح على الشرعية الفلسطينية ومؤسساتها"، وأضاف المرسوم "يعاقب كل من تثبت علاقته بها وفقا للقوانين السارية وأنظمة وتعليمات حالة الطوارئ".