خلدون محمد البرحي يبدو الفرق واضحاً بين الأمس واليوم في غنائنا العربي والذي يبدو التغيير فيه واضح المعالم وضوح الشمس في كبد السماء لمن يملك بصراً وبصيرة تساعده على ذلك فالأمس حمل لنا كل معاني التميز والتفرد للأغنية العربية الذي تمثل بجهابذة وعمالقة الغناء الأصيل الراقي مثل محمد عبدالوهاب ، أم كلثوم ، سيد درويش ، عبدالحليم حافظ ، فريد الأطرش ، أسمهان ، شادية وآخرين تمكنوا من اقتطاع مساحة واسعة للأغنية العربية لا زالت مكانتها محفوظة حتى اليوم في قلوب وافئدة محبي الطرب الجميل لأسباب وعوامل عديدة أهمها الكلمة الهادفة واللحن المميز والصوت الشجي حتى أصبحت تلك الأغاني عابرة الأزمنة نحّن إليها بين الحين والآخر رغم عتاقتها هرباً من ضجيج أغاني اليوم . أو ما يعرف بعصر الأغنية الشبابية ذات الدقائق الثلاث شبيهة الاعلانات التجارية التي تحاول قنواتنا الفضائية المتخصصة في هذا الجانب من إقناع المشاهد والمستمع لهذه الاغاني وبهؤلاء الفنانين بكل الطرق والأساليب وفرض أصواتهم على الأذان شاءت أو أبت حتى أصبحنا من شدة تقليد فنانينا الفنانين الغرب لا نستطيع التمييز بين عمرو دياب وريكي مارتن وهيفاء وهبي ومادونا وجاد شويري وتركان في ظل إجتياح الكلمة الركيكة واللحن الهابط والصوت النشاز إضافة الى عرض المفاتن لتسوية أغاني زحلق ساعة .وطبعاً هذا لا يعني أن الساحة الغنائية العربية خالية من الغناء الرفيع الذي يعتبر بحق إمتداداً للعصر الذهبي للأغنية العربية جوهراً ومضموناً بأصوات جزلة معبرة وألحان متفردة متميزة تارة تتمثل بمجموعة من الفنانين يحترمون الغناء العربي والمستمع على حد سواء في الدرجة الاولى قبل احترامهم لانفسهم أمثال محمد عبده فنان العرب ووديع الصافي ،ملحم بركات ، فيروز ، كاظم الساهر وآخرين سيخلدهم التاريخ الغنائي كما خلد جيل العصر الذهبي للأغنية العربية .
أخبار متعلقة