القنابل غير المنفجرة تمنع (200) ألف لبناني من العودة إلى منازلهم
بيروت/وكالات:حذر رئيس كتلة (تيار المستقبل) سعد الحريري مساء أمس من محاولات الاطاحة بالحكومة اللبنانية في رد على دعوة حزب الله الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرا ان لبنان يعاني اليوم من "كارثة" نجمت عن الحرب التي شنتها اسرائيل على مدى اكثر من شهر.وقال سعد الحريري خلال افطار اقيم في بيروت على شرف رئيس الحكومة "من واجبي في هذا اليوم ان اجدد تمسك تيار المستقبل بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة واعتبر ان اي دعوة لتغييرها بغير الوسائل الديموقراطية والدستورية دعوة مرفوضة منا جملة وتفصيلا".واكد سعد الحريري التمسك بحكومة فؤاد السنيورة التي اثنى على ادائها خلال الحرب، وقال انها هي التي توصلت الى وقف الحرب والى الاتفاقات التي جاءت بالقوة الدولية المعززة الى لبنان. وقال انه بعد "الجريمة التي ارتكبها رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت" لا يحق لاحد ان يتعرض لحكومة السنيورة.واعتبر الحريري ان "بعض ما سمعناه تتعارض مع مفاهيم الوحدة الوطنية" في اشارة الى الامين العالم لحزب الله. وردا على اعلان نصرالله تحقيق "نصر الهي استراتيجي تاريخي كبير" على الجيش الاسرائيلي خلال المواجهات مع مقاتليه في الجنوب اللبناني، قال سعد الحريري ان لبنان يعاني اليوم من "محنة كبرى".ووصف نتائج الحرب المدمرة التي شنتها اسرائيل على لبنان بين 12 يوليو و14 اغسطس بانها "الكارثة التي وسعت نطاق الاحتلال وزادت عدد الاسرى واتت بجحافل من القوات والاساطيل".واكد الحريري تمسك قوى "14 اذار" المناهضة لسوريا باتفاق الطائف 1989م، الذي ينص خصوصا على احترام اتفاق الهدنة الموقع سنة 1948م مع لبنان وذلك في رد ضمني ايضا على اعلان حزب الله امتلاكه لعشرين الفا من الصواريخ وتمسكه بسلاحه في الوقت الحالي.وقال الحريري "اتفاق الطائف باق"، مؤكدا "استعدادنا للحوار من اعتبار الطائف السقف الذي يوفر الاستقرار".وشجب "مشروع الاستيلاء على الحكومة" وقال "لن نعلن الاستسلام ونؤكد التزامنا لجميع اللبنانيين باننا لن نقبل بتسليم الدولة للفراغ او المجهول او المعلوم من القوى التي تريد الانقلاب على الطائف وعلى السلطة الحالية".وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعا يوم الجمعة الماضي الى تغيير حكومة السنيورة بقوله ان "الحكومة الحالية ليست قادرة لا على اعمار لبنان ولا على توحيد لبنان". على صعيد اخر اعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الثلاثاء ان (200) الف لبناني لا يزالون غير قادرين على العودة الى منازلهم في المناطق التي تعرضت للقصف الاسرائيلي بسبب مئات الالاف من القنابل غير المنفجرة التي تهدد حياتهم.وقال ارجون جين، من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين خلال مؤتمر صحافي في بيروت ان "مشكلة المهجرين ستستمر لعدة اشهر اخرى". وقال انه من اصل نحو مليون شخص تهجروا من منازلهم خلال الحرب التي ادت الى مقتل (1200) مدني في لبنان، لا يزال مائتا الف من سكان الجنوب عاجزين عن العودة اليها بسبب القنابل الصغيرة غير المنفجرة الناجمة عن القنابل العنقودية التي القاها الجيش الاسرائيلي.وقال "نشعر ان الامر قد يستغرق (24) شهرا" بسبب انتشار تلك القنابل في المنازل والحدائق والبساتين عبر القرى والمدن التي تعرضت للقصف في جنوب لبنان.وقال جين العضو في فريق الطوارىء لدى المفوضية العليا للاجئين في مدينة صور "هذا اكبر تهديد لحياة المدنيين".وتابع "في كل خطوة نخطوها سنواجه مشكلات بسبب القنابل غير المنفجرة.. علينا تنظيف المنازل والركام والحقول"، مشيرا مع ذلك الى عودة العديد من المزارعين الى حقولهم التي تشكل مصدر رزقهم الوحيد.وقال العقيد في الجيش اللبناني وسيم رزق الذي فقد اطراف اصابعه بسبب قنبلة من هذا النوع، ان "مئات الالاف، وربما مليون" من هذه القنابل الصغيرة تنتشر في جنوب لبنان.وتسببت هذه القنابل الصغيرة التي لا يزيد حجمها على حجم بطارية صغيرة احيانا، في مقتل (14) مدنيا وفي اصابة (90) بجروح خلال الاسابيع الستة التي اعقبت وقف العمليات العسكرية. كما قتل خمسة من خبراء ازالة القنابل لدى الجيش اللبناني خلال الفترة نفسها.وفي المقابل قتل ثلاثون شخصا بسبب الالغام والقنابل خلال ست سنوات منذ انسحاب اسرائيل من الجنوب في 2000م بعد احتلاله لمدة (22) سنة.والقنابل الانشطارية التي القتها اسرائيل على لبنان تحتوي على مئات القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة. وتلك التي لا تنفجر لدى ارتطامها بالارض تتحول الى الغام قاتلة ضد الافراد.وقال كريس كلارك مدير مركز الامم المتحدة لازالة الالغام في جنوب لبنان ان الجيش الاسرائيلي سلم خرائط "لا قيمة لها" عن مكان القاء هذه القنابل.وقال "طلبنا خرائط لمواقع القاء القنابل"، عبر قوة الامم المتحدة "ولم نتسلمها بعد".وقال كلارك ان الجيش الاسرائيلي كان يلقي ما بين ثلاثة الاف وستة الاف قنبلة خلال الحرب التي استمرت اكثر من شهر وانه كثف قصفه في الايام الثلاثة الاخيرة للحرب.وتم خلال الاسابيع الاربعة الاخيرة العثور على (40) الفا من هذه القنابل الصغيرة لكن الكثير منها لا يزال "عالقا بين الحشائش والاشجار والنباتات والاسيجة"، وكذلك على الطرقات واسطح المنازل وفي ركام المنازل المهدمة، كما قال كلارك.