كتب / أحمد علي عوضتشتهر محافظة عدن منذ (6) عقود من الزمان ونيف وحتى يومنا هذا بكثرة النوادي والمراكز الأدبية والفكرية والمنتديات الثقافية وتزخر بوفرة رواد الفكر والثقافية أن المنتديات الثقافية المنتشرة في كافة مديريات المحافظة تقوم بدور مهم في إحياء التراث وتوضيح المفاهيم الغامضة وإرساء المبادئ الوحدوية الوطنية وربط الجيل الحالي بمن سبقه من الأجيال الأخرى ومن تلك المنتديات منتدى الروضة الثقافية المولود حديثاً فهو يحرص على تنشيط الحياة الثقافية من خلال الاختيار النوعي لأجندة النقاش وآلية تداول نقاطها وسبل الفوائد المستنبطة من جملة الرؤى المطروحة نقداً وتحليلاً وتقييماً بمخرجات معاصرة.[c1] تاريخ (قاسم عمر) الممثل والمخرج:[/c]ليست مصادفة أن يهتم المنتدى بقضايا المسرح وبتاريخه الطويل في م / عدن، وذلك لما يتمتع به الأخ / قاسم عمر قاسم رئيس المنتدى من موهبة في مجال التمثيل المسرحي والتلفزيوني (الدرامي _ الكوميدي) معاً طيلة (30) عاماً ممثلاً ومخرجاً حتى وقتنا الراهن.بدأ مشواره الفني في العام 74م كمرحلة أولى ممثلاً في مسرحية (الوجه المتطور) مع فرقة المصافي تلاها مسرحية (عائله في خطر) مع فرقة المسرح الوطني حيث أنضم إلى فرقته ما بين (75م وحتى 86م) وشارك معها في العديد من الأعمال المسرحية أهمها (فتياتنا اليوم)،(التركة الجزء الأول)،(الفردية القاتلة) عمل في جميعها ممثلاً، كما عمل مع فرقة أكتوبر ممثلاً في المسرحيات (الملك هو الملك)،(السيد بونتيلا)،(ثورة الزنوج)،(الاستجابة).وتبدأ المرحلة الثانية لأعماله المسرحية تارةً ممثلاً وتارةً أخرى مخرجاً بعد رحيله إلى جمهوريات الاتحاد السوفيتي (المسمى سابقاً) في العام 88م لمواصلة تحصيله العلمي في مجال الإخراج المسرحي بشهادة ماجستير ليعود عقب ذلك إلى مزاولة المهنة في (مسرحية الرغبة) للمسرح الطليعي،(مسرحية هاملت) للمسرح الوطني لتتوالى عليه العروض فشارك ممثلاً ومخرجاً في مسرحيات (الغربان،العاشق والقبلة،طاهش الحوبان).ولم تتوقف مسيرته وعطاءاته الفنية بعد قيام الوحدة اليمنية بل شكلت بمفردها منعطفاً تاريخياً وفنياً هاماً مما جعل تلك الفترة تصنف كمرحلة ثالثة في حياته الفنية لما لها من أهمية في خوض غمار منافسة الوسط الفني ومضمار الأعمال التلفزيونية فكان على موعد مع مسرحية (الثعلب والعنب)،(التركة الجزء الثاني)،(اللقاء العظيم)،(طائرة الشوق)،(الهوية المفقودة)،(الحكمة اليمانية)،(الأمير والصباح)،(الرسالة).تقلد في العام 2001م منصب مدير المسرح الوطني وأمين عام مساعد لنقابة الفنانين للمعهد التمثيلي وأسهم في إنجاح العديد من المسرحيات التي شارك فيها مثل (المجارف)،(موقعة العصيد)،(المزاد)،(إضراب في مبنى).وعلى الصعيد الخارجي شارك الأخ / قاسم عمر في العديد من المهرجانات منها مهرجانات المسرح العربي الثامن والتاسع والعاشر بدمشق بالعديد من المسرحيات منها (الفردية القاتلة عام 79م)،(نجران تحت الصفر عام 84م)،(العاشق والسنبلة عام 88م)،(وفي مهرجان بغداد للمسرح العربي)،(مسرحية القربان 88م)،(طاهش الحوبان90).وفي مهرجان المسرح التجريبي قدم العديد من الأعمال المسرحية منها (الهوية المفقودة 96م)،(المربع الارجواني99م)،(الجاروف 2004م)، نال فيها الكثير من الجوائز كمأفضل ممثل عن مسرحية الملك عام 80م وجوائز وشهادات تقديرية أخرى، كما تم تكريمه من قبل وزير الثقافة عام 2006م مع مجموعة من رواد المسرح.قدم العديد من الأعمال التلفزيونية كان أهمها (صور من الحب)،(الخيمة)،(البقاء)، (الوصية) ومسلسلات رمضانية وفيلم سينمائي بعنوان (نسر الجبل).[c1]هموم وتطلعات المسرح م / عدن:[/c]بحضور رواد المسرح م/ عدن ونخبة من الشخصيات البارزة ناقش المنتدى الهموم والتطلعات التي رافقت مسيرة الأعمال المسرحية قديماً وحديثاً، أفتتح الحديث الأخ / عبدالله باكدادة مدير الثقافة بالمحافظة الذي أستعرض المشوار الطويل الفنى المسرحي وإهتمامات الدولة ممثلة بوزارة الثقافة في هذا الإطار والقضايا المحورية التي تناولها جميع الأعمال المسرحية في سبيل مكافحة المظاهر السلبية لبعض السلوكيات وسبل تقوية العلاقات الأسرية المنفرطة والروابط الاجتماعية التي أصابها الفتور والكساد وبسط الجوانب الإنسانية عليها وإصياغها باللون الحضاري من أجل الترفع عن مستوى الأزمة، إضافة إلى إدراج قضايا حقوق المرأة المهدورة والطفل بلمسات فنية وإبداعية استطاعت أن تفرض الوجود والحضور الفعال والمؤثر لفن التمثيل المسرحي.بعد ذلك تحدث الأخ / هاشم السيد الممثل المبدع ومدير إدارة الثقافة بمديرية المعلا والأخ / أحمد علي اليافعي الممثل والمخرج وتضمنت أحاديثهما الإمكانات الشحيحة وقلة تخصصات الموازنة التشغيلية للنشاط المسرحي في محافظة عدن وإنعدام توفر المسرح المناسب الذي يحتضن الكم الهائل من الأعمال المسرحية حتى بلغ الأمر حد تحمل الفرق المسرحية خلال موسم المهرجانات نفقات ومصروفات دفع أجور التنقلات والأداء المجاني بل ومن جيب النفقات الخاصة للممثلين للبروفات وتكاليف نقل الأجهزة الكهربائية والميكرفونات بسماعاتها المجسمة وألواح الديكور ذهاياً وإياباً من موقعها السابق إلى المكان المخصص لقيام المهرجان.وما يزيد من إشكالية تفاقم الأزمة خلو الخطابات المتوالية والمتكررة المرسلة إلى ذوي الشأن والمعنيين من كل أشكال التجاوب ولو على أقل تقدير الإصغاء الإيجابي الذي بالإمكان أن يسمح من خلاله بنفوذ بصيص من الأمل بما يوحي بأهمية وخطورة المعضلة ويظهر بعض التقدير لمكانة عدن التاريخية في عام المسرح والقليل من الرضا والامتنان لرواده التي تزخر بها هذه المحافظة، مستدلين بذلك بما قدمته م / عدن من أعمال مسرحية (تراجيدية جادة - وكوميدية هادفة) خلال المهرجانات التي أقيمت خلال الست السنوات الماضية) من حيث الاختيار النوعي والمتميز لمختلف الموضوعات المعروضة والتي دعت في مجملها إلى التحرر الفكري والثقافي المستنير ونادت بالحفاظ على البيئة وتقويم المفاهيم المعوجة وإصلاح العقول الهوجاء، والتطلع إلى تحقيق الآمال المرتقبة لوحدة الفكر والمصير وصحوة الضمير مخاطبة بذلك مختلف أنواع فئات وطبقات شرائح المجتمع بريفه وحضره.[c1] المسرح الجامعي .. المسيرة والإخفاق:[/c]وفي هذه الزاوية تحدث الممثل والمخرج / فؤاد الهويدي المسؤول الأول والمباشر عن بناء أركان وقواعد بنيان المسرح الجامعي في م / عدن منذ أكثر من عشر سنوات بلبنات تعزز من ثباته وصموده وهيكل خارجي يضاهي المسارح الجامعية للبلدان العربية قائلاً:تأسس المسرح الجامعي في جامعة عدن في عام 1996م على منهج علمي بأيادي كل من المخرج جميل محفوظ والمتحدث الماثل أمامكم. ومنذ بداية تسلمنا المهام الموكلة إلينا المكلفين بها من قبل رئاسة الجامعة وقيادة المحافظة سعينا معاً إلى ترك بصمات جيدة من حيث التأسيس والأعداد والتكوين والأداء بما يمنح المسئولين مساحة كبيرة لحسن الظن بنا وتوثيق عرى الثقة فأقدمنا على إقامة من الأعمال المسرحية بقوالب متنوعة تحتوي على الفن الكوميدي والتراجيدي حيث كان للفرقة المسرحية المركزية.للجامعة شرف المشاركة في مهرجانين خارجيين في كل من مهرجان المسرح الجامعي الدولي في دولة تونس بمسرحية (الشاعر المتمرد) ،(القربان)،كما قدمت جامعة عدن (12) عملاً مسرحياً في مهرجان أسبوع الطالب الجامعي من كل عام استخدمت فيها اللهجة اليمنية الدارجة، واللغة العربية الفصحى واللغة الانجليزية..وعلى الرغم من النجاحات المتحققة في كل الأعمال المقدمة من أعضاء الفرقة المركزية للمسرح الجامعي ووفرة المشاركات على المستوى (الداخلي والخارجي) فقد أحسسنا بالإحباط بسبب الإخفاق المفاجئ للمسيرة الناجحة جراء تخلي قيادة الجامعة عن الدور الإيجابي الذي كانت تقوم به خلال سنوات العشر الماضية وتغير مواقفها ففي في الوقت الذي كنا ننتظر فيه مزيداً من الدعم والمساندة لتحقيق نجاحات أكبر وأوسع إذا بنا نقابل بانصراف الجهة المعنية عن تشجيعنا على الاستمرار بإنتاج أعمال مسرحية وفتور الهمة بما أدى إلى إعاقة النشاط بحجة نفاد الموازنات وحجج أخرى أترفع عن ذكرها أفرغت الأهداف النبيلة للنشاط المسرحي الجامعي من محتواه وأعطبت آلية التقدم لتؤول مسيرة عشر سنوات من العطاء المبدع والمثمر إلى التوقف في ورشة الصيانة والتفاؤل والأمل يحدونا.
أخبار متعلقة