الموسيقار سعودي أحمد صالح لـ( 14 أكتوبر ):
لقاء/ خلدون البرحيالموسيقار سعودي أحمد صالح فنان استثنائي جاء من زمن التميز الذي لا يقبل إلا المبدعين والقادرين على المضي قدماً، وإحداث فرق يمكن الإحساس بنتائجه المبهرة. وما قدمه سعودي من نتاجات غنائية جميلة كانت كفيلة بأن تقتطع له موقعاً في عقد مبدعي الغناء الأصيل في محافظة لحج الذين يعدون على عدد الأصابع.وإذا ما ردنا الحديث عن الموسيقار سعودي وحياته الإبداعية فإن الحديث يطول، ونحن لسنا بصدد ذلك بمقدار ما نريد أن نعرف ما تختزله ذاكرته وتصفه رؤيته عن الواقع الغنائي في لحج عبر هذا الحوار القصير.[c1]* موسيقار سعودي أين ترون موقع الغناء اللحجي بين ألوان الغناء اليمني؟[/c]- الغناء اللحجي له مكانة متميزة عن ألوان الغناء اليمني بما يقدمه من نتاجات غنائية جميلة حاضرة في نفوس ووجدانيات المهتمين والمنشغلين والمتابعين لهذا الجانب على مستوى الوطن اليمني أو الوطن العربي، وهو ما برز في تأدية الأغاني وأقصد القديمة من قبل مجموعة كبيرة من فناني دول الجوار. وهذا ما يؤكد ذلك التميز الكبير الذي يحظى به الغناء اللحجي بعناصره الثلاثة : الأداء المميز والكلمات المعبرة واللحن الجميل، لذلك كان لابد أن يحتل هذه المكانة في هرم الغناء اليمني.[c1]* برأيكم ما هي الأسباب التي أدت إلى تراجع الغناء اللحجي في السنوات الأخيرة؟[/c]- الأسباب التي أدت إلى تقهقر الغناء اللحجي كثيرة لكن ما يبرز على السطح من هذه الأسباب هو عدم وجود الفنان المبدع والمتمكن القادر على إضفاء الحيوية وبث الروح في الأغنية الملامسة لحقيقة وواقع المستمع الكريم، ناهيك عن الكلمات الركيكة واللحن المهلهل والأداء الباهت بالإضافة إلى توجه الفنانين إلى الغناء في المخادر وعدم الابتكار، وإصرارهم على تأدية الأغاني القديمة دون الاستحداث نزولاً عند رغبة الحاضرين في تلك المخادر والأعراس هذه الأسباب وغيرها الكثير أدت إلى تراجع الغناء اللحجي وتمحوره حول نقطة محددة دون أن يبارح موقعه.[c1]* ماذا يحتاج الفنان في المحافظة حتى يعيد بريق الأغنية اللحجية؟[/c]- لا أبالغ إذا وصفت الفنانين الشباب في محافظة لحج بأشباه الفنانين وذلك لإصرارهم على التقليد وعدم الابتكار وترديد ما أنتجه الرواد الأوائل وإذا أرادوا الارتقاء فعلاً بواقع الأغنية اللحجية وإعادة بريقها فعليهم أولاً أن يقيموا أنفسهم بالخروج من الواقع الذي أصطنعوه ما جعلهم يرزحون تحت أثقاله ولابد من تطوير مهاراتهم والطموح إلى أبعد من الغناء في المخادر أو الأعراس التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وفي حال تحقق ذلك فلابد من أن هناك من سيسهم بأي شكل من الأشكال في توفير المناخات المناسبة داخل المحافظة وخارجها لإعادة بريق الأغنية اللحجية لما كانت عليه سابقاً بل وتطويرها إلى الأفضل.[c1]* لماذا يطلب الجمهور دائماً الاستماع إلى الأغاني القديمة؟[/c]- دائماً ما تكون الأغاني القديمة مطلبنا والاستماع إليها يبعث فينا الكثير من المشاعر بل ويذكرنا بفترة زمنية جميلة أو مرحلة ما هي جزء مهم من حياتنا الماضية وقد يكون ذلك المطلب هو الإبداع الحقيقي في تلك الأغاني المعبرة عن الحالة الإنسانية الراهنة لذا نجد دائماً أن الجمهور يريد الاستماع إلى الأغاني القديمة وطبعاً هذا لا يعني أن نقف عن الابتكار والاستحداث والتطوير ولو بالجهود الذاتية من منطلق إيماننا بما نقوم به من عمل.[c1]* هل قام الموسيقار سعودي أحمد صالح بتوثيق تجربته الفنية التي امتدت عقوداً من الزمن؟[/c]- نعم لقد قمت بتوثيق تجربتي الشخصية المرتبطة بمهنتي الفنية بكل تفاصيلها منذ بواكيرها الأولى في كتاب أطلقت عليه عنوان (حياتي وفني) وهذا الكتاب مازال مخطوطاً باليد ولم يجد طريقه إلى الطباعة رغم الوعود التي تلقيتها من العديد من الجهات في تحويل هذا المشروع إلى حقيقة واقعية.[c1]* هل أنت راضٍ عما قدمته من أعمال خلال مسيرتك الفنية الطويلة؟[/c]- ما قدمته من أعمال خلال مسيرتي الفنية يشعرني بالرضا التام وما يؤكد رضاي واقتناعي هو الرضى والقبول الذي أحدثته أعمالي في حياة الخاصة والعامة من أبناء محافظة لحج والتي مازالت آثارها حاضرة حتى اليوم أكانت تلحيناً لعمالقة الغناء من داخل الوطن وخارجه أو ما قدمته تلحيناً وغناء من كلمات كبار الشعراء. [c1]* هل حصل الموسيقار سعودي على حقه من التكريم كمبدع استثنائي في زمن استثنائي وكحصيلة واقعية لما قدمه من إبداعات مازالت خالدة إلى يومنا هذا؟[/c]- في الحقيقة لم أحصل حتى الآن على التكريم اللائق والمناسب لا من قبل مكتب الثقافة بالمحافظة ولا من قبل الوزارة رغم نداءاتي العديدة إلى معالي الأخ خالد الرويشان وزير الثقافة السابق ومعالي الأخ أبوبكر المفلحي وزير الثقافة الحالي ولم أجد حتى الإعانة الشهرية التي يقدمها صندوق دعم الفنانين أسوة بالكثير من الفنانين الذين يحصلون على هذه الإعانات ولا أعرف ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك التجاهل الكبير في حقي حتى الآن ومع هذا أحمد الله على الصحة والعافية ولا يزال أملي كبيراً في التفاتة كريمة من الوزارة برعاية الدكتور أبوبكر المفلحي.