المهندس مبارك عباس محمدليس من السهل تعريف المياه بمعزل عن الطاقة فهي تكون في صورة غازية أو سائلة أو صلبة حسب طاقتها الحرارية، وتكون في صورة جزيئية أو أيونية حسب طاقتها الكهربائية، وتختلف طاقة الحركة في المياه من سيول وفيضانات مدمرة إلى الماء الآسن، ويتأثر الماء ويؤثر بطريقة فعالة على كل ما نعرف من صور الطاقة الميكانيكية والحرارية والكهروكيماوية والضوئية. واتضح حديثاً أن المغناطيسية ليست استثناءاً فهي تؤثر وتتأثر بالماء. إن الاختلال في توازن الشحنات الكهربائية في الماء يجعلها غير حيوية وغير نشطه تصبح ميتة، ورغم المحاولات لجعلها نقية إلا أنها غير نشطه حيوياً.إن هذا الاختلال كان نتيجة لتدمير الوضع الجيومغنطيسي للأرض بسبب التلوث المستمر للبيئة، ومع ازدياد السكان والجفاف أصبحت المياه من أبرز الهموم الأمنية في الدول العربية بالرغم من أن المياه تغطي ثلثي مساحة الكرة الأرضية، وللوفاء بالمتطلبات المتزايدة للمياه ونتيجةً لعدم كفاية الموارد المائية الطبيعية المتاحة فقد لجأ الإنسان بصورة رئيسية إلى تحلية المياه المالحة بشتى الوسائل والطرق الممكنة، ولكن يبقى السؤال كيفية الحصول على تقنية يمكن من خلالها ضمان التحلية والسلامة والتوفير؟ حيث تكمن الإجابة في التكنولوجيا المغناطيسية التي أصبحت الآن ثروة عظيمة وثورة في عالم الحلول الحديثة حيث أثبتت فاعلية كبيرة من خلال التجارب الناجحة في شتى بقاع العالم. إن هذا السحر العظيم (النظام المغناطيسي) الذي بمجرد مرور الماء من خلال مجاله يكتسب الماء قدراً كبيراً من الطاقة تؤدي إلى إذابة الكتل الملحية غير الذائبة التي تعوق نفوذية الماء خلال مسامات التربة وأنسجة النبات كما يساعد هذا النظام - أي النظام المغناطيسي - في تغيير الخواص الفيزيائية للماء وعلى سبيل المثال الموصلية الكهربائية؛ الذوبانية؛ السيولة؛ الليونة؛ التوتر السطحي؛ التبخر؛ التبلمر والتبلور..إلخ.لقد أثبتت الدراسات الزراعية أن طمي النيل - وخاصة الترسبات الحديثة - يحتوي على مواد مغناطيسية تعتبر أحد الأسباب الأساسية في خصوبة الأراضي الرسوبية، وتؤدي هذه الترسبات إلى تنشيط شامل لنمو النبات والأحياء المائية والسمكية، وقد أمكن فصل وتوصيف هذه المكونات وإثبات أن معاملة الأراضي الصحراوية بالقليل منها يسرع من معدلات التنمية الزراعية ويضاعف في إنتاج النبات، وعند توفر هذه المواد يتم الاستغناء جزئياً عن المبيدات وبعض الأسمدة.مما لاشك فيه أن النظام المغناطيسي له فاعليه كبيرة جداً في توفير كمية كبيرة من المياه قد تصل إلى 30 من الماء المفقود بواسطة التبخر، وهو هبة من الله سخرها لنا في أحلك الظروف التي يعاني منها العالم بأكمله من قلة الموارد المائية وشح المياه المستخدمة للزراعة. لقد أثبت العلماء من ذوي الاختصاص أن للمغناطيس أسراراً عظيمة لم تكتشف بعد ، والمثير للدهشة أن الثمار المنتجة من نباتات تم ريها بماء ممغنط ذات جودة عالية في الطعم واللون والرائحة.بعد التجارب التي أجريت لاستخدام النظام المغناطيسي في الحدائق العامة والمنزلية كانت هنالك نتائج باهرة جداً في تحسين مستوى الإنبات و زيادة الخضرة وتحسين واضح جداً في مستوى انبعاث الرائحة الزكية من الزهور وكذلك تلطيف الجو المحيط لزيادة مستوى الأكسجين بالنظام المغناطيسي. أتمنى من ذوي الاختصاص والمهتمين بالثروة المائية والزراعية والمزارعين الاهتمام بهذه التقنية العظيمة فهي المخرج الحقيقي لازمة المياه والمساهمة الكبيرة في زيادة الإنتاج، فهي كنز من كنوز الطبيعة ونعمة من نعم الله علينا.
|
ابوواب
الماء الممغنط والزراعة
أخبار متعلقة