رغم ان القرار غير ملزم إلا انه جسد توترات دولية بشأن نووي إسرائيل
فيينا/14 أكتوبر/من: مارك هاينريك: تمكنت الدول الإسلامية من استصدار قرار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدعو جميع دول الشرق الأوسط إلى التخلي عن الأسلحة الذرية في خطوة تستهدف الترسانة النووية الإسرائيلية غير المعلن عنها. وجاءت الموافقة يوم الخميس بأغلبية 53 مقابل 2 وامتناع 47 من الدول الغربية والنامية عن التصويت الأمر الذي يسلط الضوء على تحفظات بأن القرار يضفى الصبغة السياسية على عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورغم ان القرار غير ملزم إلا انه جسد توترات دولية بشأن القدرات النووية المفترضة لإسرائيل ورفضها الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي وقوض ثقافة الإجماع التقليدي للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي مقرها فيينا. وكان اقتراح مماثل يدعو جميع دول الشرق الأوسط إلى الموافقة على إجراءات الوقاية للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية قد نال موافقة الأغلبية الساحقة خلال اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية العام الماضي ولم تعارضه سوى إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة مثلما حدث في قرار الخميس. وأعادت مصر طرح القرار هذا العام سعيا للحصول على إجماع كامل لكنها أضافت إليه فقرتين جديدتين وهو ما دفع إسرائيل إلى المطالبة بإجراء تصويت والأوروبيين ودولا غربية أخرى ودولا نامية غير منحازة إلى الامتناع عن التصويت. وتحث إحدى الفقرتين جميع بلدان الشرق الأوسط لحين إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية هناك على عدم تطوير أو تجربة أسلحة نووية أو السماح بنشرها على أراضيها. بينما تحث الفقرة الثانية القوى الكبرى التي تمتلك أسلحة نووية على عدم إحباط عملية إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط. وقال دبلوماسي غربي امتنع وفد بلاده عن التصويت "اللغة الجديدة تهدد بجلب قضايا سياسية جديدة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو ما يصرفها في النهاية عن الدور الفني الذي تقوم به في حماية المواد النووية." وقال السفير المصري إيهاب فوزي ان الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة أجازت نفس القرار بالإجماع ويجب على أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان يحذوا حذوها سعيا للحصول على إذعان دولي شامل لمعاهدة حظر الانتشار النووي وتجنب الكيل بمكيالين في الشرق الأوسط. وقالت إسرائيل ان إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية تعد هدفا جديرا بالثناء لكنه "لن تعترينا الأوهام" مادام بعض الجيران يواصلون عدم الاعتراف بإسرائيل بينما تدعو إيران صراحة لمحوها من الوجود. وقال إسرائيل ميخائيلي سفير إسرائيل انه بدون إقامة علاقات سلمية في المنطقة فان "أي خطوة تقلص الفواصل الأمنية يجب ان تكون متبادلة. تتطلع إلى أشياء كبيرة ولكنك تبدأ بداية متواضعة فيما يتعلق ببناء الثقة والتي هي حتما عملية طويلة ودائمة." ويفترض على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. وأبلغت إيران الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان من يعارض القرار يظهر اتخاذه موقفا "متحيزا" من مسألة الأمن في الشرق الأوسط. وتتعرض إيران لعقوبات من الأمم المتحدة لرفضها وقف برنامج للطاقة النووية ينظر إليه على انه محاولة سرية محتملة لإنتاج قنابل نووية.