القوات الحكومية تسيطر على معقل للمقاتلين الموالين للصدر
جندي عراقي يراقب احد الشوارع في بغداد
البصرة/14 أكتوبر/ رويترز: قالت القوات الحكومية العراقية إنها سيطرت على معقل للمقاتلين الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في البصرة أمس السبت بعد استعراض كبير للقوة من جانب طائرات أمريكية ومدفعية بريطانية. وفي بغداد امتد القتال أثناء الليل بعد اشتباكات شرسة اندلعت في وقت متأخر من مساء أمس الأول الجمعة في حي مدينة الصدر معقل الصدر في العاصمة العراقية. وذكرت الشرطة أن 12 قتيلا سقطوا كما استقبلت المستشفيات أكثر من 130 مصابا. وفي مدينة البصرة الجنوبية سمع دوي انفجارات وإطلاق للنيران عند الفجر في أعنف قصف منذ أن أطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حملة قمع لأتباع الصدر في نهاية الشهر الماضي بمدينة البصرة الجنوبية. وقال الفريق موحان الفريجي قائد القوات العراقية في البصرة إن قواته سيطرت على وسط منطقة الحيانية وهي واحدة من المعاقل الرئيسية لمقاتلي جيش المهدي التابع للصدر. وأضاف أن القوات العراقية دخلت المنطقة ووصلت الآن إلى وسط الحيانية مشيرا إلى أن هناك مواجهات في الوقت الحالي وأي أحد يحمل أسلحة سيحتجز.، وتابع أن القوات العراقية تطارد الفارين وتلقي القبض عليهم. واستطرد أنه يتوقع أن تنتهي العملية بنجاح خلال الساعات المقبلة. ويبدو أن حدة القتال بدأت تخف بعد بضع ساعات من بدايته ولكن ما زال بالإمكان سماع دوي إطلاق متقطع للنيران. وفشلت حملة القمع التي شنها المالكي ضد جيش المهدي في البصرة بنهاية مارس في بادئ الأمر في إبعاد الميليشيا عن الشوارع وتسببت في اندلاع قتال في شتى أنحاء الجنوب والعاصمة بغداد. وهدد المالكي وهو شيعي منذ ذلك الوقت بمنع التيار الصدري من المشاركة في الحياة السياسية في البلاد إذا لم يحل الصدر جيش المهدي. وردا على ذلك هدد الصدر بإلغاء رسميا هدنة طلب من الميليشيا التابعة له الالتزام بها في أغسطس في خطوة قد تثير اضطرابات موسعة. والقتال ضد الميليشيات الشيعية هو أكبر اختبار لقوات الحكومة العراقية حتى الآن التي ترك لها تولي القيادة خاصة في الجنوب حيث توجد القليل من القوات الأمريكية وتتركز القوات البريطانية أساسا في قاعدة واحدة في البصرة. وقال الميجر توم هولواي المتحدث باسم الجيش البريطاني إن هجوم أمس السبت بدأ بقصف شرس من الطائرات الأمريكية والمدفعية البريطانية مضيفا «فتحت مدفعية بريطانية وطائرات أمريكية النيران في غرب الحيانية لاستعراض قوتها التي يمكن اللجوء إليها إذا لزم الأمر.»، وتابع أن القوات الأمريكية والبريطانية قصفت أرض فضاء غربي الحيانية قبل دخول القوات العراقية المنطقة. وقال أن القصف كان أكبر استعراض للقوة منذ بدء حملة القمع بنهاية مارس.، ولم يتسن على الفور الحصول على معلومات بشأن ما إذا كان هناك قتلى أو جرحى. وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم الصدر في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة إن الوضع الإنساني في الحيانية مأسوي.، وتابع إن القوات الحكومية حاصرت المنطقة وتمنع المصابين من التوجه إلى المستشفيات كما بدأت هجوما بريا. وأضاف أن المنطقة مكتظة للغاية بالسكان وأن القوات الحكومية هاجمتها بالصواريخ كما لو كانت قاعدة عسكرية. وقال حارث العذاري مدير مكتب الصدر في البصرة إن مقاتلي جيش المهدي لا يقاومون تماشيا مع الهدنة التي أعلنها الصدر. وفي بغداد وصفت الشرطة المعارك التي اندلعت أثناء عواصف ترابية مساء أمس الأول في حي مدينة الصدر بأنها من أشرس المعارك التي اندلعت في العاصمة منذ بدء حملة القمع. وذكرت قوات أمريكية أن القوات العراقية ثبتت في مواقعها في الوقت الذي هاجمها فيها مقاتلون وسط العواصف الترابية. وصرح اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر المتحدث باسم الجيش الأمريكي إن القوات الأمريكية شاركت في اشتباكات متفرقة استمرت حتى اليوم السبت. وتابع أن القوات الأمريكية قتلت اثنين من المقاتلين في هجوم صاروخي شنته طائرة هليكوبتر أثناء الليل. ويقيم الأمريكيون جدارا حول الحافة الجنوبية لحي مدينة الصدر وهو ما يغضب السكان الذين حاصرتهم المعارك داخل المنطقة المزدحمة بالسكان لأسابيع. وقال ستوفر إن الجدار لازم لإرساء الأمن وإعادة بناء سوق اشتعلت به النيران أثناء القتال. وقال شاهد في الناصرية بجنوب العراق أيضا إن اشتباكات وقعت بين قوات الحكومة ومقاتلي جيش المهدي في بلدة قريبة وفرض حظر تجول. وذكر مستشفى أنه استقبل ثلاثة من رجال الشرطة المصابين. ويقول قادة أمريكيون إن حملة مارس في البصرة نفذت بشكل مفاجئ ولم يجر التخطيط لها بشكل جيد. وتم فصل 1300 من قوات الشرطة والجيش العراقيين بسبب رفضهم القتال أو فرارهم من المعارك بالجنوب.، ولكن في الأسابيع التالية لبدء الحملة بدأت القوات الحكومية تتحرك بشكل أبطأ وبتأن أكبر صوب المناطق الواقعة تحت سيطرة الصدر وتلقي القبض على شخصيات من جيش المهدي مع تفادي بشكل كبير المعارك الكبيرة في الشوارع. وحققت القوات الحكومية انتصارا في البصرة يوم الاثنين بتحرير مصور صحفي بريطاني في غارة على منزل كان متشددون يحتجزونه بداخله.