لم تعد أفلام العنف على الشاشة في المجتمع اليمني مجرد موجة من موجات العصر الحديث،بل امتد تأثيرها وأدى إلى انتشار الجريمة.حيث يسعى بعض ضعفاء النفوس من الرجال والنساء إلى تقليد هؤلاء الممثلين في ارتكاب جرائم السرقة أو ممارسة بعض الأعمال غير الأخلاقية مثل معاكسة النساء على الهاتف أو مضايقة النساء وأحياناً تصل إلى ارتكاب الجريمة.إن أفلام العنف والدم تحتاج إلى نشر ثقافة الوعي قبل عرضها حتى يفهم ضعفاء النفوس الهدف الأساسي من عرض هذا الفلم السينمائي أو المسلسل الدرامي التلفزيوني الذي يعرض موضوع العنف.أن القنوات التلفزيونية التي تعرض مسلسلات وأفلام العنف في المجتمعات المتقدمة حيث ينتشر الوعي الثقافي تهدف في الأساس إلى تجارة هذه السلعة الأكثر رواجاً والأكثر استقراراً ًفي سوق الفن.ولكن هذه الثقافة السينمائية نجدها في المجتمع اليمني ولدى ضعفاء النفوس تفهم بطريقة خاطئة وتزداد مظاهر العنف في الحياة،بل إنها في بعض الحالات أصبحت حقيقة نعيشها ونقرأ عنها في بعض الصحف المحلية،بل إن أخبار الجرائم التي يقلدها ضعفاء النفوس من أفلام العنف والدم أصبحت تطاردنا..فليس غريباً إذاً إذا قلنا إن الجريمة أصبحت منتشرة في المجتمع اليمني بهذه القدرة والاستمرارية عاماً بعد أخر.مع غياب الرقابة الإعلامية والثقافية على القنوات الفضائية خاصة التي تبث من محطات (الديشات)القطاع الخاص..إضافة إلى ذلك ضعف التحقيق الجنائي في بعض أقسام الشرطة.والنتيجة المدهشة التي تفزع الجميع هي تعطش المشاهدين للاطلاع على العنف،وقد تشكلت قاعدة المشاهدين لها صغاراً وكباراً حيث نجد الأطفال يمارسونها في الشوارع وتؤدي إلى مشاكل كبيرة،ولا عجب إذاً إذا قرأت في إحدى الصحف المحلية عن طفل لم يتجاوز سن الخامسة عشرة يرتكب جريمة قتل وهناك العديد من المشاكل تحدث بين المراهقين من جرائم الاغتصاب والعنف والخطر في هذه الأفلام..أن النسبة الكبرى من هؤلاء المشاهدين لاتتعدى أعمارهم سن المراهقة وتفتح الشباب..أي أن هناك جيلاً من الشباب قد تم إفساد ذوقه.وترسبت في أعماقه بذور العنف ولم تعد تفزعه صور الدم والأشلاء ولم تعد تزعجه طلقات الرصاص ولا أنين الضحايا.وإذا كان من الضروري مواكبة العصر والتقدم التكنولوجي فمن الضروري توعية المواطن اليمني عبر أجهزة الأعلام من قنوات فضائية وصحف ومجلات وندوات ونزول ميداني إلى المدارس لمكافحة الجريمة من قبل الأجهزة الأمنية في إدارة أمن عدن.إن أفلام العنف والدم التي أصبحت ترافق الشاشة العربية وتدخل كل بيت في المجتمع اليمني والعربي،أصبحت من أبشع الأعمال التجارية ولا أحد يدري كيف يمكن السيطرة عليها،وتسخيرها لمصلحة المجتمع بشكل عام،وجعلها قضية رأي عام تحل قضايا الشباب والمجتمع ومحاربة الفساد وهذه مسؤولية كانت وستظل دائماً أهم مايميز العمل السينمائي أوالمسلسل الدرامي التلفزيوني المحلي و العربي والأجنبي لأن الفن الحقيقي هو موقف الفنان نفسه في حماية الأمن والسلام في المجتمع.
أخبار متعلقة