جنود بريطانيون خلال عملية لمهاجمة معاقل طالبان بإقليم هلمند يوم أمس السبت
مرجة/ أفغانستان/ 14 أكتوبر/رويترز : شنت قوات لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة هجوما حاسما يوم أمس السبت على آخر معقل كبير لحركة طالبان في إقليم هلمند الأفغاني وسريعا ما بدأت في الاشتباك مع المتشددين.ويمثل الهجوم اختبارا “لزيادة” القوات التي أمر الرئيس الامريكي باراك أوباما بارسالها الى افغانستان في ديسمبر كانون الاول وكذلك بداية حملة لبسط سيطرة الحكومة على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون هذا العام قبل ان تبدأ القوات الامريكية في خفض وجودها في 2011 .وخلال ساعات من بدء العملية اشتبكت قوات مشاة البحرية الامريكية مع مقاتلي حركة طالبان في بلدة مرجة وهي آخر معقل كبير للمتشددين في اقليم هلمند الافغاني.وقال حلف شمال الاطلسي في بيان ان ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في جنوب أفغانستان يوم السبت. ولم يتضح ما اذا كانوا قتلوا خلال الهجوم.وتواجه القوات الامريكية شأنها شأن سكان المنطقة البالغ عددهم 100 ألف نسمة خطر التعرض للتفجير من جراء الشراك الخداعية التي يعتقد ان حركة طالبان نصبتها.واشتبكت قوات مشاة البحرية بالاسلحة النارية مع مقاتلي حركة طالبان بعد نزول القوات الامريكية بطائرات هليكوبتر قرب البلدة. وأطلق مشاة البحرية أربعة صواريخ على الاقل على المتشددين الذين شنوا هجمات من المجمعات.وأصيب واحد على الاقل من قوات مشاة البحرية بشظية.ومع مرور أكثر من ساعتين ما زالت الاشتباكات دائرة في المنطقة.والهدف الاول لمشاة البحرية هو السيطرة على وسط البلدة حيث توجد تجمعات سكنية كبيرة.وربما تكون سلامة المدنيين هي القضية المهمة لحلف شمال الاطلسي في واحدة من أكبر الهجمات في تلك الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات ضد حركة طالبان التي عادت مرة أخرى للظهور كقوة قتالية قوية بعد أن أطاح بها غزو قادته الولايات المتحدة عام 2001. وربما يقوض وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين فرص الحكومة الافغانية في نيل مزيد من الدعم.ونصحت قوات حلف الاطلسي المدنيين بعدم مغادرة منازلهم على الرغم من قولها انها لا تعرف ما اذا كان الهجوم سيؤدي الى قتال عنيف.وقال الرئيس الافغاني حامد كرزاي في بيان “القوات الدولية يتعين ان تطبق اجراءات وآليات محددة خلال العملية في مرجة لحماية المدنيين.”وبدأ الهجوم بعدد من الطائرات الهليكوبتر تنقل مشاة البحرية الامريكية الى البلدة في الساعات الاولى من صباح يوم أمس السبت. وبعد ذلك توجهت قوات بريطانية بطائرات الى الجزء الشمالي من منطقة ناد علي المجاورة وتلت ذلك دبابات ووحدات هندسية قتالية.وقال غلاب مانجال حاكم هلمند في مؤتمر صحفي “تسير المرحلة الاولى من العملية بنجاح. لقد نصبت حركة طالبان شراكا خداعية بكثافة في المنطقة. لكن لم يندلع قتال شرس بعد.“سيطرنا على 11 موقعا رئيسيا في المنطقة وتراجعت مقاومة المتمردين.”ويشارك في العملية 15 ألف جندي وأطلق عليها اسم “مشترك” للتأكيد على ما يبدو على مدى اصرار قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية على العمل معا لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.وربما يعتمد جانب كبير من امكانية ترجمة النجاح المبكر على ما يبدو الى حل اكثر ثباتا لقضية التشدد على ما اذا كان بامكان الحكومة ضمان استقرار سياسي واقتصادي على الامد الطويل.كما ان من الضروري ان تصبح القوات الافغانية فعالة بمفردها بما يكفي لابقاء المتشددين خارج المناطق التي سبق لهم السيطرة عليها.واستدعت مشاة البحرية الامريكية طائرتين من طراز هاريير اللتين حلقتا فوق موقع لطالبان واطلقتا نيران المدافع الرشاشة.وقال اللفتنانت مارك جرينليف من مشاة البحرية الامريكية لرويترز “نحن حاليا بصدد تحقيق هدفنا. نقوم باشتباك منذ خمس ساعات من الجنوب الغربي والشمال والشرق ونتحرك لانهاء تأمين مناطق المتشددين.“نأمل ان يجني الناس في الايام القليلة المقبلة فوائد الامن والاستقرار من الجيش الوطني الافغاني ومشاة البحرية الامريكية.”وطالما كانت مرجة تربة خصبة للمتشددين والزراعة المربحة لنبات الخشاش الذي يستخرج منه الافيون. وتقول الدول الغربية ان اموال تجارة الافيون تمول التمرد ضد قوات حلف الاطلسي والحكومة الافغانية.وحتى ان وجه حلف الاطلسي ضربة قوية لطالبان فان هناك عوامل تعقيد اخرى اذ أن المتشددين يعملون من ملاذات في المناطق الحدودية في باكستان.وتحجم اسلام اباد حليفة الولايات المتحدة عن ملاحقتهم اذ ترى المتشددين مصدر قوة لمواجهة نفوذ منافستها الهند في افغانستان ومن ثم قد لا تتمخض الهجمات عن نتائج تذكر.ويوجد في مرجة منذ عشرات السنين مشروع تنموي افغاني امريكي. فقد شق الامريكيون قنواتها التي تقطع اراضيها الزراعية الخصبة. والآن يحاول حلف الاطلسي استعادتها من المتشددين الذين لا يرجح تعاونهم مع الغرب.وكان قاري فضل الدين أحد قادة طالبان المحليين قال لرويترز في وقت سابق ان نحو 2000 مقاتل من طالبان مستعدون للقتال.وقال أحد السكان لمشاة البحرية عبر مترجم “زرعت قنابل عند الجدران التي تفصل الشوارع عن المنازل... معظم الناس توجهوا الى لشكركاه. هذا هو المكان الذين نريد أن نذهب اليه اليوم.”وبعد ذلك بقليل خرجت امرأة مسنة من منزلها وطلبت من مشاة البحرية ألا تطلق النيران على منزلها مضيفة “انه منزلي.”