سطور
شوقي عوض:يقال إن فعل الكتابة هو فعل مساوٍ للولادة، يصاحبها الم المخاض أي أن الكتابة فعل نسائي في الأصل كونها تنطلق من الجسد .. ترى إلى أي مدى يصح هذا القول السائر في قراءة المجموعة القصصية (امرأة تحت المطر) للأديبة القاصة الصحفية فاطمة رشاد ناشر؟.باختصار عند قراءتي للمجموعة القصصية لاحظت التمرد على التقاليد المقيدة للعطاء الإبداعي النسوي وعلى كل ما هو تافه ورادع للتطور الإنساني.كما نلاحظ الشفافية في الاتجاه الذي تريد أن تقنعنا به كاتبة هذه السردية والذي به أرادت القاصة أن تقنعنا بذلك الأسلوب السردي حتى لا نعتقد بأنها بطلة قصصها بل إنها عبرت عن ذلك تعبيراً صريحاً وواضحاً (مؤامرة ضد جسد)، (أنثى ناضجة)، (رجل صنعته بكلتا يديها)، (امرأة تحت المطر).عالم المجموعة القصصية بشكل عام غني بالتموضعات والمسوغات الدلالية والتي لا تخلو من الحوادث في إطارها العام.وذلك معروف لدى كتاب السرد القصصي لأن وحدة الانطباع مرتبطة بوحدة الحدث وهما معاً قانونان أساسيان في البناء الفني للقصة القصيرة الجيدة.سردية العنوان والدلالة الأنثوية:(امرأة تحت المطر) - كما يبدو - عنوان يحمل دلالة إيقاعية في الإحساس القوي في توحد المرأة مع المطر وما يبعثه المطر من إخصاب ونماء في ظل هذه النمذجة الأدبية السردية لتبين لنا من خلالها وضعية الالتقاط الثقافي والاجتماعي ويوتوبيا المرأة المقهورة، وصيرورة العاطفة الواحدة والتناقض المعاش والهواجس الميتافيزيقية (الرومانسية والأفكار غير الواقعية المطلقة والتي لاترتبط بالبعد السيكولوجي العيني) أقصد ذلك الفهم الذي يتعذر فهمه ومناقشته حيث عكست المشاعر الحقيقية والواقعية العميقة وحقيقة البنية السيكولوجية التي تنتمي إليها (امرأة تحت المطر) اجتماعيا وفكرياً وثقافياً بوصفها تمثل أنماطاً مختلفة من التفكير والانفعالات والإرادة والقوانين التي تحكم الطبيعة والمجتمع والإنسان نفسه والتي بها توضح أوجاع النساء ومعاناتهن داخل المجتمع ألذكوري حيث تخاطبنا وتسرد إلينا قائلة:هل للمطر لون أو رائحة؟ والمطر لا لون له ولا رائحة، ولا تبقى رائحته الا على الأرض، بعد ذلك شم رائحته وانتصاره عليها.ليلة زفاف مليئة بالأمطارشهد الجميع زفافها وسريرها المعد وانتظروا أن تثبت لهم كيف تكون فضيحة المطر؟علماً بأن العنصر السردي والتلخيص الفنتازي والواقعي لجدل الحياة والوجود للمرأة قد وقع بين معطيات السرد بإثارة القضايا الأساسية لحياة المرأة ومستقبلها.ففي تلك الإيماءات نلمح الترميز على صعيد بنية الخطاب الذكوري وكذا في سياق الإضاءة العابرة في الالتقاط لما هو يومي واجتماعي وثقافي .. حيث نجد ذلك الاستقراء للرؤى والأفكار مع قدر كبير من التفاعلية الحسية والتجسيد البالغ الأثر في (امرأة تحت المطر).