شدَّتني, بل انغرست في دواخلي وامتزجت بدمي العديد من الكلمات التي وردت في خطاب الصدق والأمل الذي وجهه فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية, إلى كل جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج, عشية الاحتفالات بالعيد الوطني الثامن عشر للجمهورية اليمنية الثاني والعشرين من مايو, كلمات نابعة من صدق قول رجل إذا وعد فإنه يصب كل جهده لتنفيذ هذا الوعد, مهما كانت التضحيات .. كوعده في إعادة تحقيق وحدة الوطن وكان الوعد صادقاً في الثاني والعشرين من مايو 1990م, وهو وعد ما كان له أن يتحقق على أرض الواقع لولا إرادة شعب أصلب من الجبال, وعزيمة قيادة سمت فوق كل التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية.في خطاب فخامة الأخ رئيس الجمهورية صورة مشرقة لوطن ما زال يتخطى الصعاب والتحديات والمؤامرات لترسيخ وحدته التي هي شمعة مضيئة ليس لليمن فحسب بل للواقع العربي المتردي الذي تشكل الوحدة اليمنية تجاوزاً له وأملاً في إصلاح اعوجاجه وبلسماً لترديه المريض, مجسدة بما حققته من إنجازات ليس فقط على الأرض بل في النفس .. إنجازات أكدت أن الوحدة هي القوة والمنعة, والفرقة هي الضعف والشتات والوهن, فالبراهين على ذلك كثيرة في أكثر من دولة شقيقة يعرفها القارئ جيداً ولا تحتاج لذكرها.أقول إن خطاب فخامة الأخ رئيس الجمهورية – حفظه الله – في العيد الوطني الثامن عشر, حمل كعادته خطباً وأحاديث فخامته منذ قيادته الحكيمة والشجاعة للوطن, قراءة بعيون ثاقبة للحاضر والمستقبل تبدد أحلام الموتورين والحاقدين في أن الوطن اليمني الموحد لن يحقق ما وعدت به الوحدة عند قيامها في مايو 1990م في بناء وطن مزدهر يسابق الزمن من أجل خير وسعادة كل أبنائه, وجعله وطناً تملؤه حدائق الحب, بدلاً من ساحات القتال .. وطن عنوانه العلم والمعرفة بدلاً من الجهل والظلام والمرض والتخلف.وفي سياق متصل وعودة إلى ما بدأته في موضوعي هذا فإن قراءة متواضعة وسريعة لخطاب فخامة الرئيس عشية العيد الوطني الثامن عشر خلصت إلى تأكيد قناعتي الراسخة بأن الوحدة اليوم لا خوف عليها, فإنها وإن كانت محروسة من المولى العلي القدير, فإنها كذلك مزروعة في جسد كل مواطن يمني داخل الوطن وخارجه, لأنها انتماء إلى أرض الميلاد والعيش والرحيل لعالم الخلود. الوحدة صارت بعد ثمانية عشر عاماً أصلب عوداً وشامخة كالجبال الشاهقة, تسطر كل عام على الأرض الإنجازات العملاقة التي غيرت وجه اليمن .. وصار الإنسان اليمني بالوحدة أكثر شموخاً عبر إخوانه العرب وأصدقائه في كل المعمورة .. وأكثر قوة في وجه أعدائه الذين ما زال البعض منهم يحلمون وهم في نفقهم المظلم العودة إلى زمن التشطير وعودة عجلة التاريخ إلى الوراء.كثيرة هي المعاني والرسائل التي جاءت في خطاب الرئيس وكلها تبشر بمستقبل زاهر للمواطنين, والدليل في ذلك حجم المشاريع التي نفذت وقيد التنفيذ في شتى المجالات والخطوات الجادة في تحريك عجلة الاستثمارات التي بدأت بالدوران دون خوف من التوقف.وغيرها الكثير من التأكيدات التي جميعها تؤكد أن الوطن سيكون أكثر جمالاً وخيراً رغم محاولات البعض خلق العراقيل والصعوبات التي ستقهر وتنهزم كما انهزمت أحلام الظلاميين بتمزيق الوحدة المباركة.
أخبار متعلقة