صباح الخير
هذا هو حالنا في بيوتنا التي لم تصبح بيوتاً ولا حتى شارعاً بسبب ضجيج الميكرفونات التي يتبارى اصحاب الافراح من الجيران في استئجار أكبر حجم منها لكي يتأكدوا من وصول الصوت الى ابعد مدى ممكن .. لا أدري هل أصحاب الافراح من الجيران يتعمدون مضايقتنا ، أم انهم بهذا يرون انهم اوصلوا فرحتهم الينا وضمنوا مشاركتنا افراحهم .في الاجازة الصيفية يزداد اعداد الافراح ويأتي هذا متزامناً مع امتحانات الثانوية العامة والمرحلة الاساسية والجامعية ، اضافة لاوضاع الناس الصحية الصعبة التي لم يعد يخلو منها أي بيت ، حول هذا الموضوع كتبنا لاكثر من مرة ، ولم تحرك السلطة المحلية ساكناً تجاه هذه الظاهرة غير الحضارية التي لا تخضع لاي ضوابط تجعلها على الاقل في حدود المعقول ، وبحيث لا تشكل مصدراً للازعاج لاسيما ان الافراح في بعض المواسم تكون متقاربة والازعاج يكاد يحيط بالمواطن من كل جانب ، وما نطلبه فقط ان تكون هذه المظاهر في حدود المعقول ، وقدرة الناس على تحملها خاصة اننا وعلى الرغم من اغلاق جميع ابواب ونوافذ المنزل لا نكاد نستطيع تجنب الاصوات العالية للميكرفونات فهي أعلى من ان تحجزها الابواب والنوافذ المغلقة ، وأعلى من ان تسمح لنا باستيعاب وسماع برامج التلفزيون داخل منازلنا لاسيما ان احياءنا خاصة القديمة منها تكاد تكون متقاربة الى حد كبير ويشرف كل منزل على الآخر مما يجعل الضجيج أكثر من ساكني المنازل القريبة والبعيدة منها .واذا كان لابد من استعمال الميكرفونات كعادة وقطع العادة عداوة فلابد على الاقل من استخراج ترخيص لمثل هذه الافراح تحكم هذا الترخيص بعض الضوابط التي يجب ان يلتزم بها صاحب الفرح وان تراقب البلدية الالتزام من قبل اصحاب هذه الافراح بهذه الضوابط التي يجب ان تكون مسالة الازعاج فيها في حدودها الدنيا، وان يسمح باستعمال حجم معين من الميكرفونات وليس التباري باستعمال أضخم مكبرات الصوت ،متناسين ان كما لهم الحق في ان يفرحوا لنا الحق ان نهدأ ونرتاح في منازلنا.