متابعة/ عبدالله الضراسيشهدت قاعة الاجتماعات الكبرى بمبنى جامعة عدن صباح السبت الماضي الموافق للخامس عشر من شهر نوفمبر الجاري فعاليات حفل توزيع جائزة جامعة عدن للبحث العلمي (الدورة السادسة لعام 2008م) برعاية و حضور أ. د/عبد العزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن والأخ عبد الكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي لمحافظة عدن والإخوة عمداء كليات جامعة عدن والنواب وهيئات التدريس بجامعة عدن والفائزين بالجائزة وكذا مديري عموم المكاتب وأعضاء السلك القنصلي بعدن.وقد تم في الحفل قراءة أسماء الفائزين وتوزيع الجوائز العلمية والتقديرية. وكانت الشخصية الاجتماعية النسائية الكبيرة أ.د/ أسمهان عقلان علي العلس من بين الفائزين بجائزة جامعة عدن لأفضل بحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية وهو بعنوان (الموروث الشفاهي والثقافي للمرأة “مدينة عدن أنموذجاً).[c1]كلمة رئيس جامعة عدنوفي بداية فعاليات حفل توزيع جوائز عدن لهذا العام في دورتها السادسة تحدث أ.د/عبد العزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن بكلمة جاء فيها :“ بداية يسعدني أن أحيي الأستاذ القدير طه أحمد غانم محافظ عدن الأسبق وعضو مجلس الشورى وأحد المكرمين في هذه الفعالية وكذلك ترحيبنا بالأستاذ عبد الكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة وبالإخوة الضيوف وأعضاء السلك القنصلي وبالفائزين والمكرمين.يمكن القول بهذه المناسبة إن تقليد جائزة جامعة عدن للبحث العلمي هي تجربة بدأت تترسخ وتتقوى في مسيرة الجامعة العلمية بإبراز المستوى العلمي الرفيع لأساتذتها وباحثيها وقدرة إدارتها التنظيمية في هذا المضمار وغيره.وجامعة عدن - كغيرها من الجامعات بالعالم - تسعى إلى أن يكون لها دور متميز في هذا المجال، وتسعى بكل السبل لدعم ومساعدة الباحثين من خلال اعتماد تلك الأبحاث لتحقيق الرقي العلمي، وكذلك الاستمرار في إصدار المجلات العلمية المحكمة، ودعم وتطوير مراكز البحوث والمختبرات، وتسهيل مهمة الباحثين في المشاركات الخارجية والداخلية من خلال المؤتمرات والندوات العلمية، ذلك بدعم أعمال الترجمة وإنشاء البحوث وتأليف الكتب العلمية الرصينةولهذا استطاعت جامعة عدن طوال مسيرتها العلمية أن تبرز نشاط البحث العلمي وترفعه إلى مرتبة محترمة في أنشطتها. تجلى ذلك في :1- ازدياد عدد أساتذتها وباحثيها في مختلف الاختصاصات العلمية.2- ظهور وبروز تراكم الخبرة الأكاديمية البحثية في الفترة الممتدة من بدايات التأسيس عام 1970وحتى عام 2008م.3- ازدياد المشاركات في المشاريع البحثية في الداخل والخارج.4- ازدياد برامج التأهيل للدراسات العليا (دبلوم وماجستير ودكتوراه).5- استمرار الجامعة في التأهيل في الجامعات اليمنية والعربية والدولية.ويمكن القول إن تثبيت مبدأ التكريم والتحفيز من خلال جائزة البحث العلمي هو إصرار من الجامعة على السير في طريق التطوير المنشود لطاقمها وللمستقبل معاً.والبحث العلمي هو أحد أهم أنشطة الجامعة الأكاديمية، وهو اختصاصها الأصيل، لهذا ندعو كل المؤسسات الحكومية والخاصة إلى العمل المؤسسي المشترك لربط هذه الأبحاث بالاحتياجات الداخلية لمؤسساتنا الإنتاجية والخدمية. وهو جهد لن يثمر إلا بالاعتراف المتبادل والصبر في انتظار النتائج، لأن ذلك هو الطريق الأسلم والصحيح للاستفادة المثلى من وجود المؤسسات الأكاديمية في بلادنا.وفي الختام لا يسعني إلا أن أهنئ الأخوات الباحثات والإخوة الباحثين بحصولهم على الجائزة العلمية من جامعة عدن، وهم يستحقون الثناء والتكريم والشكر والاحترام والتقدير لمجلس أمناء الجائزة وكذا الأساتذة المحكمون ونيابة البحث العلمي والدراسات العليا على النجاح في هذه المهمة ومثابرتهم وحرصهم على إنجاح هذا التقليد.[c1]جائزة أفضل بحثفازت أستاذ مساعد دكتورة أسمهان عقلان علي العلس بجائزة جامعة عدن لأفضل بحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية وهو بعنوان (الموروث الشفاهي والثقافي للمرأة “مدينة عدن أنموذجا”).والأستاذ مساعد دكتورة أسمهان العلس تخصصها (تاريخ حديث ومعاصر) حيث نالت الدكتوراه عام 2003م من القاهرة، وعملت مديرة للبحوث الاجتماعية في جامعة عدن من 82م وحتى 91م، وهي عضو في اتحاد المؤرخين العرب، والأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بعدن، وعضو مؤسس لوحدة وبحوث دراسات المرأة، وعضو الهيئة الاستشارية بوزارة حقوق الإنسان. وألفت كتاب (مفاوضات استقلال جنوب اليمن) 1997م، وكتاب (التجارة في معاهدات الصداقة والحماية) 95م، وكتاب (أوضاع المرأة في ظل الإدارة البريطانية لعدن 1937م/1967م). لها مشروع كتابي (الحركة النسائية اليمنية.. دراسة تاريخية) و (أقلام نسائية) وهما تحت الطبع.وبحثها الفائز بجائزة أفضل بحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية (الموروث الشفاهي والثقافي للمرأة “ مدينة عدن أنموذجاً”).حيث يتكون هذا البحث من قسمين، الأول منه الموروث الشفاهي للمرأة المتضمن الأمثال والأغاني التي قالتها المرأة أو قيلت عنها. وتناولت تصويراً للحياة الاجتماعية في عدن بكل علاقاتها المتداخلة. فقد صورت الأمثال والأغاني والعلاقات الزوجية وعلاقات الحب بين المرأة والرجل، كما ترجمت موقف المجتمع من المرأة أو موقفها من المجتمع فيما يخص الأمور الحياتية. وقدمت هذه الأمثال وتلك الأغاني العاكسة تصويراً لعلاقة الأم بذريتها من الذكور والإناث، كما تطرقت للعلاقة الخاصة بين الزوجة وحماتها في هذا الموروث. وأفضت الدراسة إلى استخلاص موقف المرأة من أسس الحياة الزوجية ومعايير اختيار أطرافها.وضم القسم الثاني من بحثها الموروث الثقافي للمرأة وهو الجانب المتصل بالملابس وأدوات الزينة من عطور ومصنوعات وأدوات تجميل وتطيب. واهتم هذا القسم بالعادات والتقاليد المتصلة بالزواج والميلاد والوفاة والزيارات وطرق العبادات وغيرها. ويأتي الاهتمام بالموروث الشفاهي والثقافي لعدن من منطلق العناية بالتاريخ والتراث كأداة للرصد والدراسة والتوثيق للحياة الاجتماعية لأي مجتمع. ويتركز الاهتمام هذا البحث على المرأة بوصفها أداة صنع ونقل وتوثيق لهذا الموروث، وأن الوقوف على الموروث الشعبي للمرأة يندرج في إطار المحافظة على التراث الثقافي وصونه وتوظيفه إيجابياً لخدمة أغراض التنمية الاجتماعية. كما يجب أن نعيد قراءته قراءة موضوعية واعية لتحسين صورة المرأة في الوعي الاجتماعي وتغييرها بطريقة تتناسب مع التوجهات العامة.[c1]تكريم الفنانينكما جرى في هذه الفعاليات تكريم شخصيات اجتماعية ومنهم عدد من الفنانين، فقد كرم الأستاذ طه أحمد غانم محافظ عدن الأسبق وعضو مجلس الشورى، وكذا الأستاذ فيصل سعيد فارع أمين عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة لمجموعات هائل سعيد أنعم، والفنان الكبير محمد محسن عطروش، والفنان الكبير الراحل يوسف أحمد سالم، والفنانة الكبيرة أمل كعدل، والصحفي الكبير الراحل عبدالقادر خضر، ونجم الملاعب اليمنية الكبير عوضين، ونجم الملاعب اليمنية المخضرم، عباس غلام، والقامة الرياضية الكبيرة دكتور عزام خليفة.[c1]انطباعات المكرمينالأستاذ فيصل سعيد فارع أمين عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة قال بهذا الصدد:لا يمكن القول إن هذا التكريم من قبل جائزة جامعة عدن بدورتها السادسة لهذا العام إنما هو تكريم للمشهد الإبداعي المتميز لمؤسسة السعيد للثقافة والعلوم التابعة لمجموعات هائل سعيد أنعم.وهي شهادة أكاديمية من جامعة عدن أكدت نجاح سفر حضورنا على العملية الإبداعية الثقافية جنباً إلى جنب نجاحات إمبراطورية الفعل الاقتصادي للمجموعة محلياً وخارجياً. وهي العملية التي أكدت أن المجموعة لم تفصل بين الثقافة والاقتصاد، لأنه لا ثقافة مزدهرة إلا في ظل بنية اقتصادية ناجحة والعكس صحيح... لهذا مثلت منظومة المناشط الثقافية الناجحة للمجموعة من (هرمية مؤسسة السعيد الثقافية والعلوم).. بدءاً من منتديات المؤسسة إلى جوائز المؤسسة وحتى حضورها في منتدياتها دليل نجاح شقي الثقافة والاقتصاد. وما هذا التكريم إلا دليل تقدير لنجاح المجموعة ممثلة في رمزها مؤسسة السعيد للثقافة والعلوم.. فشكراً لجامعة عدن ولرئيسها أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور.* الأستاذ عبدالله باكدادة مدير عام مكتب وزارة الثقافة بعدن الذي أعرب عن ارتياحه لهذا التقليد والذي يعد تقليداً أكاديمياً متميزاً عمل ويعمل على تفعيل العملية البحثية وأهمية ربطها (بمدماك) العملية التنموية بغية إحداث علاقة بين مخرجات الجامعة وسوق العمل. ولهذا تعد الأبحاث الفائزة خطوة برفد علاقة الجامعة بمجريات التنمية.* أما الفنانة اليمنية الكبيرة أمل كعدل فإنها اعتبرت هذا التكريم إشارة تقدير من جامعة عدن لمشوارها الفني الجميل والذي يعد حافلاً وكبيراً بهذا الصدد خاصة وإنها تعد الفنانة الكبيرة والرائدة على صعيد المشهد الغنائي النسائي باليمن وأن هذا التكريم أكد لها نجاحات مشوارها الفني الطويل.