- بالنظر إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة والتعقيدات الاجتماعية في بلادنا فإن الحالة الأمنية تعتبر جيدة، وما يقوم به وزير الداخلية وزملاؤه من أجل ذلك وفي هذه الظروف مدعاة للثناء، ولاينبغي أن تحبطهم الصحافة التي تحاصر الجميع باليأس والبؤس من كل جانب .. وينبغي أن يدركوا أن هناك قاعدة شهيرة في الإعلام تقول إن الخبر هو الخبر السيئ ( فالصراع والإثارة والأخبار السيئة بالنسبة لبعض الصحف مصدر لجذب الجمهور). - خلال أسبوع واحد تلقي أجهزة الأمن القبض على سبعة إرهابيين من تنظيم القاعدة وتضبط لصوص سيارات وعصابات اختطاف وقراصنة وقتلة، وتحقق عشرات الانجازات الأمنية، بل وتبقي الحالة الأمنية في البلاد مستقرة، كل ذلك لا يلفت انتباه الصحافة ولا تعتبره المعارضة شيئاً جديراً بالتقدير، لكن إذا قام شخص في حجة مثلاً بتفجير قنبلة ليصيب 19 شخصاً من خصومه ومن أهله في حالة سفه ونزق فإن الواقعة الجنائية التي يقع مثلها هنا وهناك تحتل صدارة الصحف، ويمسك المتحفزون للمكايدة واليأس أقلامهم ليكتبوا عن الأمن المفقود والبلد الذي يهوي إلى جهنم .- بالمناسبة .. يؤكد علماء النفس أن ملاحقة الصحافة لأخبار الجرائم والعنف ومحاصرة الجمهور بهذه الأخبار يومياً يزيد الضغوط النفسية لدى الناس، ويزيد أعداد الجرائم، وقد لاحظت دراسة بريطانية أنه في الشهر الذي كانت فيه صحف الشمال - اعتقد بلفاست - تتوقف عن الصدور إما بسبب الإضراب ، وغيره ، ظهر أن عدد حالات الانتحار في ذلك الشهر أقل من أي شهر آخر.. ونحن هنا لا نتهم أحداً ولا نسوق أعذاراً للمؤسسة الأمنية، إذ أن واجبها على الدوام هو حفظ الاستقرار وضمان الأمن الشخصي لكل مواطن، وفي الوقت نفسه يجب أن تكون الصحافة وأن يكون كل مواطن شريكاً حقيقياً وفعالاً في تحقيق هذه الأهداف.. فكم هو مزعج أن ترتكب جريمة في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع مجموعة من المواطنين ثم لايجد رجل الأمن شاهداً منهم أو من يدله على الجاني. - فيما يتعلق بدور المواطن في التساهل على أمنه الشخصي وحياته وحياة غيره.. لاحظوا مثلاً أن وزير الداخلية قال أمس إن ثمانية وأحياناً تسعة مواطنين يموتون في اليوم بحوادث الطرق، ومنذ عام 2000 إلى منتصف هذا العام تسببت الحوادث المرورية في بلادنا بموت (22433 ) مواطناً وإصابة (159181) مواطناً ، والخسائر المالية كانت (23) مليار ريال، والأسبوع الماضي سجلت سلطات المرور ( 254 ) حادثاً نتج عنها موت (54) وإصابة (127) مواطناً .. هذه الفضائع مردها إلى ذلك التساهل والإهمال للمركبات وقواعد السير .. ويستطيع الناس أن يمنعوا حدوث ذلك أو التقليل منه إذا التزموا بإرشادات وقوانين المرور. - وعودة إلى المقدمة .. نقول إنه في الوقت الذي تنفذ فيه سلطات المرور حملة السلامة التي تتضمن أيضاً ربط الحزام وعدم استخدام الهاتف أثناء القيادة نجد صحفيين يسخرون من ذلك. !
عن الأمن والصحافة
أخبار متعلقة