نهر البارد(لبنان)/14 أكتوبر/رويترز: قال مصدر عسكري إن القوات اللبنانية قصفت مخيما للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان أمس السبت يحتمي به متشددون يستلهمون نهج تنظيم القاعدة والذين أطلقوا ثمانية صواريخ كاتيوشا. ويشتبك الجيش اللبناني مع المتشددين من فتح الإسلام في معارك ضارية غالبا عند مخيم نهر البارد منذ نحو ثمانية أسابيع دون علامة على أن المتشددين الإسلاميين سيستجيبون لدعوات الاستسلام. وتسبب القتال في سقوط 219 قتيلا على الأقل منذ 20 مايو واقترب عدد القتلى من الجنود فقط من 100 مما يجعل هذه الاشتباكات أسوأ أعمال عنف داخلي في لبنان منذ الحرب الأهلية التي استمرت بين عامي 1975 و 1990م.وذكرت مصادر أمنية أن جنديا لبنانيا توفي في وقت مبكر من صباح أمس السبت متأثرا بجروحه التي أصيب بها في معارك الجمعة. وقال شهود إن الجيش أطلق نيران مدفعية وقذائف دبابات على المخيم في حين رد المتشددون بإطلاق نيران قناصة وقذائف صاروخية من حين لآخر. وقال مصدر عسكري إن المتشددين أطلقوا أيضا ثمانية صواريخ سقط غالبيتها في حقول قريبة إلا أنها لم تسفر عن إصابات. وأضاف المصدر أن أحد الصواريخ سقط في البحر ولم ينفجر صاروخ آخر، ومضى يقول إن الجيش يقترب أكثر فأكثر منهم وإن المتشددين يعتمدون على الشراك الخداعية والألغام لكن الجيش يتقدم بالتدريج ويزيل حواجزهم. وأطلق المتشددون الجمعة 18 صاروخ كاتيوشا ما أدى إلى إصابة اثنين من المدنيين، وكثف الجيش منذ يوم الخميس قصفه للمخيم المحاصر خشية استدراجه إلى حرب استنزاف مع المتشددين المسلحين بشكل جيد، إلا أن المتشددين ردوا بشراسة وقتلوا 11 جنديا وأصابوا 48 آخرين في الأيام الماضية، وقتل 98 جنديا و76 متشددا و45 مدنيا على الأقل في القتال ضد المتشددين الإسلاميين في المخيم ومناطق أخرى منذ 20 مايو. ويحظر على الجيش اللبناني دخول 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين بموجب اتفاقية عربية تم التوصل إليها في عام 1969 . وألغى البرلمان اللبناني الاتفاقية في منتصف الثمانينات لكن الاتفاق بقي من الناحية الفعلية ساريا. وزاد هذا القتال من تقويض الاستقرار في لبنان الذي تعصف به أزمة سياسية مستمرة منذ ثمانية أشهر أصابته بالشلل بالإضافة إلى التفجيرات التي شهدتها بيروت والمنطقة المحيطة واغتيال عضو في البرلمان وهجوم قاتل على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وأجتمع ساسة لبنانيون في فرنسا أمس السبت واليوم الأحد في محاولة للتوصل لسبل استئناف الحوار بعد شهور من الجمود السياسي. ولم تتعاف البلاد بعد من آثار حرب في العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله. على صعيدآخر التقى أطراف الأزمة اللبنانية بعد ظهر أمس في قصر لاسيل سان كلو الفرنسية، في مسعى لاستئناف الحوار الرامي لإخراج البلاد من أزمتها. وشارك في الحوار اللبناني الجديد نحو 30 سياسيا يمثلون 14 زعيما محليا، كما حضره عدد من قادة المجتمع المدني. وجرى الاجتماع بعيدا عن أي تغطية إعلامية حيث تفرض السلطات الفرنسية تعتيما إعلاميا على المداولات، ومنعت الصحفيين من حضور مقر الاجتماعات وتقيد الاتصالات الهاتفية للمشاركين لتحد من أي تعطيل.وكان من المقرر أن يستمر اللقاء حتى صباح غد الاثنين غير أنه عدل ليختتم مساء اليوم الأحد دون تبديل لجدول الأعمال. وتسعى باريس من خلال هذا اللقاء لإحياء الحوار بين الفرقاء اللبنانيين في محاولة لتجاوز أزمة السياسية اندلعت مع استقالة وزراء المعارضة من حكومة فؤاد السنيورة في نوفمبر 2006، وتطورت إلى مظاهرات واعتصام مفتوح وأعمال عنف متفرقة. ويأتي تدخل فرنسا بعد إخفاق جميع المحاولات الرامية لحل الأزمة، واقتراب موعد انتخاب البرلمان المنقسم رئيسا جديدا يوم 24 سبتمبر المقبل.ويبدو أن المسؤولين الفرنسيين حدوا من حجم توقعاتهم لنتائج هذا اللقاء مقابل حجم الأزمة القائمة، فيما أمل بعض الفرقاء اللبنانيين بأن يكون بداية للمحادثات المتجمدة. وفي تعقيبه على حوار سان كلو اعتبر زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون أنه يشكل فرصة لجميع الفرقاء لعرض وجهات نظرهم والتوصل إلى "مبادرة ممكنة تكون خلاصة" لمختلف المواقف، مضيفا "لو لم نكن متفائلين لما ذهبنا إلى باريس.. يجب إعطاء فرصة لجميع المبادرات".أما منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا فرأى أن المحادثات الجديدة قد تدفع الفصائل اللبنانية للتوصل إلى حل.وفيما يتابع المتحاورون اجتماعهم في سان كلو بضواحي باريس الغربية، يجتمع وزير الدفاع إيرفيه موران بالسنيورة اليوم الأحد بالعاصمة اللبنانية بيروت حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية. ومن المنتظر أن يجري موران في إطار زيارته التي تستمر أربعا وعشرين ساعة محادثات مع نظيره اللبناني إلياس المر، كما سيتفقد القوات الفرنسية العاملة في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة جنوب البلاد.