المجيد يقر بأنه أعطى أوامر بتصفية كل من تجاهل أمر إخلاء بلدة حلبجة الكردية
بغداد/وكالات:اوصى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل تنفيذ حكم الاعدام بعدم التماس حياته من اي من الرؤساء والملوك العرب والاجانب ودفنه في بلدة العوجة مسقط راسه او في مدينة الرمادي حسب بيان لهيئة الدفاع.وافاد بيان للهيئة انه "بعد تاكيد الحكم وتلاوته على سيادته جمع كل الزملاء المحامين العراقيين والعرب والاجانب وبحضور رفاقه المعتقلين اعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة في قضية الانفال وقال بالحرف الواحد: وصيتي الاولى اني اشهدكم على اني اخول المحامي خليل الدليمي حق التصرف المطلق وفق تقديراته وتصوراته بكل ما يتعلق بي ما عدا موضوع التماس حياة صدام حسين من اي من الرؤساء والملوك العرب والاجانب".واضاف صدام أن "الاغراض الاميركية والصفوية وراء هذه القرارات وان هذا القرار موجه الى الشعب العراقي والامة العربية والشعوب الاخرى".اما الوصية الثانية فهي ان "يوارى جثمانه الثرى اما في العوجة في محافظة صلاح الدين او في الرمادي في محافظة الأنبار واترك القرار النهائي لابنتي رغد" التي تقيم في الاردن.على صعيد اخر قال المدعي العام في قضية الأنفال منقذ آل فرعون إنه سيعرض شريط فيديو يتضمن "أدلة تثبت تورط المتهمين في مذابح ارتكبوها ضد الأكراد".ورفعت الجلسة الـ35 منذ الـ21 من أغسطس الماضي، بعد أن شهدت إقرار علي حسن المجيد -ابن عم الرئيس الراحل صدام حسين، والمتهم الرئيسي في القضية- بأنه أعطى أوامر بتصفية كل من تجاهل أمر إخلاء بلدة حلبجة الكردية من السكان عام 1988.
وقال حسن المجيد فيما وصفه بشهادة أمام الله "أصدرت التعليمات باعتبار منطقة حلبجة محظورة وأمرت بإعدام كل من لم يغادر هذه القرى بعد التحقيق معهم"، وإنه يتحمل وحده المسؤولية، إذ لم يعد لقياداته العليا بالجيش أو حزب البعث الحاكم وقتها. غير أن المجيد -الذي كان أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث الحاكم- نفى إعدام 300 من المقاتلين الأكراد, وقال إنه كتب رسالة إلى صدام يطلب العفو عنهم, وهو ما استجاب له الرئيس الراحل.وعرض الادعاء تسجيلا صوتيا يسمع فيه ما يشبه صوت المجيد يصف فيه كل الأكراد بأنهم مخربون, ويقول إنه تلقى رسالة من القائد الكردي جلال الطالباني تقترح -حسبه- مفاوضات وتنازلات مقابل وقف تدمير القوات الحكومية للقرى الكردية.واحتل المجيد المقعد الأمامي -الذي كان يجلس عليه الرئيس الراحل صدام- بعد أن تحول إلى المتهم الرئيسي في حملة الأنفال التي جرت بين 1987 و1988، ويقول الادعاء إن 180 ألفا من الأكراد قتلوا فيها, عدد منهم بالأسلحة الكيماوية.وإلى جانب المجيد يحاكم مدير الاستخبارات العسكرية السابق صابر عبد العزيز الدوري, ومحافظ الموصل طاهر توفيق العاني، ووزير الدفاع السابق وقائد الحملة الميداني سلطان هاشم أحمد الطائي, إضافة إلى عضو القيادة العامة للقوات المسلحة حسين رشيد التكريتي، ومدير الاستخبارات العسكرية بالمناطق الشرقية فرحان مطلك الجبوري، بتهم المشاركة.وتعتبر حلبجة حلقة محورية في قضية الأنفال, إذ قتل فيها في أبريل 1988 خمسة آلاف كردي قصفوا بالغاز, لكن التقارير تتضارب حول تحديد المسؤوليات بدقة، خاصة أن المنطقة تعرضت لاجتياح المقاتلين الأكراد الموالين لإيران في 14 مارس 1988, وكانت منطقة مواجهات بين الجيشين العراقي والإيراني.