باحثون مصريون في مؤتمر (المجتمع المصري إلى أين.... رؤية مستقبلية):
[c1]المجتمع المصري بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد بعيدا عن الاستقطاب بين الانتساب الديني والانتماء الوطني[/c]القاهرة/14اكتوبر/ من سعد القرش:يرى متخصصون مصريون في علم الاجتماع أن المجتمع المصري يعيش حاليا في أزمة تتجلى في تمسكه بالماضي والاستقطاب بين الانتماء الديني والانتماء الوطني إضافة إلى تراجع مستوى التعلىم خاصة ما قبل الجامعي.ففي افتتاح مؤتمر (المجتمع المصري إلى أين.... رؤية مستقبلية) صنف أحمد أبو زيد المجتمع المصري بأنه ينتمي إلى العقل التكراري الذي "يعيش في الماضي ولا يكاد يتخلص منه" في حين يمثل الزمن في الغرب ثروة "لا بد من استثمارها استثمارا أمثل في إحداث مستقبل أكثر تقدما."وأضاف أن الزمن في الغرب يتجه إلى المستقبل لكن العقلية "اللا غربية" تهتم بالماضي فيصبح الزمن دائريا يعيد نفسه مثل الدورة الزراعية لدى الفلاح.وقال أبو زيد وهو من أبرز علماء الاجتماع في العالم العربي إن الموقف من الزمن يحدد طبيعة العقليات والتوجهات لأصحابها مشيرا إلى أن حركة ثورية افريقية حملت اسم (النهضة المضادة) استندت على مناهضة الثقافات الغربية من خلال مجلة صدر عددها الأول في يناير 2000 لكنها توقفت بعد خمس سنوات.وأرجع سبب ما اعتبره إخفاقا للحركة والمجلة إلى النظرة إلى الزمن حيث ركزوا على إحياء التراث ورأوا في العودة إلى الماضي بديلا للنهضة العلمية الغربية "فأصبح الزمن دائريا يكرر نفسه."والمؤتمر الذي يستمر يومين ينظمه المجلس الأعلى للثقافة التابع لوزارة الثقافة المصرية ويناقش قضايا منها (دور الجمعيات الأهلية في تنمية المجتمع المحلي) و(التنشئة السياسية والأسرة المصرية) و(تدهور ثقافة الثقة في المجتمع المصري) و(الإنسان المصري بين فقر الواقع ورفاهية الإعلام).وقال محمد حافظ دياب إن المجتمع المصري بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد بعيدا عن الاستقطاب بين الانتساب الديني والانتماء الوطني في المجتمع الذي يراه في حالة فوران اعتبره سببا ونتيجة "للعجز عن إدارة التنوع والتعددية" مشيرا إلى أن حالة الاستقطاب الديني-الوطني من أبرز التغيرات الطارئة على وطن كان يباهي بوحدة جماعته المصرية منذ القدم.وأضاف في بحث عنوانه (سؤال الدين والمواطنة) أن زيادة حالة الاستقطاب تدعو إلى بحث العلاقة بين الدين والمواطنة وطبيعة العلاقة بينهما وأسباب هذا الاستقطاب وتأثيره على "أزمة السياق المصري الراهن."وسعيا وراء بعض أسباب هذا الاستقطاب بين الديني-الوطني يتناول محمد سعيد فرح طبيعة التعلىم الالزامي في مصر حاليا مقارنا بين النظرية والتطبيق العملي في مجال التعلىم الذي يرى أن الهدف منه اعداد المواطن الحر المتسامح القادر على التفكير العلمي العقلاني.فيقول ان قانون الطفل الصادر عام 1996 يسهب في شرح حق الطفل المصري في التعلىم بهدف تكوينه علميا وثقافيا وروحيا وتنمية مواهبه وقدراته "هكذا تحدث القانون عن تعلىم الاطفال. ولكن يبدو أن القانون مجرد قطعة من ورق."ورغم مآخذه على نظام التعلىم في مصر الذي يعتمد التلقين والحفظ فانه يشير الى أن الظروف الاقتصادية دفعت الفقراء الى سحب أولادهم من المدارس "يقذفون بهم في سوق العمل في سن مبكرة رغم تجريم القانون لذلك."وأضاف أن الامية تجعل المواطن أكثر استجابة الى "الآراء المتطرفة."وأشار الى ظاهرة تعدد مستويات التعلىم التي قسمت المجتمع المصري الى شرائح وجزر معزولة حيث توجد مدارس حكومية ومدارس خاصة ومدارس التعلىم الازهري ذات الطابع الديني ومدارس اللغات اضافة الى المدارس الاجنبية. يبدو التفاوت بينها كبيرا في مستوى التعلىم والمصروفات وهو ما يعتبره "عدم عدالة في فرص التعلىم... التعلىم الأحسن يتيح فرص عمل أحسن."وخلص فرح في بحثه الى أن التعلىم في مصر مهمته الآن إعادة انتاج الثقافة السائدة ويكرس القيم السلبية "يلقن ولا يعلم شيئا وتلك مأساة. سهل للارهاب أن يجد مكانا ولدعوات الطائفية والتعصب أن تتصايح ويسهل التضليل ورواج أشرطة تتحدث عن عذاب القبر والتكفير والهجرة ومعاقبة من لا تلبس الحجاب وتلك ظواهر يحرمها قانون الطفل."