تحقيق / أفراح صالح محمد التخطيط الحضري للمدن لايعني أن نشيد مباني ونوفر ماء وكهرباء لساكنيها ، إن الحضرية هي أن نكمل لهذه المباني مايؤكد أنها في مدينة لا في ريف او سفح جبل يجب أن نمهد الطريق لها وأن نسفلته ونرصف جوانبه ونوفر بين المنازل مساحات كمتنفس للناس ، وأن نشيد الحدائق للاطفال ومواقف للسيارات ونحتفظ بمساحات للتشجير وإضفاء اللمسة الجمالية للاحياء المخططة حضرياً ، وعلينا أن نحافظ على شكل البناء في هذه الاحياء وعلى توازنها بما يحقق للناس الامن من أي انهيار او خدش لمشاعرهم بسبب سوء الاستخدام او الاستغلال طمعاً في المال او فرض سلطة ..للأسف كل هذه الامور لانلمسها في إحياء محافظة عدن هذه المحافظة الحضرية حيث الوحدات والاحياء السكنية تفتقر الى كل ماسبق ذكره مما يجعلها تبدو وكأنها تحتضر في ظل الزحمة والعشوائية واللامبالاة ..وأكثر ما نلمس ذلك في الاحياء السكنية في المنصورة وفي البلوكات 54،05،56 ونجوى مكاوي . حيث تصدمنا التغييرات الحاصلة في الشكل المخطط للمنازل والاحواش تسد الطرق وتصعب على المارة السير في الشوارع الداخلية لكن المشكلة ليس في تشييد الاحواش وإنما في المساحات التي تستقطع لهذا الغرض دون مراعاة للحق العام في ذلك وهذا أمر بعيد جداً عن التحضر ..المشكلة الاولى الأسوأ حين لايجد الاطفال متسعاً لهم في داخل منازلهم للعب وذلك لضيق مساحاتها ( غرفتين وصالة وحمام ومطبخ) مما يدفعهم للبحث عن مكان في الشارع وبهذا يصبحون عرضة لمشيئة القدر وإهمال وعدم إكتراث سائقي السيارات والشاحنات خاصة ، وعدم حرصهم على حياة المارة وبالذات الاطفال .. وكم من شكاوي قدمت لإدارة مرور عدن لوضع لوحات إرشادية للشاحنات في الاحياء وعلى الطرقات ولكن .. من يهتم ؟ رغم أن الخسارة من هذا تتجاوز الاصابات ووصلت حد موت اطفال وشباب في هذه البولكات ..هذه المشكلة سبق وأن أشتكى منها ساكنو البلوكات (54،05) المنصورة وذلك غير جمعية التآخي الخيرية الاجتماعية ونشرتها الصحيفة (41 أكتوبر) من سابق .. لكن من يقرأ في اليمن ؟! فصوت الضعفاء لايصل الى الاقوياء !!الجمعية ذاتها تقدمت برسالة الى المجلس المحلي للمديرية اشتكت فيها من أن تعليمات هذا المجلس لم تنفذ لوقف البناء في متنفس بلوك (54) وهو المتنفس الوحيد الباقي ( بعد البسط على كل المتنفسات وتشييد منازل ومحلات تجارية وخلافه فيها ) .تلك التعليمات كانت موجهة الى الاخ مدير إدارة بلدية مديرية المنصورة ولم تنفذ رغم أن الامين العام للمجلس المحلي وجه هذه الادارة بعدم صرف او الموافقة على إعطاء تراخيص بناء في أي متنفس وطالب الامين العام مدير إدارة بلدية المنصورة بضرورة توقيف هذا البناء !!من هنا يتضح أن التوجيهات لم تلق أي إعتبار لدى قيادة إدارة البلدية بدليل أن المتنفس تم صرفه لشخصين بحجة إقامة مشروع تجاري هذان الشخصان باعا المساحة ( المتنفس) بعد أن أقاما عليه أساساً ثم البيع لشخص ثالث يسعى الآن لتشييد عمارة في الموقع هذا ..أما قرارات المجلس المحلي فقد اطبق عليها قول يمني ( مغني جنب أصنج) حتى عندما تدخل المحافظ بتوجيه مدير عام مكتب الاشغال العامة والطرق بالمحافظة لمنع البناء في المتنفسات ومنها هذا المتنفس توقف البناء لكنه لم يزل من الموقع ، ليعود متنفساً للأطفال وللكبار بل ظل البنيان قائماً .. ومنذ عام 3002م وحتى اليوم .. لماذا؟!!المشكلة الثانية ومثلما لم تنفذ توجيهات المجلس المحلي لمديرية المنصورة بشأن منع التصرف بالمتنفسات لم تنفذ ايضاً توجيهات الدكتور الشعيبي محافظ المحافظة بهذا الشأن ايضاً وبشأن تسوير ماتبقى من المساحات والتي لم يبسط عليها بعد لتتحول الى متنفسات للسكان وحدائق للاطفال .ففي رسالة من الدكتور الشعيبي الى الاخوة مدير عام الاشغال العامة والطرق ، والمدير التنفيذي لصندوق النظافة ومدير عام مديرية المنصورة ، مؤرخة بالسابع من شهر سبتمبر 5002م ينبههم فيها الى أنه سبق إعطاؤهم توجيهات في الاعوام 3002-5002م لتسوير الحدائق في الوحدات السكنية والبلوكات ( 54،05،56) ونجوى مكاوي الى جانب إنجاز بعض الاعمال الاخرى ومع الاسف لم يتم التنفيذ ( بحسب الرسالة ) وعليه يطالبهم بإفادته عن أسباب عدم التنفيذ خلال ثلاثة أيام من تاريخ الرسالة هذه.. لكن وللأسف وحتى ونحن في عام 6002م لم ينجز من هذا الامر شيء في هذه البلوكات .. وحدث ولا حرج !!المشكلة الثالثةنحن لا نعدد المشاكل ، لأننا لو قمنا نحن او غيرنا بذلك ، سنجد أن ذلك لن يهتم به كبير في هذا البلد ، فاللامبالاة وعدم الاكتراث بالمسئولية الملقاة على عاتق كل كبير في اليمن اصبحت وللاسف ظاهرة واضحة ونادراً ما نجد إنجازاً للاعمال لم يؤجل لسنين حتى يكتمل ، وإن أكتمل بعد ذلك يصبح بدون نفع لانتهاء عمره الافتراضي !!الظاهرة التي تنتشر في كل شوارع عدن ،أن نصف جوانب الطرقات مبلط والنصف الآخر ضاع مخص بتبليطه؟!! وهذه مشكلة ايضاً في البلوكات المعنية وخاصة (54) حيث لم يتم استكمال الاعمال الخاصة بتبليط الارصفةالمحاذية للطرقات والتي توجد على مسافة (5.3) متر بين الشارع وخط العمارات كما أنه قد تم الابقاء على كثير من غرف التفتيش الخاصة بالصرف الصحي وكابلات الكهرباء مدفونة تحت التراب(!؟!) وعدم إنارة الشوارع الداخلية مثال تلك الواقعة خلف سوبر ماركت ظمران ، والعذر هنا أن المقاول هو السبب ولهذا جاءت رسالة مدير مكتب الوزارة في عدن لإلزام المقاول باستكمال ماتبقى من أعمال كون مكتب المديرية يواجه شكاوى متعددة من المواطنين حول ذلك ..ومنذ 4002م ( تاريخ الرسالة) لم يلتزم المقاول بالتنفيذ .. فمن يقدر عليه؟! عجبي!!المشكلة الأهمكما يقال : ( ولله في خلقه شؤون) وما قامت به المؤسسة العامة للكهرباء من بناء غرفة للمحطة الخاصة بكيبل الكهرباء لتغذية البلوكات ( 56،54) والشارع الرئيسي لمستوصف الدويل ، كان أمراً ممتازاً حيث يقصد بالغرفة هذه أن تكون موقعاً آمناً للكيبل ومحطته، وأن لايتعرض الناس والاطفال خاصة لأي ضرر لو حصل أمر ليس في الحسبان .لكن تلك المحطة عطلت في الصيف الماضي ، فأستبدلت بمحطة أخرى جديدة لكنها وضعت خارج الغرفة المعنية بالاضافة الى أنها غير مغطاة لهذا تشكل خطراً . " ولأن الحلو ما يكملش " كما يقال اصبح عمل المؤسسة العامة للكهرباء مصدر إزعاج وقلق وخوف للسكان خصوصاً وأن المحطة تكاد تكون في موقع مقابل لمساحة يلعب فيها الاطفال "كرة قدم" يومياً .إنها المشكلة الاهم والاخطر وإن لم تسرع قيادة المؤسسة العامة للكهرباء لنقلها الى داخل الغرفة الخاصة بها فإن حجم الضرر الممكن حصوله بسبب بقائها خارجاً سيكون كبيراً والعاقبة حتماً ستكون وخيمة .. فهلا تسرعوا في نقلها ؟!!لماذا لاتنفذ التوجيهاتكل راع مسؤول عن رعيته ، وغياب مبدأ الثواب والعقاب يفقد الراعي سلطته وقوة قراره ، إذ لايكفي أن تصدر التوجيهات بل على الراعي أن يتأكد من تنفيذها على أرض الواقع وإلاّ كيف يكون راعياً ؟!وعندما لاتنفذ الاوامر إن صح اعتبار تلك التوجيهات اوامر فهذا لايعني الاّ أمرين :الاول أننا اصبحنا في حالة إنفلات وهذا للاسف أمر محسوس منذ زمن وكم يعاني الناس من آثاره.وهذا يدعو القائد او الراعي الى إعادة حساباته وتحديد موقعه من المسئولية الملقاة على عاتقه .أما الامر الثاني فهو أن المشكلة صارت مشتركة بين القيادة والرعية مما يعني أن الناس لم تعد تحترم بعضها بعضاً ، ولم يعد للكبير من قيمة أو هيبة، كما لا يشعر الصغير بأنه قادر على العطاء في ظل غياب سلطة الدولة وإحقاق الحق والعدالة .جميعنا بحاجة الى مراجعة للنفس ، للمكاسب والخسائر ، ومالم نعط لمبدأ الثواب والعقاب قيمة فعلاً لا قولاً ونضع الانسان المناسب في المكان المناسب سيظل الحال على ماهو عليه ، وعلى المتضرر أن يلجأ للقضاء للقاء الرفيق الأعلى .
|
ابواب
مديرية المنصورة ومشاكل البلوكات .. بين النواقص وغياب القرار
أخبار متعلقة