* بكل اللغات.. وفي كل الأمكنة والأزمنة، ليس هناك عبقري واحد استطاع إثبات فرضية غريبة مؤداها “أن التخريب خير وسيلة للإصلاح” أو “أن التدمير أقصر الطرق إلى التطوير”!* عاقل واحد في هذا الكوكب لا يقبل أن يكون شج الرأس أو تهشيمه هو العلاج الأمثل للصداع ووجع الرأس! ولا أن تكون الوسيلة المتبعة لإعلام الآخرين بأن حريقاً صغيراً في مبنى ما في المدينة ويحتاج إلى إطفاء هي اللجوء إلى إشعال المزيد من الحرائق في المباني المجاورة!* في كلمات قليلة مباشرة: التخريب ليس حلاً من أي نوع أو شكل لأي من المشاكل أو القضايا.. صغرت أو كبرت. ولكنه مشكلة أسوأ وأخطر من كل المشاكل، التي يجب أن نبحث لها عن حلول بعيداً عن المغامرات والمراهنات الطائشة.* لا يجوز تقديم المبررات السابقة أو اللاحقة.. لأعمال الشغب والفوضى والتخريب. ويجب التصدي لثقافة التبرير هذه، قبل وأثناء وبعد التصدي للفوضى ذاتها.* كما لا تجوز مهادنة اللغة السياسية أو الحزبية أو الإعلامية التي ترى أنها مخولة بالدفاع عن الفوضى وإعادة تفسيرها بزعم أنها مجرد “حق مكفول” أو “حرية متفق عليها”. فليس صحيحاً البتة أن القانون كفل للناس حق الاعتداء على مصلحة الجماعة والصالح العام، ولا هو صحيح كذلك أن الدستور ضمن الفوضى وعدها لذلك نوعاً من الحرية الفردية أو الحق الشخصي الذي لا غبار عليه.* الذين يتعسفون الحقيقة ويقلبون الأمور ويحرفون الكلم عن مواضعه، فيسمون الاعتداءات المتكررة على الأملاك الخاصة والعامة والمرافق الحكومية ونشر الفوضى وقطع الطريق وإشاعة أجواء غير آمنة تهدد أمن وسلامة ووحدة المجتمع بأسره بأنها حق وحرية، عليهم أن يتحدوا أنفسهم ويدخلوا في سباق أو اختبار بسيط جداً ويقولون لنا أين يوجد قانون في الدنيا كفل للمخرب حق التخريب؟ وأين يوجد قانون في الديمقراطيات الأولى في العالم يسمي الفوضى حرية والشغب رأياً، وقطع الطريق وتعطيل الحياة العامة والخاصة “احتجاجاً سلمياً”؟!* بصدق وأمانة نقولها للمرة الألف: على المعارضة وغير المعارضة، كائناً من كان، احترام عقول الناس وحقهم في التقدير وعدم الاستغباء أو التجهيل المتعمد.. فليس هناك ماهو أسوأ من استغفال الجماهير والتغرير عليها باسم النضال والحرية وحق الممارسة.* عليهم أن يفهموا تماماً أنهم لا يخاطبون جهلة أو أنصاف عقلاء.. فقط حتى لا يسترسل البعض في ممارسة التزييف على الناس باسم الدفاع عن الناس، أو استخدام الجماهير مطية سهلة لاعتلاء البطولات وتحقيق مكاسب انتخابية وسياسية خاصة ورخيصة مهما بدت لأصحابها معقولة ومقبولة.* نغالط أنفسنا إذا نحن أدنا أعمال الشغب والسطو والتخريب ولم ندن الجهات التي حرضت ودفعت في هذا الاتجاه ورسمت أمام الأفراد صورة هينة وسهلة تبسط الفوضى وتفلسفها فتجعلها نوعاً من البطولة والنضال والمشروعية.* وإذا بقي لدينا شك في عبثية وجناية ما حدث من شغب وتخريب، أو إذا أردنا الإصغاء لما تقوله المعارضة في هذا الصدد من أن ما حدث كان مجرد “احتجاج سلمي” و”مسيرات سلمية”، فعلينا أن نسأل ببساطة وموضوعية: فكيف إذاً حدث كل ذلك؟ ومن أحدثه؟ إذا كان الأمر كما يقال!!* قد لا تكون جناية من اقترف الشغب والفوضى أكبر أو أهم وأعظم من جناية السياسيين الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الجماهير يسوقونها إلى محارق الفوضى ويقذفونها في أتون معركة حزبية وقودها الناس والبلاد بأسرها.* الفوضى هي الفوضى.. والتخريب اسمه التخريب ولا شيء آخر.. لا يمكن اعتباره حرية أو حقاً أو رأياً أو موقفاً.. بل جريمة وجناية.. وما لم نتفق على بديهيات أولية كهذه فسوف نجد أنفسنا كائنات شاردة في غابة لا يحكمها قانون ولا يسوسها نظام ولا يحرسها إلا الذئاب والثعالب، وإن تسموا بأسماء فاضلة وتقمصوا بثياب الرهبان والكهنة.
حتى لا تحرسنا “الذئاب” !!
أخبار متعلقة