شخصيات خالدة
هربرت جورج ويلز أديب، مفكّر، صحفي، عالم اجتماع ومؤرخ إنجليزي. يعتبر من مؤسسي أدب الخيال العلمي، وقد اكتسب شهرته بفضل رواياته التي تنتمي لذلك الصنف الأدبي. بعكس معاصره جول فيرن فقد حوت روايات ويلز انتقادات اجتماعية هادفة ولم يكتف بسرد المغامرات.ولد ويلزعام 1946م في بروملي في مقاطعة كنت في انجلترا. كان أصغر اخوته الثلاثة لأب صاحب دكان ولاعب كريكيت وأم ربة بيت وكانت عائلته من الطبقة الوسطى السفلى. لم يكمل ويلز تعليمه المدرسي إذ اضطر لترك مقاعد الدراسة والعمل مساعدا لتاجر أقمشة بعد إفلاس والده. بدأ ويلز عام 1889 دراسته في مدرسة ميدهيرست و حصل على منحة تعليمية في مدرسة العلوم في لندن. درس ويلز علم الأحياء واشترك في حلقات علمية وكتب في مجلة الجامعة العلمية. في تلك السنين بدأ اهتمامه في الإصلاحات الاجتماعية، ومع الوقت فقد ويلز اهتمامه بالدراسة وترك التعليم عام 1887. قام بالتدريس لمدة أربعة أعوام في مدارس خاصة ولم يحصل على اللقب الجامعي الأول حتى عام 1890.أنتقل ويلز إلى لندن عام 1891 وتزوج ابنة عمه إيزابيل.و استمر بالعمل في التدريس حتى عام 1893 حين قرر أن يتفرّغ كليّا للكتابة. عام 1894 ترك ويلز زوجته إيزابيل من أجل إحدى طالباته. ولكنه لم يكن مخلصا ولع عدد من العلاقات الغرامية . كانت رواياته منذ البداية من الخيال العلمي، نشرت روايته الأولى عام 1895 وحملت عنوان آلة الزمن وقد حظيت بنجاح بين القراء. نشر روايته الثانية عام 1896 بعنوان «جزيرة الدكتور مورو» عن عالم مجنون يحول الحيوانات إلى كائنات بشرية. وعام 1897 نشر الرجل الخفي عن عالم ينجح بإخفاء نفسه ونشر حرب العوالم عام 1898 عن غزو كائنات مريخية للأرض. روايته أول رجال على سطح القمر تعتبر تنبؤاً في أساليب ريادة الفضاء.كتب ويلز أيضا روايات ليست من صنف الخيال العلمي مثل «الحب والسيد لويشام» و»كيبس» كما نشر كتابه توقعات عام 1901 وكان نشر مسبقا مسلسلا في إحدى المجلات تحت عنوان «تجربة في التنبؤ» محاولا التنبؤ بوضع العالم عام 2000 وقد نجح بالتنبؤ ببعض الأحداث مثل تطور السيارات والقطارات مما سبب نزوح البشر من المدن والسكن في الضواحي، انحلال القيود الاجتماعية على العلاقات الجنسية. انضم ويلز إلى الجمعية الفابية في لندن لكنه سرعان ما اختلف مع قادتها ومنهم برنارد شو. وقد كانت لتجربته أثرا في كتابه مكيافيللي الجديد (1911) الذي يصف فيه أعضاء الجمعية الفابية المعروفين. عام 1913 نشر «العالم يتحرر يحذر فيه من مخاطر الحروب وتنبأ فيه بالحرب الوشيكة. عام 1914 زار ويلز روسيا للمرة الأولى ورأى أن النظام فيها قمعي وفاسد. كانت لويلز عدة اعتراضات على الممارسات السوفييتية إلا أنه تفهم أهداف ثورة أكتوبر، وأثناء الحرب العالمية الثانية عاش ويلز في ريجنس بارك في لندن، وقد رفض مغادرتها رغم القصف. كان كتابه الأخير المنشور عام 1945 يحمل نظرة متشائمة حول مستقبل البشرية. وقد توفي ويلز في 13 أغسطس 1946.