برلين /14اكتوبر/ ايريك كيرشباوم :كشف كتاب جديد يصدر في ألمانيا يوم الخميس أن وزارة الخارجية الالمانية قامت بدور فعال في محرقة اليهود أكثر مما كان يعتقد في السابق وظلت ملاذا لدبلوماسيين نازيين سابقين لعشرات السنين بعد الحرب.ويسرد كتاب «الوزارة والماضي» كيف أن وزارة الخارجية كانت مدركة للقتل الجماعي لليهود وأنها «تورطت بشكل فعال» ما يكشف زيف مزاعم قالت ان أغلب الدبلوماسيين تمكنوا من الحفاظ على طهارة أيديهم.كما أن الكتاب -الذي يثير ضجة إعلامية في المانيا قبل صدوره يوم الخميس- يظهر كيف أن مسؤولين نازيين سابقين وأنصارا لهم ظلوا محتفظين بمناصبهم بعد الحرب وكيف أن وزارة الخارجية التي تحظى بالاحترام تمكنت من التستر على الماضي الأسود لعشرات السنين.وحتى رغم أن المانيا أمعنت التدقيق في حقبة النازية في مراحل مختلفة منذ عام 1945 فان وزارة الخارجية ظلت بعيدة عن هذه العملية بصورة كبيرة. وتغير ذلك عام 2005 عندما طالب وزير الخارجية في ذلك الوقت يوشكا فيشر بالتحقيق.وقال ايكارت كونتسه وهو واحد بين أربعة مؤرخين كلفهم فيشر بدراسة تاريخ الوزارة خلال فترة الرايخ الثالث لصالح الكتاب الجديد «شاركت وزارة الخارجية في جرائم النازية وكانت كمؤسسة أكثر انخراطا في قتل اليهود».وقال كونتسه لمجلة دير شبيجل في عدد يوم الاثنين «يمكن أن نقول بالفعل ان وزارة الخارجية كانت منظمة اجرامية».وأضاف أن جميع من في الوزارة كانوا يعلمون أن اليهود كانوا يقتلون في شرق أوروبا.كما أن التحقيق في ماضي الوزارة جاء نتيجة لكتاب صدر في 2004 يتعلق بدبلوماسي رفيع يدعى فريتس كولبه.وبعد الحرب أقيل كولبه من وظيفته في الوزارة ووصف بأنه خائن لانه كان جاسوسا لقوات الحلفاء. وكان مسؤولو الوزارة الذين أقالوا كولبه من وظيفته من النازيين السابقين.وفي الكتاب الذي يصدر في 880 صفحة وسيقدم في وزارة الخارجية وجد المؤرخون أن «الدبلوماسيين كانوا مطلعين على السياسات المتبعة مع اليهود في كل الاوقات» وانهم «شاركوا بشكل فعال» في القتل الجماعي «في أنحاء أوروبا».وقال كونتسه ان أحد الدبلوماسيين كتب في تقرير متعلق بمصروفاته ان الغرض من رحلته هو «تصفية اليهود في بلجراد».ومضى كونتسه يقول «كل من كان في قسم الحسابات بالوزارة يعلم ما كان يحدث». وأضاف أنه على سبيل المثال اشترك مسؤولو الوزارة في مفاوضات لترحيل اليهود الى دول مثل اليونان وفرنسا وصربيا والمجر.كما وجد المؤلفون أن زعماء المانيا الغربية بعد الحرب من كونراد أديناور وحتى فيلي برانت سمحوا لدبلوماسيين لهم ماض نازي بالبقاء في مناصبهم. وعادة ما كان يجري تكليف الكثير منهم في دول عربية أو دول أمريكا اللاتينية حيث كانت الاحتجاجات العامة نادرة.