السامرائي : بغداد ستحترق ما لم يتم حل المليشيات ووحدات الشرطة المساندة لها
بغداد/ وكالاتتتصاعد التوترات الطائفية في العراق بعد الإعلان عن استهداف خمسة مساجد ثلاثة منها سنية وسط تحذيرات من إمكانية انفجار الأوضاع خارج حدود السيطرة.فقد ناشد رئيس ديوان الوقف السُني الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي المرجعيات الشيعية "بالتبرؤ" من المليشيات التي تقتل السنة, في نفس الوقت الذي أعلن فيه "البراءة" من كل من يقتل الشيعة.وحذر السامرائي من أن بغداد "ستحترق" ما لم يتم حل المليشيات والعصابات، وتفيكك وحدات الشرطة "المساندة لها".التحذير نفسه جاء من مؤتمر أهل العراق بزعامة القيادي في جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي, الذي اتهم لواء "الصقر" التابع للشرطة و"مليشيات طائفية" باختطاف وقتل إمام مسجد المحمودية الكبير الشيخ سعيد محمد طه السامرائي. وقال بيان للمؤتمر إن استمرار هذه الأوضاع "ينذر بخطر كبير وحريق هائل".وفي الجانب المقابل طالب إمام الحسينية الفاطمية بالنجف صدر الدين القبانجي المقرب من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم, بعض رموز السُنة ومن بينهم رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري، بتوضيح موقفهم من تنظيم القاعدة.وكانت أعمال العنف حصدت 17 شخصا في أنحاء متفرقة من العراق فيما استمر مسلسل العثور على الجثث اليومي.فقد أعلنت الشرطة العراقية عن عثورها على 16 جثة قتلت رميا بالرصاص وعليها آثار تعذيب في عدة مدن جنوب بغداد منها اليوسفية والمحمودية والمسيب.كما توغلت القوات الأميركية بشكل مفاجئ في عامرية الفلوجة غرب بغداد منذ فجر أمس الاول بعد انسحاب مفاجئ منها قبل شهر ونصف الشهر.وقال مصدر بالشرطة إن أعدادا كبيرة من الآليات الأميركية المتمثلة بالدبابات والمدرعات والعربات إلى جانب أعداد كبيرة من الجنود انتشروا في محيط المدينة الخارجي بينما توزع القناصة على سطوح المباني العالية. في سياق اخر اعلن مسؤول عسكري اميركي بارز ان الولايات المتحدة تخطط لنقل السيطرة الامنية للعراقيين على نصف محافظات العراق البالغة 18 محافظة بحلول نهاية العام الجاري. وقال الجنرال كورت تشيتشوفسكي ان قوات التحالف ستحتفط بدور "المراقب" في حال حصول اية اضطرابات كما ستبقى لتدريب القوات العراقية الا ان مسؤولية الامن ستنقل الى العراقيين بموجب اتفاقيات مفصلة مع الحكومة العراقية الجديدة. واضاف ان اول محافظة سيتم نقل السيطرة عليها ستكون محافظة المثنى في جنوب وسط العراق مؤكدا ان ذلك سيحدث في "المستقبل القريب جدا".. الا انه لم يكشف عن المحافظات التالية في عملية نقل السيطرة او المدة التي يتوقع الجيش الاميركي انها تلزم لنقل السيطرة على كافة محافظات العراق الـ18 .من ناحية ثانية اكدت ادارة بوش في تقرير فصلي رفعته الى الكونغرس حول الوضع في العراق ونشرته وزارة الخارجية الاميركية الجمعة ان تأهيل القوات العراقية يحرز تقدما وهي تسيطر على مزيد من القطاعات في البلاد.واضاف التقرير الذي يحمل تاريخ السادس من تموز/يوليو ان العدد الاجمالي للجنود ورجال الشرطة العراقيين الذين دربهم وجهزهم التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق بلغ 268 الفا و400 عنصر في 26 حزيران/يونيو اي بزيادة 28 الفا و400 عن عددهم في ابريل.واكد التقرير ان القوات العراقية "تتحمل الان المسؤولية في 60 من بغداد وفي حوالى 78 الف كلم مربع في العراق". وحرص التقرير على الا يربط تأهيل القوات العراقية بأي موعد لانسحاب القوات الاميركية. وجاء في التقرير "بقدر تسلم العراقيين مسؤولية امنهم تقوم قوات التحالف بمهمات دعم. وفي بعض الحالات يتيح ذلك خفض عدد العناصر وتأجيل عمليات انتشار مقررة". لكن التقرير اوضح ان "تحديد مواعيد وجداول زمنية اعتباطية لانسحاب القوات الاميركية سيكون خطأ استراتيجيا لان ذلك يحمل العدو على الاعتقاد بأنه يكفي ان ينتظر حتى يربح". وخلص التقرير الى القول "لم يتم الانتصار في اي حرب وفقا لجدول مواعيد" لكن عدم وضع جدول زمني "لا يعني ان وضع التحالف لا يتطور".إلى ذلك أقر تقرير عسكري أميركي بقتل القوات الأميركية مدنيين عراقيين في مدينة حديثة غربي العراق, ولكنه لم يوجه سوى تهمة التراخي في إجراء تحقيق بالجريمة لضباط أميركيين كبار.ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن اثنين من المسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولهما إن قائد القوات البرية الأميركية بالعراق الفريق بيتر تشيرلي انتقد كبار أفراد الفرقة الثانية بمشاة البحرية وأوصى بإجراء تأديبي لبعض الضباط. ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله إن التقرير "خلص إلى أن بعض الضباط أهملوا في أداء واجباتهم". أما محطة (سي بي أس نيوز) فقد قالت إنه رغم توفر أدلة على عدم صحة التقارير المبدئية التي قالت إن هؤلاء المدنيين في حديثة قتلوا في انفجار قنبلة على جانب طريق, فإن المحققون لم يجدوا أحدا من ضباط مشاة البحرية الأميركية في التسلسل القيادي شكك في الرواية الأصلية رغم وجود العديد من "الإشارات الحمراء".المحطة أضافت أنه لم يتم بذل أي محاولة لتصحيح بيان صحفي غير صحيح أصدره الجيش الأميركي وكرر التقرير الكاذب المبدئي بأن المدنيين في حديثة قتلوا نتيجة انفجار قنبلة على جانب طريق بينما قتلوا جميعا في حقيقة الأمر برصاص جنود المارينز.وقال الجيش الأميركي الجمعة إن تقريرا أرسل لقائد القوات الأميركية بالعراق الجنرال جورج كيسي بشأن ما إذا كان قد حدث تستر لتورط مشاة البحرية الأميركية في القتل.وبموازاة هذا التقرير تعد هيئة التحقيقات الجنائية بالقوات البحرية تحقيقا مستقلا قال ساسة أميركيون مطلعون على بعض الأدلة إنه من المرجح -على ما يبدو- أن يفضى إلى توجيه اتهامات بالقتل العمد مع سبق الإصرار.وكان جنود من المارينز قتلوا ما لا يقل عن 24 مدنيا عراقيا بينهم أطفال ونساء يوم 19 نوفمبر 2005م خلال عملية عسكرية في حديثة انتقاما لمقتل زميل لهم في انفجار عبوة ناسفة.وأثارت قضية حديثة مقارنات مع مذبحة قرية "ماي لاي" التي ارتكبها جنود أميركيون في فيتنام عام 1968. كما أن القضية سلطت الأضواء على ممارسات الجيش الأميركي بالعراق, وهو ما يؤدي إلى زيادة تدني شعبية الحرب بالعراق وإلى إضعاف سمعة الجيش الأميركي.وكانت لائحة اتهام وجهت لسبعة جنود من مشاة البحرية وأحد المسعفين بالقوات البحرية بالقتل العمد وارتكاب جرائم أخرى في حادث قتل مدني عراقي في أبريل الماضي بقرية الحمدانية غرب بغداد.