إيران تعرب عن استعدادها لتسليح وتدريب الجيش العراقي
بغداد/وكالات:وصف السفير الأميركي في العراق ريان كروكر أول محادثات تجري بين بلاده وإيران منذ ثمانينيات القرن الماضي ويستضيفها العراق بأنها "إيجابية"، وقال إن واشنطن تنتظر المزيد من العمل من طرف طهران.وقال كروكر أمس في مؤتمر صحفي مقتضب ببغداد إن المحادثات سارت بصورة إيجابية، وإن بلاده ترغب برؤية المزيد من الخطوات الإيرانية على أرض الواقع.وشدد على أن إحدى نقاط الاتفاق بين العراق وإيران والولايات المتحدة كانت حصر النقاش بموضوع العراق والعمل على تحسين الأوضاع الأمنية فيه، مضيفا أنه لم يتم التطرق إلى أي نقاش خارج هذا الإطار، ومضى كروكر قائلا إن الهدف من اللقاء كان تقديم أدلة على ما سماه تورطا إيرانيا في أنشطة إرهابية في العراق "وأن نقول لهم إن هذا ما يحدث على أرض الواقع وما يجب أن يتوقف".ويوصف لقاء الأمس بين السفير الأميركي ونظيره الإيراني حسن كاظمي القمي بأنه تحول من جانب واشنطن التي قطعت العلاقات مع إيران عام 1980.وأتى بعد عقد مؤتمر بشأن العراق في مصر في وقت سابق من الشهر الجاري لم يتحقق خلاله عقد لقاء كان مأمولا بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الإيراني منوشهر متكي.وحضر اللقاء -الذي عقد في منزل رئيس الوزراء العراقي- نوري المالكي نفسه ونائبه برهم صالح مع بدء المحادثات التي واصلها السفيران في جلسة مغلقة لم يعقبها أي بيان رسمي.وأكد مكتب رئيس الوزراء العراقي في وقت سابق أنه "يشجع الجانبين على فتح حوار وحل مشاكلهما في العراق".ودعا نور المالكي في بيان إلى "إجراء الحوار في إطار خطة لتخليص البلاد من كل التدخل الخارجي بغض النظر عما حدث حتى الآن".كما قال علي الدباغ المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي إن "علاقات سيئة بين البلدين لا تخدم العراق الذي دفع ثمن التوتر بينهما". وأضاف "لا نريد أن يكون العراق ساحة للقتال بينهما".ولا يتوقع المسؤولون الأميركيون إحراز أي انفراج كبير من هذه المحادثات التي تأتي في الوقت الذي تجري فيه سفن حربية أميركية مناورات حربية في الخليج ومع إعلان طهران أنها كشفت "شبكات تجسس في أراضيها تديرها الولايات المتحدة وحلفاؤها".واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية الأحد السفير السويسري في طهران والذي يمثل المصالح الأميركية لتعرب له عن استيائها بشأن شبكات التجسس.وقد دعا الرئيس الأميركي جورج بوش في الأسبوع الماضي إلى فرض عقوبات أقوى على إيران بسبب برنامجها النووي الذي تقول واشنطن إنه يستخدم لصنع قنبلة نووية.كما حث كثير من الخبراء ومنهم لجنة أميركية غير حزبية بشأن العراق، إدارة الرئيس بوش على التحدث مع جاري العراق إيران وسوريا, ورفض بوش في البداية المحادثات مع إيران لكنه يواجه ضغوطا داخلية متزايدة لإنهاء الحرب وسحب بعض من القوات الأميركية البالغ عددها 150 ألف جندي.وأجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات رسمية في بغداد أمس الاثنين هي الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ 1980.وكان طلاب متشددون اقتحموا سفارة الولايات المتحدة في طهران واحتجزوا عشرات الرهائن عام 1979 بعد قيام الثورة الإسلامية.وزاد النزاع في العراق من توتر العلاقات بين البلدين إذ يتهم الجيش الأميركي إيران بتزويد الميليشيات بالأسلحة والعتاد.كما يتهم الجيش الأميركي الحرس الثوري الإيراني بتجهيز الجماعات المسلحة بمتفجرات خارقة للدروع أدت الى مقتل المئات من الجنود الأميركيين.من جهتها تتهم إيران "قوات الاحتلال" الأميركية بخلق التوترات وإثارة القلاقل والاضطرابات في المدن الإيرانية الحدودية.ويشكل البرنامج الإيراني النووي ابرز الخلافات بين البلدين لكنه أستبعد من أجندة محادثات أمس الاثنين.على صعيد آخر قال السفير الإيراني في العراق إن إيران عرضت خلال محادثات مع الولايات المتحدة بخصوص الوضع الأمني في العراق أمس الاثنين المساعدة في تدريب وتسليح الجيش العراقي.وقال السفير حسن كاظمي قمي للصحفيين بعد الاجتماع "أعلنت جمهورية إيران الإسلامية استعدادها لتقديم كل أشكال الدعم بما في ذلك التعاون وتزويد (الجيش) بالأسلحة والتدريب."