المتتبع لمجرى خطط همج مايسمون أنفسهم (الحراك) يجد أنهم في الحقيقة (حراق أو حرق)، حرق كل شي حي . وكل صور الحياة المدنية في اليمن، وخصوصا في المحافظات الجنوبية أو بعضها وحرق وتعطيل أي منجز تم تحقيقه بعد الوحدة اليمنية . سواء أكان إدارياً أو تنموياً أو صناعياً أو حتى تجارياً لقطاع خاص استثماري حتى لانستطيع الإشارة إليه وبفخر على انه من منجزات مابعد الوحدة اليمنية، وبالتالي عودة التاريخ إلى الوراء ليحلو لهم تسويق زعمهم وأكاذيبهم أن الوحدة لم تنجز أي شيء جميل، ومن هنا يكونون هم الصادقون بعد أن يكونوا قد دمروا واحرقوا كل شيء جميل وحديث في الوطن وفي أنفس أهله. بل ووصل بهم الحال إلى حرق حتى القيم الإنسانية والإسلامية والوطنية والمتمثلة في حب الخير للجميع ونظرة المواطنين لبعضهم البعض بالمساواة وأننا أبناء وطن واحد . هم يحاولون تسويق هذه الجزئية بقوة بحيث يوجدون الانقسام والانفصال النفسي بين مواطني البلد الواحد .هذه أهم واكبر وأعظم ما يسعون إلى تحقيقها بأفعالهم أمس واليوم وغدا ونراهم يسوقونها إعلاميا وبشكل عنصري مقيت، وهي بالتأكيد أماني وخطط زعاماتهم المنتشرين في الخارج ، والمتمتعين بأفضل امتيازات العيش مقارنة بكبار موظفي الدولة حاليا، والمنفذون لكل تلك الخطط على ارض الواقع هم بعض الشباب العاطلين عن العمل وبعض الصبية الخارجين عن طاعة والديهم، وبتحريض من بعض المتآمرين والمختبئين في قرى بعض الوديان والجبال، والذين كانوا أصحاب مناصب قبل الوحدة وفقدوها وبعد تواصلهم وحصولهم على الدعم المادي المحفز أصبحوا وسطاء بين خونة الخارج ومخربي الداخل .هذه باختصار أماني وخطط هؤلاء الشرذمة من أصحاب الحراك وهم فعلا همج وقتلة وقطاع طرق ومخربون ، هدفهم الوصول بالبلاد إلى مرحلة الفوضى والاضطرابات وتوقف التنمية والاستثمار بأية طريقة كانت حلالا كانت أم حراماً معقولة كان أم لامعقولاً بالتحالف مع أي كان قاعديا متشددا أو حتى إبليس، المهم الوصول إلى نقطة تسليم الراية لزعاماتهم في الخارج حال وصولهم إلى حلم التفاوض مع الدولة، والتفاوض هنا ليس لمعرفة آلية تطبيق حقوق المواطنين في بعض المحافظات الجنوبية إنما التفاوض هنا لتنفيذ حلم الانفصال، عندها سيكون دور هؤلاء الحطب الذين نراهم هذه الأيام يقتلون ويقطعون الطرقات ويخربون كل شيء ويحرقون ويهاجمون كل الناس ويهاجمون الأجهزة الأمنية قد انتهى وعليهم البحث بعد ذلك عن وسيلة عيش أخرى وربما ( بل من المؤكد ) أن تتعامل معهم قياداتهم بعد ذلك مثلما تعاملت أمريكا مع المجاهدين في أفغانستان بعد سقوط دولة طالبان .هذا هو المنطق وهذه هي ألاعيب السياسة ولو قرأ هؤلاء ( وأغلبهم يقرؤون ) أن مصيرهم ومصير مناطقهم سينتهي بنهاية تسلم غيرهم الراية لما بذلوا قطرة عرق واحدة. خططوا لهم في البداية أن يتزعموا المسيرات والمظاهرات دون عنف وسموها سلمية من اجل حقوق مدنية وحقوقو متقاعدين وتزعمت صحف الصف لمساندتهم وكان أبرزها صحيفة الأيام وحصلوا على الكثير من الدعم المعنوي . ومن ثم نقلوا أنشطتهم تلك إلى مناطق قبلية كيافع والضالع ليوسعوا دائرة المطالبات وصدقهم الكثير بعد تزايد أنواع الحقوق المدنية وتزايدت أشكال المطالبات ورفعوا سقفها أعلى قليلا كزعمهم حكاية نهب الأراضي . وهم هنا أصبحوا يتحدثون بشكل عام وليس خاص وكذلك عدم مساواة الدبلوماسيين الجنوبيون ومن ثم ادخلوا حكاية إفرازات حرب 94 وهكذا رويدا رويدا لم يعرف بعض النية الحسنة الأهداف الخفية مع إصرارهم على ألا يلتفت أحد للحلول التي أقدمت عليها الدولة أياً كانت .استمرت الجماعة على كل ذلك ويكاد كل يوم عندهم مناسبة لأحياء اليوم الذي قبله وإحياء مطالب جديدة وغريبة، بل وبعضها هم كانوا سببا في حدوثها أبان حكمهم الشمولي على الجنوب، وليس للدولة الحالية بعد الوحدة اليمنية أية علاقة بها، المهم غايتهم الاستمرار في المسيرات والتظاهر وعمل كل مافي وسعهم لانتشارها في كل مناطق الجنوب .تم لهم تحقيق بعض أمانيهم وزادت رقعة تحركهم وأدخلوا محافظة أبين في الخط رغم أنها أكثر المناطق ضررا منهم عندما كانوا يحكمون قبل الوحدة، لكن الأخبار تقول إن الذين يأتون إلى أبين لعمل الفوضى والتقطع ليسوا من أهل أبين إنما هم من مناطق خارج المحافظة وهذا دليل على مخططهم في استمرار وتوسيع رقعة الاحتجاجات وزيادة وتيرتها ونوعيتها، ورغم أن المناطق الأخرى من المحافظات الجنوبية ترفض كل تلك الأعمال إلا أنهم حاولوا ذلك وفشلوا وانحصرت أفعالهم في محيط الضالع وأبين وحوطة لحج . هنا يجب أن يتوقف المراقب ويتأمل بشكل جيد وبتمعن ويتذكر أن بدايات مسيراتهم تلك كانت في التظاهر في خور مكسر، والتي سموا ساحة العروض فيها (ساحة الحرية)، وتلك الفترة كانت ابرز أنشطة الأعلام التحريضي وقد جاهدوا في تسويق هذه التسمية حيث بدؤوا من هنا وكل تفاصيل ذلك الملف موجودة في أعداد صحيفة الأيام وليس من نسج خيالي . وعندما تعاملت معهم السلطات الأمنية بالقانون كان متوقعا أن يتعاملوا معها بالعنف حتى يكون هناك ضحايا يصنعون لهم مناسبة تظاهر ومسيرات أخرى وهكذا هو المخطط.تعاملت السلطات الأمنية في عدن مع القائمين على كل ذلك بحنكة وبالقانون، وأخيرا بالمنع مهما كلف الأمر بعد اكتشاف مخططهم في الاستمرارية وزيادة وتيرة الضغط الفوضوي.. التعامل مع أولئك من قبل السلطات الأمنية في عدن يثبت أن لدينا كوادر أمنية إدارية تقرأ الأحداث بشكل صحيح وقد نجحت في ذلك بامتياز راق متحضر تشكر عليه .انتقلت تلك العصابات وأنا أقول العصابات لأن مطالبها أصبحت شخصية ومبالغاً فيها ولم نعد نتعاطف مع تلك المطالب بعكس ماكنا نؤيد بعضها في البداية وطرقت باب التجزئة والانفصال علنا إلى مناطق قروية جبلية يصعب على أجهزة الأمن احتواؤها ومن ثم عادت ادراجها بعد خروج بعض قيادات ماقبل الوحدة من القبر إلى العلن والى شاشات التلفزة. لم يجد كل زعماء الانفصال أو المطالبين بالانفصال من يؤيدهم في الخارج من الدول لأن تلك الدول قريبة أو بعيدة يقرأون المستقبل بشكل صحيح ومنطقي ولمصلحة المنطقة والإقليم .استمر الخارجون من القبور في الظهور وتحالف معهم من كان من أعضاء القاعدة واعتبروا ذلك نصرا لأنه سيوسع مساحة الاحتجاجات لعل وعسى العالم يغير رأيه فيما يسعون اليه من رغبة الانفصال رغم تعارض كل تلك العصابات مع مصالح الشعب والبسطاء وتعارضها مع بعضها البعض . حيث لا يجمعهم أي خط مشترك سوى هدف الانفصال وإقامة دولتهم، وهم بالتأكيد كل منهم يسعى لإقامة دولته على حساب الآخر، في ظن كل واحد منهم أن الطرف الآخر لايعلم بأهدافه, والحقيقة أن كل واحد فيهم يعلم بما يخفي الطرف الآخر ولكن المصلحة اقتضت توحدهم مؤقتا .وحتى أكون واضحا لمن لم يفهم هذه الجزئية فان البيض هدفه إعادة سلطته حاليا ، والفضلي حلمه إعادة سلطنة أبيه بعد عودة الانفصال . وبالتالي لن يتحقق ذلك إلا بحرب طاحنة لأن البيض لن يسمح بتحقيق ذلك الهدف حتى لو حرق كل شيء على تلك الأرض . وربما الحطب الذين ذكرتهم في البداية يأتي دورهم لاحقا ، وهكذا نعود من حرب إلى حرب .المهم أن الجماعة بدؤوا يقتربون من تحقيق بعض أحلامهم لكن وهم نيام ، الاقتراب من عدن والعودة إلى نشر الفوضى في عدن ويعرف الجميع أنهم انتقلوا من مرحلة التظاهر والمسيرات السلمية إلى مرحلة استعمال السلاح طبعا في القتل والتخريب والتدمير وليس للاستعراض مثلما كانوا قبل أكثر من سنة .رسخوا وثبتوا مسألة استمرارية حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في بعض المناطق المحيطة بعدن والقريبة منها كالضالع وأبين وأخيرا الحوطة في لحج وزادوا من وتيرة العنف وإشعال الحرائق وتخريب وسلب وسرقة أملاك الدولة والمواطنين ونشر الرعب لدى فئات من المواطنين خصوصا المنحدرين من المناطق الشمالية وصولا إلى تدمير القيم الإنسانية والإسلامية والوطنية في نفوس المواطنين والتي ذكرتها في بداية المقال والتي هي في الأساس موجودة في الأنفس اليمنية قبل أن تأتي الوحدة اليمنية بل قبل ان يأتي دين الإسلام .كل تلك الأحداث التي تزيد وتيرتها حاليا في الضالع وبعض مناطق أبين وأخيرا في حوطة لحج هدفها الانتقال إلى عدن مهما كان عدد الضحايا ومن أين كانوا وبالطبع هذا سلوك فاشي ، سلوك قتلة مجرمين أصحاب خبرات وتاريخ في القتل والسحل . ودائما مانتذكر مذبحة 13 يناير ويا للصدف أن كل المتزعمين لهذه الخطط وهذا الخط هم من قياديي مذبحة 13 يناير لكن هناك من لايعرف أحداث التاريخ ولم يعشه أو لم يقرأه وكذلك هناك من ينسى والأكثر غرابة ان هناك من يريدنا أن ننسى أو ألاّنشير إلى ذلك .سيظل هؤلاء يرفعون وتيرة أحداث العنف بكل أشكالها وصورها العنيفة خصوصا في المناطق الثلاث الضالع وأبين وحوطة لحج ، وهي الأقرب إلى عدن مادامت السلطات الأمنيه تتساهل معهم وتتركهم يعبثون بالبلاد والعباد دون مقاومتهم أو القبض عليهم وستندم الدولة عندما تجد صعوبة ( لاسمح الله ) في استئصال ذلك مستقبلا مهما كانت مشاغلها.الهدف واضح ومعروف وبالإمكان مشاهدة ذلك على الخريطة ، أصبحوا قريبين في نشر فوضاهم من عدن فهم أصبحوا يزيدون من وتيرة العنف في لحج وعاصمتها الحوطة التي لايفصلها عن عدن إلا القليل من الشوارع. ربما يخفى على البعض أن هناك هدفاً كبيراً يسعون إليه موجود التي في عدن ألا وهو تعطيل خليجي 20 تلك المناسبة التي ينتظرها كل اليمنيين وليس سكان عدن فقط لكن المستفيدين الحقيقيين من حصولها هم سكان أبين ولحج وعدن بالتأكيد . وإذا كانت آلاف الملايين تسخر لتغيير وجه تلك المناطق وإعطاء صورة جميلة عن هذه المناطق من اليمن في حال إقامة الدورة هنا فانه لايخفى عليكم أن هناك انتعاشاً سيحصل فعلا وهذا شيء بديهي لكل تلك المناطق في شهر نوفمبر من هذا العام بإذن الله تعالى .والسؤال هنا يطرح نفسه ألن يتنبه أحد في قيادات الدولة الأمنية لهذا المخطط ويفشله قبل أن يستفحل ويتوسع بطريقة ما ويحرم أبين ولحج وعدن من أفضل فرصة تسويق سياحي وتجاري ؟ . لقد قرأت مخططهم بهذا الشكل الذي سردته ولا أظن أن هناك من يختلف معي على ذلك إلا من يخبئ خلف شخصيته هدفاً من أهداف الحراك .آمل وأتمنى وأرجو ان يتنبه قادة الدولة و مسؤولو الأمن في الدولة وفي المحافظات الثلاث إلى أن عصابات من يسمون أنفسهم بالحراك سيبذلون كل مافي وسعهم من اجل إفشال حلم إقامة خليجي 20 لأن إقامته هو نجاح للدولة وللشعب وخطوة نحو الاستقرار . وأي نجاح للدولة هو خسارة لهم ولمخططاتهم بل ربما نهايتهم . فلنحذر فالقطعان قريبة من عدن.[c1]* [email protected][/c]
احذروهم.. إنهم يريدون المساس بأمن عدن
أخبار متعلقة