د.زينب حزاملست من المعارضين للأغنية اليمنية الحديثة، ولكنني أحاول باستمرار الدفاع عنها،لأنني أرى شيئاً أيجابياً فيها ونحن باستمرار بحاجة إلى الجديد في شتى المجالات العلمية والسياسية والثقافية والفنية وهناك أجيال جديدة وصلت الساحة الفنية وهي بحاجة للتعبير عن وجودها،وأنا متأكدة أنها ستجد العناية من قبل وزارة الثقافة ومن الصحف ومن القناة التلفزيونية والإذاعية،لقدبنى الفنانين اليمنيين الكبار أمثال الفنان الراحل أحمد بن أحمد قاسم والفنان أبو بكر سالم بلفقي والفنان الراحل محمد سعد عبدالله والفنان الراحل أسكندر ثابت وغيرهم من الفنانين الذين رحلوا والذين ما زالوا يقدمون المزيد من العطاء وبنوا الصرح الفني المتين للاجيال القادمة لكي يستفيدوا من تجاربهم والاهتمام بالتراث الشعبي اليمني الغنائي..وفي السنوات الأخيرة أقامت وزارة الثقافة العديد من المسابقات الغنائية وأخرها مهرجان الموسيقى العربية،ومن خلال متابعتنا لهذه المهرجانات الفنية اكتشفت بأن هناك موجة صاعدة من الفنانين الشباب من دوي الاصوات الغنائية الرائعة وهم في أمس الحاجة لدعم الاعلام لهم حتى يبرزوا على الساحة اليمنية والدولية..ومن هنا فإننا ندعو شعراء الأغنية إلى تقديم أجود انتاجهم لهؤلاء الفنانين الشباب لأن الأغنية الجيدة تحتاج إلى الشعر الجميل للخروج من ترديها العاطفي ومأزقها الأدبي،لأن كل شعب يغني من كلمات شعرائه والجميع يعرف بأنه لا يوجد أي فاصل بين الأدب والفن والفنون هي المشاعر الحقيقية والوجدانية للشعوب،البداية للقصيدة الغنائية كانت موجودة مع التراث الشعبي الغنائي،فكان للامير القمندان دور بارز في تطوير الأغنية اليمنية،ومن أغاني التراث الشعبي،كما جاء في شعر الدان الشعبي لمهدي علي حمدون وهو يقول:[c1]يالهف قلبي على أيام عشناها أيام مرت لها ماعاد بلقى كماها ذكرها وسط قلبي قط ما نساهاباموت واحبابهادائم وقلبي وراهافي داخل الجوف والاعماق ذكرهاكانت وكنا لهاتاهت وتهنا معاها[/c][c1]وقد صاحب هذه الأغاني الشعبية أدوات موسيقية تطورت بتطور الأغاني الشعبية والتراثية ومن هذه الأدوات الموسيقية:[/c]1 -الطبل الكبير ويسمى الهاجر2 -الطبل الصغير ويسمى المرواس3 -الدف أو الطار وتلصق به صناعات تضبط الايقاع4 -العود القديم5 -الربابة6 -الدنابق وهي طبلة صغيرةومع التطور التكنولوجي،تطورت أدوات الموسيقى الحديثة والتي دخلت الأغنية اليمنية مثل القيتار الحديث البيانو وغيرها من الادوات الموسيقية المتطورة التي تصحب الأغنية اليمنية الحديثة.ومن الشعر الغنائي اليمني أغنية ياطير يارمادي.كلمات الشاعر سعيد الشيباني،لحن وغناء الفنان محمد مرشد ناجي والتي تقول:[c1]بالله عليك ياطير يارماديتفرد جناح تردني بلادي[/c]وأغنية الأب كلمات الشاعر الغنائي الراحل عبد الكريم مريد لحن وغناء الفنان الراحل طه فارع والتي تقول:ماناش طمع ما اشاش جراب ولا اثوار اشاك تعود يا ابني كفاك أسفار وتطورت الأغنية اليمنية الحديثة مع تطور الشعر اليمني الحديث يقول الشاعر اليمني عبد الرحمن ابراهيم في قصيدته الغنائية أخاف أبقى أنا وحدي،الحان وغناء نجيب سعيد ثابت:[c1]أخاف ابقى أنا وحديكما الغيمات بلا أمطاركما الليلات بلا أقمار[/c]لا يكتفي الفنان اليمني من تلحين وغناء القصيدة الغنائية الرومانسية أو الوطنية بل يسعى إلى الإرتقاء بها نحو المستوى الفني الجيد..ولعلنا نجد في موسيقى الموسيقار أحمد قاسم والشاعر الراحل لطفي جعفر أمان،أجمل القصائد والأغاني الرومانسية الوطنية،كل هذه الأعمال الفنية شكلت منها ثنائياً موسيقياً قدما تحفة فنية رائعة،تصلح ان تتويج لرحلة طويلة فنية في فن التلحين والغناء للقصائد الغنائية للشاعر الراحل لطفي جعفر أمان وموسيقى الراحل الفنان أحمد بن احمد قاسم ان التحليل الدقيق في القصائد الغنائية للراحل الشاعر لطفي جعفر أمان خاصة الأغاني الرومانسية الغنائية يجعلنا نضع اليد على إنها احتوت كل العناصر التي أسس عليها الموسيقار الراحل أحمد بن أحمد قاسم الحانه وأغانيه ويتجلى ذلك بوضوح في معظم أغانية الرومانسية مثل أغنية(صدفة التقينا)وأغنية(حقول البن)أغنية((أسمر واسمر))وانشودة((المزهر الحزين))وغيرها من الاناشيد والأغاني الرومانسية ويجدر بنا الملاحظة ان للمبدعين الراحلين لهما العديد من المعجبين مما جعلهما خالدين في ذاكرة الناس خاصة الأغنية الرومانسية والسؤال هنا ما الدور الذي لعبه الفنان الغنائي والموسيقى الحديثة من تطوير الأغنية اليمنية الحديثة؟وهل كانت المعالجات لها على الخصائص الشعبية منها على مستوى يحاكي به أرض الفنون الإنسانية في هذا المجال الفني؟وهل تأثر الفنان اليمني بالأغنية والموسيقى العالمية الحديثة؟الأجابة على هذه الاسئلة ترجع إلى أصول الفنون الحديثة عن اليمن والتأثيرات التي طرأت على الأغنية والموسيقى اليمنية الحديثة وبدأت دخول الآلآت الموسيقية الغريبة على الأغنية اليمنية الحديثة لقد ظهرت الموسيقى الأوروبية وأدواتها الموسيقية على الأغنية اليمنية الحديثة في السبعينات من القرن الماضي لأنها تتميز بالسهولة والليونة وتصل بسلاسة إلى أذن المستمع،واستفاد منها الفنان اليمني خاصة في استخدامه للبيانو والغيتار والبوق،كما استفاد الفنان اليمني في تطور الأغنية المصرية واللبنانية مما جعله يلبس ثوباً جديداً يتناسب مع تطورات العصر الحديث هناك عوامل عدة في نهوض الأغنية اليمنية الحديثة،ونقصد بالحداثة ظهور فنون غنائية خلال التسعينات من القرن الماضي إضافة إلى اهتمام الدولة اليمنية بالفنون من غناء وموسيقى ورقص وفنون شعبية وفن تشكيلي،مما ساعد على بروز فنانين جدد من دوى المواهب الفنية الشابة وكان للفنانين اليمنيين الكبار دور بارز في تشجيع هذه المواهب الشابة وتأسيس فرق موسيقية حديثة في اليمن،وعلى مستوى راق من التمكن والعزف على مختلف الآلآت الموسيقية حيث كانت لهم أياد بيضاء في افتتاح مجال الإبداع الموسيقي للفن الغنائي الحديث وصياغة ووضع أساساً قوياً للأغنية اليمنية الحديثة.وهناك العديد من المحاولات الجادة في رفع مستوى الأغنية إلى مستوى ينال أعجاب المستمعين إليها وكان للفنان اليمني الحديث دوربارز في كيفية المعالجة الفنية لتلك الأعمال ولكي تصل إلى المفهوم الواضح لا بد لنا أن نحلل بعض الأعمال الفنية اليمنية التي كانت في السابق شعبية الأصل،فلو أخذنا على سبيل المثال أغنية(هيب هيبا)أغنية الصيادين وهي احدى الأغاني الشعبية التي غناها الفنان اليمني محمد محسن عطروش سنجدها أغنية موسيقية متكاملة البناء أي أنها لها بداية ولها نهاية،والأغاني الشعبية نجدها في معظمها محددة في المقام،ولها سمات واضحة وموضوعية ونعود لأغنيتنا أغنية الصيادين وهي من الأغاني القديمة التي قام مؤلفها بتجديدها مع الحفاظ على أصالتها،فحاول الفنان اليمني الحديث معايشتها بطريقته الخاصة وقدمها للمستمعين بطريقة حديثة.إن الفنان اليمني الحديث شديد الحماس للارتقاء بمستوى الأغنية الشعبية من مستوى الأداء الشعبي البسيط إلى المستوى الفني الحديث الذي يتناسب مع التطور التكنولوجي للأدوات الموسيقية الحديثة مع الحرص كل الحرص على أصالة الأغنية وأساسيات وضعها سواء من الناحية الايقاعية حتى تكون مناسبة مع العصر الحديث وظهور أغاني الفيديو كليب والتصوير الحديث بواسطة الكمبيوتر والوسائل الحديثة للتصوير السينمائي وإخراج أغاني الفيديو كليب، كما مهد الفنان للأنغام الجديدة ليضيف أكثر من جملة موسيقية بمصاحبة غناء المطرب،فينتقل ما بين عشرة أنواع من أجناس المقامات مستعرضاً مهارته الفنية في كيفية الأنتقال بين مقامات الأغاني.
أخبار متعلقة