كل أحد
عام آخر .. أودعناه في بنك الوحدة وعهدة التاريخ. وبه تكون الجمهورية اليمنية قد شبت عن الطوق وبلغت سن الرشد والنضج والتحدث بالأصالة عن نفسها .. ببلوغها الثامنة عشرة من عمرها المديد.إليكم الآن الأخبار السارة :لا وصاية ولا أوصياء بعد اليوم على وحدة الشعب ودولة الوحدة اليمنية المباركة. سقطت الوصايات والدعاوى جميعها عند عتبة العام الثامن عشر ومغادرة سن النشوء والنمو.لم تعد الجمهورية اليمنية، وهي المولود الشرعي البكر لوحدة الثاني والعشرين من مايو 1990م، مولوداً يحبو، أو طفلاً محتاجاً إلى وصاية وأوصياء منتدبين. كبر المولود وشب الطفل وإليه تؤول الوصاية عن نفسه حصراً .. وحكماً.لنحسم هذه المسألة والجدل حتى لايطول مكوثنا عند مواضيع وقضايا هي من الأوليات والمسلمات التي لايجب أن يتسرب اليها الخلاف أو تتسرب انقسامات وتباينات الأفراد والعقلاء حولها.ليس عادلاً ولاموضوعياً من طرق وأوجه شتى وعديدة أن يظل هذا الجدل قائماً والخلاف محتدماً .. من دون حاجة أو حجة . اللهم إلا لمجرد أن البعض أو القلة الصاخبة ترى حجتها أقوى وحقها أدعى إلى تملك المنجز الوحدوي أو استملاك جزء منه ومن الوطن.جدل كهذا لايزال يؤذي طريقنا وسيرنا فيه. ودعاوى كهذه تؤخذ أو تعطى على سبيل “الميراث السياسي” كما يبدو ويصاغ!.أو ربما على افتراض سابق وتمسك لاحق بزعم الوصاية التي لم تكن قابلة للاعتماد والصرف مما عليه اليوم.الوحدة حق الشعب وملكه وهي مصلحة جماعية أولاً وأخيراً، الأمر هذا لايقبل اعتسافاً أو تجييراً من أحد أو لحساب أحد. وما للشعب للشعب .. لايغمط فيه أو ينازع عليه. ما عدا ذلك يمكن مناقشته والتفاهم حوله والتحاور فيه أو معه.إنما على قاعدة التساوي في الحق والواجب بين الجميع من دون ميزة مغتصبة أو أفضلية زائدة لأحد على أخيه في الوطن وشرف الانتماء وحق الشراكة والمشاركة في الوطن والوطنية.الوطن أبقى من الأحزاب. وهو أحق بالعظمة والتعظيم والتفخيم والتقديم من السياسيين والقادة والرموز الذين يقعون في مصيدة تقديم أنفسهم وأحزابهم وحساباتهم الخاصة على الوطن ووحدة الشعب ودولة الوحدة.لن نصل إلى نتيجة عاقلة وعادلة ضمن سباق الأفرقاء والغرماء الألداء في الساحة والحراك السياسي والوطني إذا بقي البعض يحسبها لصالحه بطريقة بدائية وهزيلة على هذا النحو : أنا أولاً، والوطن ثانياً، وجميع الآخرين في الساحة ثالثاً وأخيراً!.لنقل الآن ودائماً، بتجرد ونكران ذات وتواضع جم وموضوعي : الوطن أولاً .. والوطن ثانياً .. والوطن ثالثاً وأخيراً.عندها فقط سوف نجد الخلافات تحل، والمشاكل تتراجع، والنفوس تصفو ويصفو لنا جو المرحلة، ونجد قواسم مشتركة أكثر من كثيرة وغزيرة لنجتمع حولها ونقدم أنموذجاً للشراكة الوطنية يسمو فوق الصغائر ويوظف القدرات والطاقات لمصلحة الجميع .. وليس غير ذلك.شكراً لأنكم تبتسمون.[c1][email protected][/c]